سياسة

نجمي يدعو للذهاب نحو معنى جديد للمصالحة بين الدولة والمجتمع لصالح المستقبل والتاريخ

قال العضو القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي، إن فكرة المصالحة أو التصالح بين الدولة والمجتمع، ينبغي أن نعود إليها اليوم بقوة اليوم، ليس بمعنى أن نعود إليها مستسلمين منهزمين ومهانين، ولكن بمفهوم علمي فكري فلسفي جديد، المصالحة ليس بين غالب ومغلوب، ليس بين ظالم ومظلوم، بل المصالحة لفائدة التاريخ، وليست قائمة على مفهوم الغفران، وليس أنا مذنب وأنت ستغفر لي، وليس على مفهوم العفو.

وأضاف الشاعر والكاتب حسن نجمي، في حوار بتقنية “أوديو” أجرته “دابا بريس” في وقت سابق معه، أن المصالحة لا تعني أيضا، أنك تعرف أنني مذنب وأنت تسامح، بمعنى أنت الفوق وأنا التحت، ولكن بالمعنى الذي تكلم عنه الفيلسوف الفرنسي الجزائري “جاك دريدا”، مفهوم الصفح LE PARDON، الذي ينطوي على قيمة نبيلة وفيه نوع من “الحياد” الذي لا يكون فيه غالب ولا مغلوب، ومنتصر ومنهزم، وظالم ومظلوم، ومذنب وغفور، بل بما يفيد أنني أتصالح معك لفائدة مجتمعي، ولفائدة شعبي، ولفائدة استقرار بلادي، ولفائدة التاريخ والمستقبل، معتبرا أن هذا المصالحة بهذا النوع هي التي تصنع التاريخ، في حين أن المصالحة التي في عمقها الضغينة، وفي عمقها الانتقام والفدية واستخلاص الدية، والتي تسبح في المنطق العشائري، والتي لا يمكن أن يستقيم مع مفهومنا الحداثي للدولة، والتي نريدها دولة المستقبل ودولة الجميع ودولة المجتمع.

المتحدث ذاته، أكد أن هذا الأمر من الضروري أن نتأمله بقدر من الحصافة والرزانة والعقلنة، وبروح الفكر وليس بروح السياسة، لأن السياسة آنية وتشتغل بآلياتها والتي تسعى لتحقيق مكاسب، في حين أن الفكر له ديمومته في أفق المستقبل وفي اتجاه التاريخ.

في نفس السياق، شدد الشاعر والكاتب والعضو بالمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي التأكيد، أن فكرة المصالحة ما بين الدولة والمجتمع، على المستوى الحقوقي والسياسي، من الضروري أن تنبني اليوم على فكرة جديدة تتأسس على المصارحة والمكاشفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى