صحةكورونا

الإعلام في زمن الكورونا..والصحافة في هذا الظرف لا تقل أهمية عن دور الأطباء والشرطة..

عزيز ادمين الخبير الدولي في مجال حقوق الإنسان

وصلني الفيديو (صورته اسفله) وهو تصريح لشخص مضطرب نفسيا او عقليا، يقول انه المهدي المنتظر و انه ابراهيم عليه السلام وانه يملك علاج فيروس كورونا… اتوقف عند هذا الحد.

مسوولية نشر هذا الفيديو، تقع على الصحفي والمنبر الاعلامي الذي نشره، لكون استغلال مريض نفساني او مضطرب ذهنيا،  مجرم قانونا وايضا مرفوض في اخلاقيات المهنة ونذكر ميثاق اخلاقيات مهنة الصحافة الصادر عن مجلس الصحافة بالمغرب والمنشور بالجريدة الرسمية (المادة 1 من بند احترام الكرامة الإنسانية).

كما تتبعنا عدد من الروبورطاجات والمواد الاعلامية خلال مرحلة تدبير وباء كورونا، خرقت بشكل كبير مجموعة من الضوابط، التي تتنافى مع القانون وأخلاقيات الصحافة، منها من مس بالحياة الخاصة ومنها من مس بصورة القاصرين ، ومنها من حمل نوازع عنصرية وغيرها، ناهيك على الأخبار الزائفة والمضللة..

وهنا نطرح سؤال عن موقع ودور المجلس الوطني للصحافة في هذه الازمة، وهو المجلس الذي رافقه من تشكيله عدد من الانتقادات (الانتخابات غير الديمقراطية -رئيسه الحالي الحالي كان عضو لجنة الاشراف التي نظمت الانتخابات من الفها لياءها – التعتيم وعدم نشر معلومات ، اعداد ميثاق اخلاقيات زجري بمقاربة أحادية …) ، ووصلنا لتورط مكشوف للمجلس في حماية المشهرين في قضية الصحفية هاجر الريسوني بذريعة عدم وجود نظام داخلي ، وهو النظام الداخلي غير المتوفر لحد الان منذ سنوات من تشكيل المجلس…

بل الاكثر من ذلك نتابع حاليا نوع من لعبة “البينغ بوغ” بين المجلس الوطني للصحافة ووكالة المغرب العربي للانباء تحت عنوان الدفاع عن الشرعية ولكن الخلفية الحقيقية يعلمها الجميع وهي تصريف الاحقاد الشخصية وتصفية الحسابات الذاتية، وكل هذا يتم في زمن الكورونا…

مسوولية مجلس الصحافة حاليا، مسوولية جسيمة، تقتضي الابتعاد عن “الشخصنة” والانخراط في المجهود الوطني الكبير لتجاوز محنة الكورونا.

ونقول ان المسؤولية جسيمة، لكون الاعلام اليوم هو مصدر المعلومة لاناس ينتظرون داخل منازلهم في اطار الحجر الصحي ، من اجل الاطلاع على اخر الأخبار ، وهو مصدر التثقيف والترفيه ايضا، وكل ما يقدمه للجمهور يكون له تأثير بالغ، إما سيدب مضادات اجتماعية ومواطناتية ضد العزلة ورهاب الكورونا، او دب “سموم” في جسم المجتمع.

المشرع المغربي منح لمجلس الصحافة هامش كبير للتدخل، ولكن هذا الاخير، اي المجلس، اختار ان ينشغل بقضايا هامشية على حساب المصلحة العامة.

نعم مسوولية المجلس قائمة، لكونه الية الضبط الذاتي للمهنة، ولكنها ايضا مسوولية الصحفيين بان يرتكون الى قواعد المهنة واخلاقياتها بشكل طوعي، وان يقوموا بالحجر على السلوكيات التي تمس نبل رسالتهم، ومسوولية مدراء ورووساء التحرير ايضا …

وفي الاخير فدور الاعلام والصحافة لا يقل ايضا عن دور الاطباء والشرطة… لهذا وجب ان يتحلى باعلى مستويات الحذر والمهنية والاخلاقيات..

ونختم، اننا لا نعمم، بل هناك اعلام و صحافة مشرقة في وطننا، وهي مصدر معلوماتنا، ونثق فيها بشكل كبير، بل انها تمثل بحق الصحافة المواطنة والانسانية، بتقيدها بنبل رسالتها وانخراطها في المشروع الإنساني لمغرب الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى