دابا tvميديا و أونلاين

ميديا أونلاين: السينما مدرسة الحياة.. 10 أفلام قدمت دروسًا فلسفية عميقة لجمهورها..تعرف عليها(فيديوهات)

كاتبة المقال هكذا تعرف نفسها:امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

مُخطئ من يظن أن الغرض الأساسي من السينما هو الترفيه فحسب؛ وإنما فَتح الأعين والروح على اتساعها على الحياة بكل جوانبها وتناقضاتها؛ فنرى أنفسنا أو ملمحًا منا بوضوح تارة، وتارة أخرى تُلهمنا فتجعلنا نُعيد النظر للحياة بأعين مُختلفة أكثر إدراكًا. انطلاقًا مما سبق؛ إليكم في هذا التقرير مجموعة من الأفلام المُلهمة، التي منح صناعها الجمهور دروسًا فلسفية بالمجان.

1- لا داعي للندم على خياراتك

أمام كل خيار يقف الإنسان طويلاً، يتساءل هل هذا الطريق هو الأنسب؟ أم أنه محض فخ لن يلبث أن يكتشف عيوبه بعد فوات الآوان؛ وهو ما ينتج عنه السؤال الأكبر والدائم «ماذا لو؟» خاصةً مع طبيعة الإنسان الذي يميل -عادةً- لنسيان مميزات ما بحوزته والاعتقاد بأن ما لا يملكه هو الأفضل والأجمل.

بطل فيلم «Mr. Nobody»  يقف أمام مفترق الطرق نفسه، ورغم صغر سنه إلا أنه يضطر للاختيار بين العَيش مع والدته أو والده بعد انفصالهما، الفارق هنا أن الفيلم يمنحنا الإجابة أخيرًا على السؤال الذي لن يمكننا أبدًا أن نعرف إجابته، إذ يُتيح للابن السَير في طريقين متوازيين، وهو ما يستحيل حدوثه على أرض الواقع، فوحدها السينما لها تلك القدرة السحرية على السماح للخيال بقيادة الموقف.

ومع مرور البطل بالتجربتين على اختلافهما؛ يتضح أنه ما مِن خَيار مضمون أو أفضل في المطلق؛ ذلك لأن كل طريق له عراقيله الخاصة ونقاط النور التي تُزيِّنه، وأن قدرنا عَيش الحياة في سعادة وشقاء جنبًا إلى جنب.

2- الحب والزواج مجرد بداية

في فيلم «About Time» يكتشف تيم قدرته على العودة بالزمن للخلف؛ فيقرر استغلال تلك الهِبَة في الحصول على الحب، إيمانًا منه بأن هذا هو ما سيجعله سعيدًا. لذا ومع كل أزمة تهدد علاقته العاطفية بالمرأة التي يحبها يعود للوراء لتغيير بعض الأحداث ومن ثَمّ تجنب الشعور بالألم.

ومع أن ذلك لم يمنع البطل من الإحساس بالإحباط أو الحزن لأنه بالفعل قد مرّ بهما مُسبقًا، كل ما في الأمر أنه يُحاول فقط تجنب عواقب قراراته الخاطئة، إلا أنه جعله يُدرك أن نجاح العلاقات يحتاج الكثير من بَذل الجهد، فالحب لا يضمن الاستمرار، والنوايا الطيبة وحدها لا تكفي، أما الزواج فهو مشروع يحتاج لعمل مستمر من الشريكين إذا أرادا البقاء معًا، ذلك لأن كلمة «للأبد» مطَّاطة جدًا ومُخادعة والأهم أنها شئنا أم أبينا مشروطة.

3- السعادة تكمن في التفاصيل

الأشخاص الذين تتملَّكهم طموحات كبيرة عادةً ما يُكَرِّسون حياتهم للعمل؛ مما يجعلهم يجدون في اللحظات اليومية التي يقضونها مع عائلاتهم أو المواقف الروتينية البسيطة تضييعًا للوقت ولا فائدة منها.

هذه هي الفكرة التي تمحور حولها فيلم «Click»، وعالجها صانعوه بأن مُنِح البطل جهاز تحكم جعله يستطيع تجاوز اللحظات التي يراها غير مهمة، قبل أن يُفاجأ مع مرور الوقت بأن العمر مضى به دون الاستمتاع بحياته ودون أن يكون حاضرًا في حياة أسرته. ليكتشف بعد فوات الأوان أن السعادة تكمن في التفاصيل الصغيرة، ومواقف الحياة التقليدية والبسيطة التي نمر بها مرور الكِرام فيما تستنزفنا الحياة في صراعات على أشياء نظن أنها الأجمل والأبقى، لكنها في حقيقة الأمر ليست ما يمنحنا الشعور بالرضا والامتنان في نهاية المطاف.

4- الكثير من المرح لن يضُر

في خضم الحياة التي نعيشها بين العمل والمسؤوليات يسرق منا العمر، وتلتهمنا المَهام التي نُكَلِّف بها أنفسنا، فإذا بنا نضطر لقول «لا» أمام أي فرصة للاستمتاع إما خوفًا من تضييع الوقت بأشياء ليست ذات فائدة مادية، أو هروبًا من تجربة أشياء جديدة نظن أننا لن نُتقنها أو أنها أكثر خِفَّة مما يليق بأشخاص ناضجين مثلنا.

كارل موظف روتيني احترف قول «لا»؛ مما يوقعه في الفخ نفسه مثل بقيتنا، إلا أن حياته تتغيَّر فجأة حين يجد نفسه مُضطرًا لقول «نعم» لكل وأي شيء دون توقف؛ فإذا بأبواب جديدة بالحياة تنفتح أمامه فيكتشف طعمًا ممتعًا للعَيش طالما كان في المتناول لكنه كان يغُض الطرف عنه دون داعٍ.

5- العمر مجرد رقم فلا تُعِره انتباهك

كارل كهل بأواخر السبعينات، تُتوفى زوجته فتفقد حياته بهجتها، إلا أن وفاءه لها يجعله يخوض مغامرة مجنونة جدًا دون أن يهتم كثيرًا بعواقبها، لا لشيء سوى لأنها كانت حلم زوجته الكبير، رافعًا شعار «أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا».

وهي المغامرة التي تأخذه لأماكن وتجارب لم يكن ليعيشها أبدًا في ظروف الحياة التقليدية، ومع كل ما بها من صِعاب وعراقيل إلا أنه ينجح في استكمالها للنهاية والاستمتاع بها، بل أنه يتغلَّب كذلك على وحدته ويكتشف في قلبه مساحات جديدة للعطاء كان يظنها قد نَضبت للأبد.

6- الجميلات لسن حمقاوات

أحد الانطباعات المُسبقة والاتهامات المُعلَّبة التي توصم بها النساء الجميلات، أنهن غبيات، وأن جمالهن يجعلهن لا تهتممن بتثقيف أنفسهن أو صقل مواهبهن؛ اعتمادًا منهن على الجمال كمفتاح لكل الأبواب.

فيلم «Legally Blonde» يُثبت عكس ذلك من خلال تجربة بطلته التي ينفصل عنها حبيبها قبل الالتحاق بالجامعة اقتناعًا منه بأنها لا تصلح أكثر من واجهة جميلة للتفاخر بها في مرحلة الشباب، أما حين ينوي الزواج فلن تناسبه كرجل يطمح للالتحاق بالسلك الدبلوماسي.

ومع أن الفكرة نفسها تؤمن بها البطلة أيضًا، إلا أن كرامتها المُدماة تجعلها تدخل في تحدٍ لا تعرف نهايته؛ فتلتحق -مثله- بكلية الحقوق، والكوميدي أنها تعتمد على جمالها فعلاً للقبول بالجامعة. لكن هناك يتغير كل شيء حين تجد نفسها أمام قضية تُحركها من الداخل، يقودها حب الحق والخير والجمال، الأمر الذي يجعلها تٌزيح الستار عن درجة من العقلانية والنضج تُفاجئ الجميع وهي أولهم.

7- إذا أردت شيئًا بقوة.. لا تُطلق سراحه

«إذا أردت شيئا بشدة فأطلق سراحه فإن عاد فهو مِلكٌ لك، وإن لم يعد فهو لم يكن لك من البداية» على عكس المقولة الشائعة السابقة، يأتي فيلم «The Pursuit of Happyness» المُقتبس عن قصة حقيقية، ليُحطِّم هذه الأسطورة السخيفة التي كثيرًا ما تجعل الناس يستسهلون فكرة الاستغناء، بل وقد ينتظرون من القَدر أن يأخذ هو الخطوات بدلاً منهم.

وهو ما لم يفعله كريس بطل العمل الذي وجد نفسه فجأة في مَهَب الريح هو وطفله، بلا عمل أو مأوى أو مصدر دخل. ومع أن كل شيء حوله كان يوحي له بالاستسلام إلا أنه اختار التَعَلُّق بالحلم، ساعيًا نحوه مهما بدا مستحيلاً.

ولأن ليس للإنسان إلا ما سعى؛ ينجح كريس فعلاً بما ملكه من تصميم ومثابرة على الوصول لبر السعادة الذي آمن بأنه يستحقه رغم كل ما لاقاه خلال مشواره من تشكيك بقدراته ممن حوله.

8- لا تسِر كالأعمى خلف مشاعرك

في فيلم «500 Days of Summer» يقع توم في حب سمر من النظرة الأولى؛ فيتمناها شريكة لحياته، ومع توطد علاقتهما ومشاعره الفياضة تجاهها؛ يُقرر تجاهل العلامات فيسير خلف مشاعره مُغمضًا عينيه عن أي إشارة بأن هناك خطأ ما.

ولأن سمر أكثر جرأة منه، أو رُبما أكثر قسوة لا تتردد كثيرًا حين ينتابها الشعور بالخلل نفسه وتتملَّكها القناعة بأن هذه العلاقة لن يُكتَب لها الاستمرار؛ فتنفصل عن توم، الذي ينهار تمامًا ويتحطَّم قلبه برحيلها، ليبدأ بعدها مراجعة نفسه بحثًا عما أودى بقصة حبهما للفناء.

ومع أن جمهور الفيلم اتفق غالبيتهم على كُره شخصية سمر، إلا أنه لا يُمكن إنكار حقيقة كونها صادقة مع نفسها، تعرف ما تُريده وما لا تُريده فيما ترفض التظاهر بغير ما تشعر به في سبيل الحصول على القبول ممن حولها.

لتؤكد الرسالة التي أوصلها العمل بوضوح، الانجذاب العاطفي لأحدهم ووجود نقاط متشابهة بين الطرفين ليس كافيًا لوضع أساس علاقة متينة سيُقَدَّر لها أن تستمر، فالعلاقات العاطفية تحتاج أعمدة إضافية لتقوم عليها.

9- التغريد خارج السرب ليس عيبًا

جرى العُرف أن تنبذ المُجتمعات المُختلفين عنها، وأن تَتَّهمهم مُسبقًا بكونهم غرباء الأطوار أو مَعدومي الأخلاق أو مُتكبرين.. أي شيء سوى أنهم أنفسهم الحقيقية التي شاء القدر أن تكون مُختلفة عن العامة من الناس.

بطل فيلم «Like Stars on Earth» تعرَّض للمثل، إلا أن صغر سنه تسبب في أن يُصدق ما قيل عنه من كونه غبيًا أو مُتأخرًا ذهنيًا وما شابه، خاصةً وأن هذا كان رأي أقرب الأشخاص إليه؛ مما جعله يبتعد عاطفيًا عن الجميع ويرفض الانخراط في المجتمع، فمتى فعل ذلك مجبورًا جاء سلوكه عدوانيًا تعبيرًا عن الغضب الذي يعترمه.

وهو ما يتغير حين يدخل حياته مُعلِّم مَرَّ بالظروف نفسها بطفولته، مما ساعده على أن يرى بالطفل أبعد مما رآه الجميع، ومع محاولات المعلم الصادقة وإيمانه بأن داخل الصبي جوهرة كل ما تحتاجه هو اكتشافها وإفساح المجال لها للّمعان والبزوغ؛ تتحقق المعجزة بالفعل ليكتشف الجميع أن اختلاف البطل جاء لتفَرّده وليس عن إعاقة أو قصور.

10- الأمل هو السبيل الوحيد للنجاة

تُرى ماذا كنت ستفعل إذا وجدت نفسك مُتهمًا بجريمة قتل لم ترتكبها، وعلى ذلك حُكم عليك بالسجن مدى الحياة وباءت كل محاولاتك لإثباث براءتك بالفشل؟ هل كنت ستعتنق اليأس وتجلس مُنتظرًا الموت، أم ستُحاول إبقاء فتيل الأمل مُشتعلاً حتى ولو اتهمك الجميع بالجنون؟

كانت تلك هي المعضلة التي تعرَّض لها بطل فيلم «The Shawshank Redemption» المُصَنَّف رقم واحد ضمن قائمة موقع «IMDb» لأفضل 250 فيلمًا بتاريخ السينما، والذي جاء يحمل فكرة فلسفية مُلهمة صوَّرت الأمل كطريق نجاة مهما طال لن يلبث أن ينتهي بباب مفتوح على الحياة.

كل ما يحتاجه المرء هو الإيمان بأن الخلاص آتٍ لا محالة وأن الجَهد المبذول لن يضيع هباءً، والأهم أن الصبر على البلاء ليس عجزًا؛ وإنما وقت يمكن استثماره بالتخطيط للمستقبل، ذلك لأن التَطَلُّع لحياة أفضل ليس عبثًا أو جنونًا حتى ولو كانت كل المعطيات تقول خلاف ذلك.

نقلا عن الموقع الإعلامي ساسة بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى