رأي/ كرونيك

هؤلاء هم من صنعوا مي نعيمة وتبرؤوا منها..

بقلم: الروائي خالد أخازي

مي نعيمة نتيجة حتمية لمدخلات تتفيه المجتمع و محاصرة العقل، و الفساد في الأجهزة المسؤولة عن الثقافة والفن وبعض النخب السياسية، والاستراتجيات الخفية المقنعة المسؤولة عنومواصلة مخطط الانحدار القيمي والثقافي بالترويج لخطاب الكبث والعهارة الفكرية و السخافات المجتمعية مع التطبيل لها والتطبيع مع تجلياتها وشرعنتها بمختلف الوسائل.

مي مي هي كاكيماز إرهاب جديد، سلاحه نشر قنابل موقوتة للتفكيك المجتمعي، وتبث قيم الجهل واللاعقل والانتصار الوهم بل العلم والفكر.. هي واهمة مأخوذة بسحر وفتنة توسع قاعدة المتتبعين لها لدرجة أنها غدت…حلقو أخرى من حلقات تخريب المجتمع,

…بدءً بمكي الصخيرات وتهريج الرقاة وقنوات الحمقى والسكيزوفرين هي ضحية من صنع منصات التتويج لأبطال الخراب والدمار والفشل والانحراف… هي نتيجة منظومة إعلامية تنتصر للتفاهة وتحارب بشراسة الفكر والعقل والإبداع وتهميشا وصناعة لنجوم مزيفين في الثقافة والفن والأدب والسياسة…حالة مي نعيمة تفرض علينا مساءلة ومحاكمة المنظومة التي تخصصت في تبليد المجتمع و صناعة نخب مريضة حمقاء و مزيفة ..

مي نعيمة…ما كان لها أن تكون لو لم يشعرها التافهون والتافهات بأنها قيادية نسوية خطت على مناضلات حق أرادت جهات ما أن تقدم مضادا لهن…لتبخيس المرأة وتحويلها إلا مجرد كائن أخرق لكن مؤثرا في المجتمع..

كيف لا… ويتابعها عشرات الآلاف…ولم يتابع محاضرات المثقفين والمثقفات والمفكرين غير قلة..ويموتون قبل الآوان غرباء في أوطانهم…حتى غدا تنظيم محاضرة أو حدثا فكريا ثقافيا مغامرة و انتحارا,

مي نعيمة….صنعناها نحن بصمتنا وجبننا وحين سقطت تبرأنا منها وتركناها تلقى مصيرها وقد كان لها آلاف الأتباع المزيفين…المنافقين…الذين يفكرون كما تفكر طواجينها و “بطبوطاتها”..

مي نعيمة…مؤشر خطير لقياس درجة الوعي في المجتمع وناقوس خطر يدق بشدة حول مجتمع يفتقد يوما عن يوم بوصلته ومرجعيته، لأنه فقد مفهوم القيادة سياسيا وثقافيا وتدنى مستواه التعليمي و حاصره الغباء والضياع…

حالة مي نعيمة….تحاكمنا نحن كشعب

… صرنا نتواطأ صمتا مع صناع الغباء والتفاهة، ونكتفي بالنظر بعيدا خوفا أو تقاعسا…بينما خطاب التفاهة يتمدد كلسرطان وتصرف عليه أموال كثيرة وفق أجندة إقليمية للتحكم في العقل والوجدان والذائقة..

المثقفون…المبدعون بعضهم باع نفسه للشيطان..فتفرقوا في أرض الأحلام بحثا عن الجوائز المغرية أو مقاعد في التحكيم التي هي بمثابة سفريات خيالية…
مي نعيمة….ضحية….ضحية منظومة فاسدة.

ضحية من أخصب تجربة التفاهة إعلاميا ومجتمعيا لتنمو فيه طموحات امرأة جاهلة أوهموها بعلو كعبها فصارت قيادية وراءها أتباع الطاجين والضحك الأسود..
مثلها مثل نيبا…والكثيرين ممن صنعوا التفاهة بدعم من مهندسي القتل العقلي والفكري والوجداني للمجتمع.

هي ضحية…لأنها كانت كاميكاز لقضية لم تدرك كنهها…حزامها الناسف قنابل الغباء والتفاهة الانحدار والسقوط المدوي.. بالمقابل جنتها كانت أرضية…أموال اليوتيوب…و إعجاب عابر لآلاف التافهين والتافهات..

لهذا أطلب العفو عنها..

ومحاكمة من زودها بحزام الغباء والتفاهة الناسف…. وجعل منها انتحارية معنوية.. من أين أتت التفاهة؟ هذا هو السؤال؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى