مجتمع

تقرير: الدار البيضاء مشاكلها البيئية في عقلية مسيريها 2/1

نعتبر أن مشاكل الدار البيضاء ليس في حجمها، كما يروج المشرفون على شأنها المحلي، بل في عقلية القيمين عليها من مجالس منتخبة و مصالح خارجية للوزارات، وفي هذا الإطار أثبتت العديد من الدراسات الميدانية، أن المدينة عرفت تحولات سوسيو مجالية، ساهمت في تطور اقتصادها، نلاحظ أن الاهتمام بها اقتصر على المجال الاقتصادي والعمراني مع وقف التنفيذ للمساحات الخضراء، التي لم تناسب حجم المدينة، وعملية تطهير قنوات الصرف الصحية التي باتت تفوح من بلوعاتها الرائحة الكريهة في العديد من الأحياء .

نقدم بعض المعطيات الاحصائية لسنة 2014التي ستقربنا من خطورة التلوث، المساحة 837كلم2، عدد السكان حوالي 4 مليون نسمة تضم 55% من الوحدات الإنتاجية، وطنيا و60 % من اليد العاملة في الصناعة وطنيا، و39% من السكان النشيطين على المستوى الوطني، ونسبة الهجرة إليها جد مرتفعة تفوق باقي المدن المغربية .

أما أحياء الصفيح فهي في زحف متزايد بتشجيع من تجار الانتخابات بحيث تشكل جيشا احتياطيا لعائلات انتخابية تحتل مقر الجماعات وكراسي في البرلمان، وصل عددها أكثر من 500 حي صفيحي .

كانت فكرة القضاء عل دور الصفيح ضمن برنامج مدن بدون صفيح سنة 2004 شعار رفعه وزير السكنى آنذاك عمر احجيرة، غير أنه مع نهاية ولاية الحكومة أقبر ذلك البرنامج.

هذه المعطيات تفسر الوضع البيئي الملوث، الذي وضع الدار البيضاء في مصاف المدن العالمية الملوثة، والتي تعرف وضعا بيئيا مقلقا، فالتلوث بالدار البيضاء تجاوز الحد المسموح به دوليا، الشيء الذي نتج عنه أمراضا متعددة تعاني منه بساكنتها، والتي توصلت إليها العديد من الدراسات العينة، منها الربو والحساسية البصرية وسرطان الرئة وأمراض الانف والحنجرة، ويمكن تركيز اخطر اسباب التلوث في عوادم السيارات التي تجاوز عددها المليون سيارة التي تجوب المدينة، وغازات المصانع وحرق النفايات ومطرح مديونة الذي يشكل مصدر رائحة كريهة تعم المدينة في الليل.

كما تعاني المدينة تلوثا اجتماعيا، من قبيل ظاهرة الإجرام و السرقة، ظواهر أضحت خطيرة يعاني منها سكان المدينة يوميا، أما ظاهرة “الفراشة “الباعة الجائلون الدائمون والموسميون، فيؤثثون أزقة و شوارع المدينة، أمام القساريات و المساجد وبالشوارع الرئيسية، أصبحت ظاهرة معتادة في خطورتها على الساكنة.

يعتبر قطاع النقل مصدرا للقلق الآن وفي الأفق المستقبلي، خاصة مع الانفجار الديمغرافي المرافق للهجرة والتوسع العمراني اللذين تعرفهما الدار البيضاء، فإن المدينة تجوبها أاكثر من مليون عربة خاصة بالإضافة إلى أاسطول الحافلات العمومية والخاصة .

تتعدد الوحدات الصناعية من الميكانيكية والإسمنت و المطابع و الأغذية والمصانع البترولية، التي تلوث الماء و الهواء .

تؤكد الدراسات، أن الملوثات تتوزع بين ثاني أكسيد الكبريت co2 ونيتروجين nox وأكسيد الكربون co والغبار، ومركبات عضوية متبخرة، فغازso2 الناتج عن صناعة الأغذية يصل إلى حوالي 634.770 طن يتفاعل مع so2 عند احتراقه مع الأكسجين وبخار الماء فيعطي حامض الكبريت، يسقط على شكل أمطار حمضية تغير من خصائص الماء والتربة فتؤثرعلى الساكنة.

إن حجم الدار البيضاء بحجم وسائل النقل، والوحدات الصناعية التي تتوطن في الواجهة الشرقية الشمالية لمدينة الدار البيضاء، بكل من عين السبع والبرنوصي والصخور السوداء و المحمدية وزناتة، تعرف نسبة مرتفعة لتلوث الجو، يتمركز بها 2/3 الوحدات الصناعية على المستوى الوطني و33% من الصناعات الكيماوية و البتروكيماوية و70 %من الصناعات الكهربائية، فالدار البيضاء بها 55 %من الصناعات بالمغرب و40% من وسائل النقل، والرواج التجاري يمثل تلثي رواج المغرب، اما الساكنة فهي تمثل 2% من سكان المدن يجعلها عرضة لانتشار الغازات السامة مع ارتفاع درجة الحرارة، في غياب تام للمجال الاخضر.، فمن الملوثات الجوية كذلك، تلك الناتجة عن المراكز الحرارية التي لها دور في تلوث الجو، لاستعمالها المحروقات من قبيل الفيول و الفحم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى