رأي/ كرونيككورونا

عدنان جزولي و”النافذة” في زمن كورونا…

ليس من عادتي أن أقف واطل منها كثيرا أو مطولا .. لكنها الآن إلى جانب الشرفة هي المتنفس على العالم الخارجي .. اتابع عبرها ما يحدث في الأزقة المحيطة بالعمارة التي تطل من حسن الحظ على واجهتين ..

اسجل من مشاهداتي اليوم امورا جيدة أتمنى أن تكون عامة ( ولو نسبيا ) حيث أن الجميع يضع الكمامات ..المارة الساءرون على اقدامهم والساءقون لسياراتهم بل وحتى شيخ متقدم في السن يجلس القرفصاء في زاوية العمارة المقابلة طلبا للصدقة ..

المتجر المتفتوح في أسفل العمارة الأخرى يحترم كل الشروط والاجراءات المطلوبة .. لا ازدحام امامه والجميع يحترم مسافة التباعد الاجتماعي وطبعا كل الزبناء بالكمامات ..

والاجمل الملفت للانتباه أن سيدتين التقيتا وهما ذاهبتين على ما يبدو لقضاء ما يلزمهما من السوق وقفتا عن بعد دون سلام بالايدي ودون عناق أو تقبيل وربما باركتا لبعضهما مقدم رمضان لكن في إحترام كامل لشروط السلامة المطلوبة ..

طبعاً عديدون سيقولون أن هذه حالات خاصة مقارنة مع ما يجري من ازدحام في أسواق عدة مدن ..لكنني لا أظن ذلك لأن ما بدا لي هو أن نسبة عالية من المواطنين والمواطنات استدمجوا تدريجيا (وربما مع بعض الصعوبات) اجراءات الحجر الصحي وبدؤوا يمارسون سلوكات جديدة تماماً بتكيف يستحق كل تنويه واعتزاز ..

لا أعمم وليس هذا قصدي بل أقول أنه في النهاية إذا احترمنا ذكاء المواطن وراعينا ظروفه وقمنا بعمل تحسيسي متواصل ومتنوع وخلقنا جوا من التعبئة التي تبين أن المصير واحد وأن سلامة الفرد وسلامة المجتمع وجهان لعملة واحدة .. أقول إذا قمنا بهذا وما يشبهه وواصلناه سواء خلال هذه الفترة أو بعدها فإننا قد نحقق خطوات كبيرة نحو التقدم في مختلف المجالات ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى