مجتمع

فضيل في واقعة اختطاف طفلتايه القاصرتين للعثماني: راسلتك ولا جواب ولا وقت لسعادتك لمآسينا

الطفلة المختطفة: هناء فضيل

يعرض كاتب الرأي، خالد فضيل  في هذه الرسالة المفتوحة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حادثة اختطاف طفلتايه القاصرتين، بأوراق مزورة إلى فرنسا، ويسجل أن رئيس الحكومة، كان جوابه لا جواب، وأنه أهمل تماما الحادثة، وتعرضت للإهمال…

وفيما يلي نص الرسالة، كما توصلت دابا بريس بنسخة منها:

في عملية مدبرة بمكر و كيد و إتقان تم إختطاف طفلتاي القاصرتين منذ 22 يونيو 2019 و ترحيلهما بوثائق مزورة إلى فرنسا من طرف زوجتي و بمشاركة كاملة من عائلتها المقيمة بالمغرب وتلك القاطنة بمدينة نيم الفرنسية.كل هذا تم حين كنت أرافق إبننا البكر ، الذي تركته ورائها ، إلى مدينتي الرباط و مكناس أين اجتاز امتحانات البكالوريا التابعة للبعثة الفرنسية .
بمجرد معرفتنا بالخبر الفظيع و الذي لا مبرر له ولا دافع و لا استيساغ إلا فكرة الإقامة بدول الشمال التي تداهم ، بكل أسف، جزءا عريضا من المغاربة و انتقلت من فئات تبحث عن لقمة عيش إلى فئات تعيش أوضاعا اجتماعية مريحة لكنها اخترقت هي الأخرى بمزاعم الحق و القانون و الحريات هناك ماوراء البحر و كأن كفاحنا من أجل الديمقراطية و حقوق الناس و التنمية و العدالة الاجتماعية و تضحيات أجيال و أجيال من كل الطيف الديمقراطي الحداثي لم تسفر لا على تطورات مابعد 1995 و لا على المعالم الكبرى لانتقال ما بعد 1999 الواعد بأنه من الممكن أن يكون الأفضل هنا و ليس هناك لو تحملت النخب و الأحزاب و النقابات و المجتمع المدني مسؤولياتها الفكرية و السياسية و البرنامجية و العملية على مدار المنعطفات الكبرى و تفاصيل السياق.

بمجرد معرفتنا بحيثيات تهجير طفلتاي الذي يدخل في نطاق الاختطاف الدولي للأطفال القاصرين و الذي أثبتت التجارب أن الحكومات التي تحترم نفسها و الناس تتعامل معه بحزم و استعجال و تحشد له الاتصالات الدبلوماسية و التعاون القضائي الدولي و التنسيق الأمني لإرجاع الأطفال المختطفين فورا إلى بلد الإقامة الاعتيادي ناهيكم عن العقوبات المترتبة على الفاعلين المباشرين و المحتملين،بمجرد علمنا باختطاف طفلتاي، باشرت ، إبني و أنا. كافة الاتصالات و الإجراءات و المساطير مع السلطات الفرنسية و المغربية لتحديد مكانهما و ضمان عودتهما، فعلنا ذلك منذ 25 يونيو الأخير و نحن نغالب الدم و المرارة و الاشتياق و الدموع،فعلنا ذلك و نحن نقاتل على كافة الجبهات نهارا و نبكي الألم الغائر ليلا دون أن نسقط أرضا أو نخلذ إلى النوم. هدف حياتنا أصبح هناء و جيهان و قضية اختطاف الأطفال القاصرين عبر العالم.

في هذا الصدد راسلت ، ضمن من راسلت  رئيس حكومتنا معتقدا أنني أخاطب مسؤولا يعي معنى أن تتحمل الدولة مسؤولية حماية مواطنيها إزاء جرائم من هذا العيار الجواب لا جواب الجواب لا وقت لدى سعادته لمآسينا الجواب وثيقة إثبات عن عجز بنيوي في فهم و ممارسة رئيس حكومتنا لقضايا الشأن العام

هو لم يكترث لا لمحسن فكري قبل أن يتحول إلى حراك و لا إلى ضحايا السندريات بجرادة قبل أن يخدش الرصيد الحقوقي للبلاد ولا لمتطلبات صناعة سياسات عمومية كفيلة بدفع مسار الانتقال و لا بأعطاب جهاز إداري من الواضح أنه عبئ على الإصلاح عوض أن يكون ضامنا لتصريفه ولا إلى وضع المسؤوليات على عاتق الكفاءات بدل إعادة إنتاج ريع سياسوي مقيت ينخر أملنا في الأفضل منذ أن تخلت النخب عن القرب من قضايا المجتمع و الوطن و الناس إلى تودد القرب من الحقائب و المواقع و الممكن و المستحيل من فرص الرغد على حساب انتظارات البلاد و العباد.

منذ 114 يوما ، لا نعلم إبني و أنا أين طفلتاي، اللتان انتقلتا من وضعية الاختطاف إلى الاحتجاز إلى حالة مجهولتي المصير، كل ما نعلمه أننا سنقاتل حتى آخر رمق لمعرفة مكان تواجدهما و العمل على استرجاعهما بكل الوسائل.

 

بشير بن بركة وخالد فضيل في المكان الذي اختطف فيه المهدي حيث ألقى فضيل كلمة عن ابنتيه

عيد ميلاد طفلتي جيهان يتزامن مع ليلة إختطاف المهدي بنبركة الذي حملت جرحه الإنساني و السياسي منذ عقود ، لذلك وجدت أنه من حقنا، إبني و أنا ، أن نحتفل بعيد ميلاد طفلتي هذه السنة مع عائلة المهدي و مع من سيخلدون الذكرى الرابعة و الخمسون لاختطافه قرب مقهى ليب بباريس حتى أصرخ هناك في وجه فرنسا مرتين، مرة عن سخافة مبررات عدم الكشف عن الحقيقة كاملة في قضية عمرها 54 عاما و مرة لأطالبها بأن تعيد إلي طفلتاي المفقودتين فوق ترابها منذ 24 يونيو 2019 و حتى أقول لرئيس الحكومة المغربية من هناك ، بيني و بينك مصير هناء و جيهان .

فيا رئيس حكومتنا الغير موقر قدم استقالتك إن بقي فيكم شيء من الخجل و تأكد من أن بيننا ، أيضا و أساسا ،كل الساحات العمومية بمجرد أن أستعيد طفلتاي فليس من حقنا كشعب أن نتجاهل القيمة السياسية الاستراتيجية لمعاقبتكم في الشارع و في صناديق الاقتراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى