رأي/ كرونيك

تغريدة سريعة إلى عبدالله العروي.. هل فات الميعاد!

محاضرة المفكر عبدالله العروي؛ في درس تدشين كرسيه في جامعة محمد الخامس في الرباط؛ تشبه إعادة تقييم ذاتي لمسار معرفي شخصي.. لقد تأخر علينا كثيرا في ذلك، وربما لو فعل ذلك من قبل، لما انحرف نقاش قضايا كثيرة من الزمن الفكري والثقافي والسياسي المغربي.

لقد ذهبنا ضحايا مناهج أكاديمية سقيمة، وأفكار لا علمية ومسبقات مفروضة؛ وترجمات مضحكة و “أمية”، والكثير من المعلبات عن الدولة والوطن والوطنية، والآن في زمن التمزقات والصراعات الدامية في داخل الوطن الواحد؛ صراعات لا رحمة فيها؛ نكتشف زيف المقولات التي عومتها النخب الحاكمة وسخرت لها المال وأجهزة الضبط لتسييدها.

العروي يدق ناقوس خطر من أن تنحل الدولة في المغرب العربي أو في المشرق، إلى ملل ونحل وقبائل متناحرة، يعود فيها كل واحد إلى قبيلته للاحتماء، وبهرع إليها للاسقواء وبسط السيطرة والنفوذ.

أما الزمن المستهلك الذي أمضته نخب الجامعة والسياسة ونخب الإدارة في إنفاقه على تحصين الوطن والأمة والهوية؛ فتبدو حصيلته اليوم محل شك، حيث يقدم المشرق العربي نموذجا مخيفا عن ذوبان الدولة الشمولية مثل فص ملح، وانبعاث القبليات بشكل أهوج، تحت مسميات كثيرة وعلى منصة شعارات براقة؛ ترتمي في أحضان السلاح والفوضى.

تأخرت علينا يا مفكرنا عبدالله العروي، كان عليك أن تنذرنا قبل تتكالب الأخطار من كل باب ومهب. أما زلات الأكاديميين والمترجمين فلن يمحوها غفران.. لقد أسفت أنت نفسك لذلك الزمن الذي ضاع من صحوة مرتبكة. فهل من وقت مستقطع يا سيد العروي!! أم فات الميعاد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى