اقتصادكورونا

متغيرات اقتصادية.. كبرى يشهدها العالم في إطار الدفاع عن الحياة في مواجهة فيروس يهددها

محمد نجيب كومينة

الاتحاد الأوروبي أجاز اليوم ليس فقط تجاوز le pacte de stabilité الذي يلزم الدول الاعضاء بحصر عجز الميزانية في 3% بل تعبئة كل الوسائل بلا ادنى تحديد ولا سقف لمواجهة الجائحة واثارها الاقتصادية والاجتماعية، وياتي ذلك بعد ان قال ماكرون في خطاب سابق انه مستعد لتخصيص كل الاموال والوسائل بلا سقف محدد في مواجهة الجائحة، وبعد ان أعلنت ميركل ان مبدأ 0 عجز في الميزانية الذي تبناه الالمان بعد الحرب لم تعد له قداسة، وبعد ان لجات اسبانيا وايطاليا لقرارات تعصف بالاورتدوكسية التي كانت وراءها المانيا.وحتى المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، معقل النيوليبرالية المحصن، لاترى مانعا في استعمال الميزانيات، اي التمويل بالعجز والدين، لمواجهة العدو المتربص بالحياة وبالاقتصاد والمجتمعات.

هذا يعني ان الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة التي قررت بدورها حزمة من الإجراءات، قد أرجع للدولة دورها الذي كان النيوليبراليون قد حاربوه بكل الوسائل كي يخضعوا البشرية لسوق داروينية تسيطر فيها الاوليغارشية التي احتكرت الثروة بشكل غير مسبوق، ويعني ان الجميع أقر بضرورة إعادة التوازن بين بين السياسة الميزانية كاساس وبين السياسة النقدية، بحيث لن يصير ممكنا ان تبقى هذه الاخيرة خاضعة لقواعد سوق موجهة من طرف المصالح الطاغية ومعرقلة لاي اختيار ميزاني يروم تخفيف الاختلالات الكبيرة التي يخلقها السوق ولن يبقى ممكنا توجيهها لخدمة نظام مالي متوحش ووبائي.

ولربما بدأت معالم ذلك التوازن الجديد باعلان البنك المركزي الاوروبي تخصيصه 750 مليار اورو لشراء سندات دين الدول في انتظار إعادة النظر في العلاقة بين هذا البنك وميزانيات الدول ومراجعة الاستقلالية المبالغ فيها التي يتمتع بها، والتي فرضتها ألمانيا وجعلها صندوق النقد الدولي قاعدة عالمية بعد اقرار استقلال الاحتياطي الفيدرالي الامريكي في نهاية السبعينات في ظل المحافظ فولكر.

سيقول المدافعون عن “ستاتو كو” إن استعمال ميزانيات الدول على النحو الذي بات مفتوحا ومتاحا ينطوي على مغامرة، إذ قد يقود إلى قنبلة مديونية وعجز ميزاني بالغ الضخامة وممن تم الى ازمة ركود وتضخم شبيهة بازمة سبعينات القرن الماضي، لكن هذا القول مردود عليه بكون الحياة لاثمن لها ولا شئ يبدو مقدسا عندما تصبح معرضة للخطر، والحياة في هذا السياق تعني مواجهة الفيروس واثاره على الشغل والدخل ومايتصل بحياة جميع الناس وليس فئة منهم، من جهة وبكون مابعد الجائحة ينفتح على براديغمات جديدة، بدا ظهورها حتى قبله، وعلى افاق جديدة من السابق لاوانه الحديث عنها مادامت الاولوية للانتصار على الجائحة في العالم اجمع من جهة ثانية.

هذا ما لايبدو ان البعض هنا قد أخذه بعين الاعتبار وكما يظهر من اجتماع مجلس بنك المغرب الاخير الذي قدم توقعات مهزوزة، في ظرفية يستحيل فيها التوقع بغض النظر عن المشاكل التي يطرحها منهج التوقع la méthode de prévision مند مدة، والقرار الذي اتخذه بتخفيض معدل الفائدة المديري بربع نقطة فقط، وقبله تفعيل تخفيض الدرهم في ظرفية غير مناسبة نهائيا وبدون حساب للجدوى منه في هذه الظرفية التي توجد فيها التجارة الدولية في حالة اضطراب قصوى ويوجد فيها الاستثمار الخارجي في حالة من الغموض الشديد.

مجرد فكرة عنت لي بعد تتبع مايجري في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى