رأي/ كرونيك

الشباب و الممارسة السياسية في المغرب

أيمن بنعزوز

يمثل الشباب الرافعة الأساسية لتطور المجتمعات لما تتسم به هاته الفئة من حيوية ونشاط و حب المعرفة، وتتكون شخصية المناضل الحقيقي في هاته المرحلة ويتبلور وعيه تبعا لمحيطه الاجتماعي و الثقافي إذ هناك من يؤثر فيه المحيط الاجتماعي والثقافي سلبا فيصبح حامل للفكر الذي تسيده الطبقة المسطرة على وسائل الإنتاج داخل المجتمع، مما يؤدي إلى انعكاس سلبي في للاوعي شباب بأن تقليد ممارسة الطبقة السائدة هو المعيار الأصح ويسيد هاته الحمولة داخل محيطه الأسرى و الاجتماعي و السياسي.

إن الوعي السياسي بالنسبة للشاب يمر بفعل التقليد حيث يأخذ من الفئة العمرية الأكبر منه قدوة بدون أن يدرك أو يميز أو يحلل مدى ثأتير هاته الفئة التي شاخت بعللها السياسية التي اكتسبتها بممارستها السياسية حيث يصبح الشاب بفعل منطق التقليد يكرس نفس أخطاء الشيوخ التي راكموها طول مسيرتهم السياسية ويصبح نسخة طبق الأصل لهاته العينة بفعل التقليد..، و ناهيك عن المحيط السياسي في المغرب و التنشئة السياسية الضعيفة ودور الأحزاب الخافت في رفع وعي الشباب مما يساهم أيضا في تشبع هذا الشاب بنفس علل من سبقوه، ولكن بصورة أخطر لأنه لا يمتلك وعي سياسي ولا وضوح إيديولوجي مما يجعله مادة دسمة في يد تجار السياسة الذين يترصدون هاته الفئة من الشباب بكل شغف من أجل السيطرة عليها و استغلالها لمصالحهم السياسية الشخصية وطموحاتهم الإنتهازية..

ومن خلال هذا الواقع الاستغلالي البئيس نجد أنفسنا أمام كارثة سياسية على جميع المستويات من قلة النخب السياسية و ضعف الوعي المجتمعي وتردي الممارسة السياسية، بحيث أصبحت لدى المجتمع تمثلات بان السياسيين مجرد استغلاليين يراكمون لمصلحتهم الشخصية بكل انتهازية وغير أبهين بهموم الشعب و الجماهير مما يزيد من اتساع الهوة بين الفاعل السياسي كشاب وبين الشعب و المجتمع،  وهو ما أدى إلى هذا النفور غير مسبوق في الممارسة السياسية بالمغرب، إذ إن أردنا استنهاض الفعل السياسي الشبيبي يجب أن يتخلى الشيوخ عن استغلالهم للشباب وتكريسهم لنفس الأزمات السابقة، وكذلك يجب على الشباب أن يستقل بقراره وأن يواجه هاته الغطرسة و الاستغلال الذي يمارس عليه من استلابه فكريا ومعنويا.

يجب على الشباب أن يحسم مع كل الممارسات الرجعية وأن يخضع لتكوين و التأطير و التنشئة السياسية السليمة المبنية على الوضوح الإيديولوجي و تسلحه بالمبادئ الإنسانية و القيم اليسارية الكونية، على أن يصاحب ذلك بإصلاح المنظومة التعليمية وإصلاح الأسرة وإخراجها من براثين الرجعية.. ،إن أردنا أن نطور الممارسة السياسية للشباب، لأن الوضع الحرج الذي يعيشه المغرب يستوجب علينا كدوات واعية أن نكرس جهودنا من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه في ظل هذا الوضع البئيس الذي يعيشه الشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى