رأي/ كرونيك

ثورية الثناني تكتب: مشكلتنا مع المغتصب وليس مع الرجل

في زمن التفاهة، تحية للعظيم سارتر الذي وضع كل عبقريته في خدمة الحرية والتحرر ، وفضح الأوهام ، الذي علمنا كيف نحترز من الأفكار الجاهزة، وكيف نربط الحرية بالمسؤولية.

وبالتأكيد نحن في أمس الحاجة هنا والآن أن نستلهم فكره الحر مع فلسفته الوجودية، التي تعطي قيمة كبيرة للإنسان على اعتبار أنه قادر على الخلق والإبداع والعطاء الإنساني النبيل، شريطة أن يكون حرا إلا من وجوديته ونزعته الإنسانية الدافعة إلى الفعل.

وعلى هذا الأساس فان المناضلات في “ دينامية جسدي حريتي ” بطلات سارترياتيردن للمغاربة والمغربيات أن يعيشوا ويعشن بحرية ومسؤولية رغما عن أنف هذا الواقع العبثي الضاج بالخسة  والوضاعة والملل والعنف  لذلك دعوننا جميعا لكي نتمرد على هذا الغثيان الجاثم فوق صدورنا  ونتنفس هواء الحرية  ونتجول في دروبها حيث سنعثر على أنفسنا الأمارة بالجمال

لسنا عجائز حمقاوات ، وإنما سارتريات حقيقيات مكتفيات بذواتنا ، قادرات على التعبير عن أنفسنا ، وعن إحساسنا خالصا من كل الشوائب.


لذلك رأيت حفيدات ” السيدة الحرة ” يحملن الأمنيات ، ويحملن معها صدى من ماض عريق ، وشذرات حب متعدد الأعراق ، ويحلمن بالتحليق في سماء الحرية بجناحين ، أحدهما يشدو للعزة والكرامة والروعة ، والذوق الرفيع، والثاني كسير يبكي اللوعة والوطن المغتصب الأسير.

 لقد وجدن في ” دينامية جسدي حريتي ” مجالا رحبا للتعبير ، والرد الذي يدلنا على جدية موقفهن انطلاقا من المسؤولية التاريخية والأخلاقية الملقاة على عاتقهن وعاتقنا كمناضلات ملتزمات بالدفاع عن حقوق الإنسان وفي مقدمتها الحقوق الفردية. لأن الصراع بيننا كمناضلات ، وبين النظام الأبوي كان ، وسيظل حول القدرة على اتخاذ القرار الشجاع ، الحر والمسؤول ، ولن نخسر المعركة لأن الحق معنا ، ولأننا متأكدات من كوننا لن نمل من الدفاع عن جدارتنا ، وحقنا في امتلاك ذواتنا ، وعقولنا ، وأجسادنا.

واني لأعجب من حملة السخط والغضب هذه ، فعوض أن توجه ضد جريمة الاغتصاب التي لم تنج منها حتى المسنات ، وجهت سيوفها ضد المناضلات ، وضد تعبيرهن الرمزي الذي توخين منه شحن النفوس خوفا من ضياعها .

واني لأسأل هذه الألسن التي لاكت كلاما فاحشا ، والأيدي التي كتبت، من أية قسوة أتت لتقطع الضوء والماء ، وتنشر الكره ممزوجا بالحقد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى