سياسة

غضب واستنكار واسع للقرار المتسرع بمنع التنقل انطلاقا من أو في اتجاه 8 مدن

خلف القرار السريع للحكومة، الذي عبر عليه البلاغ المشترك لوزارة الداخلية ووزارة الصحة، الذي يقضي بأنه ابتداء من يومه الأحد 26 يوليوز عند منتصف الليل، منع التنقل انطلاقا من أو في اتجاه مدن طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الدار البيضاء، برشيد، سطات ومراكش، موجة استنكار وغضب كبير.
منع
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، فور إذاعة البلاغ، المئات من التعاليق والتدوينات، وصفت القرار بالمتسرع، وبالارتجالية، وعابت على الحكومة، اضطرابها وتميز جل قرارتها بالارتجالية، ومنها تمسكها بعدم إلغاء العيد، ودعايتها القوية لتشجيع السياحة الداخلية، وهما معا، أي العيد والسياحة، فتحا المجال لعملية تنقل كبيرة.

هكذا كتب الناشط الحقوقي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، عدنا الجزولي قائلا: نمت نوما غير مريح وأنا اتذكر آخر الصور لبدايات حوادث السير على الطرقات التي نصبتها الحكومة مشانق مفتوحة للمواطنين والمواطنات ( على حد تعبير الصديق الإعلامي رشيد البلغيثي ليقتلوا ويتقاتلوا بعد القرار الأرعن والمجنون باقفال عدد من المدن الرئيسية في البلاد والتي كانت قد بدأت تعرف دبيبا جديدا للحياة.

وأضاف الجزولي في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، هذا الصباح استيقظت وامتنعت عن فتح الفايسبوك لكن شيءا ما كان يقول يقول لي أن هناك امورا قد وقعت .. فعلاً وجدت أن حكومة المغرب بقراراتها اللامسؤولة والمتسرعة قد عملت على ذبح عشرات المواطنين والمواطنات بمناسبة العيد المشؤوم لتنعم الخرفان بالعيش الهانيء..

وتابع في التدوينة ذاتها، نعم يا سادة هذه الحكومة اللعينة التي تسلطت على رقاب الناس قامت هذه الليلة بجرائم لا تحصى ولا تعد فقط لأنها عاجزة كسولة وتعمل بعقلية متخلفة لا نظير لها ..

قد تكون الاستقالة شافية لبعض الغليل لكن المسؤولية تتطلب المحاسبه والمحاكمة مثلما يعتقلون ويحكمون على من لا يضع كمامة ..
لقد تحملناكم يا سادة أكثر مما تحملنا الوباء .. وأنتم أسوأ منه لأن الوباء على الأقل له أعراض ويعطي مهلة للمصاب به أو للمشكوك في إصابته أما أنتم فتستعملون الشطط والشطط ثم الشطط في كل شيء ..

ارحلوا عنا يا حكومة العار والاحتقار ..

بدوره كتب الإعلامي رشيد البلغيثي:، كنت صحبة أسرتي، كان بيننا طفل رضيع.. كادت أن تقتلنا الحكومة، ذهبنا، ليلة السبت، إلى الدار البيضاء كي نترك أطفالنا تحت رعاية الجدين ليومين.

في الرباط ينتظرنا _صباح هذا الإثنين_ جبل من الأوراق الادارية عَلَيَّ أن أصعده صحبة زوجتي قبل العودة لأخد الطفلين وإكمال رحلتنا نحو الجنوب.
جدتي اشترت كل الأضاحي، تطل من شرفتها بشوق لأن روحها الطيبة تنزع الى الأحفاد عند كل عيد.

وضع الأصهار طبق محبة على مائدتهم عند العشية فسقط بلاغ وزاتي الداخلية والصحة كجلمود صخر قلب المائدة والخطط والأمزجة رأسا على عقب.
وأضاف، البلغيثي في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، أخي في الدار البيضاء يسأل عن خطة لإجلاء أبنائه خارج المدينة. صهري يجيب، عبر الهاتف، كسابا مرعوبا استودعه أضاحيه. محمد زيدان يسألني عن طبيعة الإغلاق وتوقيته وإمكانية سفر مستخدميه وزوجتي تأمرني بحمل الرضيع والهرولة الى السيارة قبل ان تنشق الارض وتسقط، فوق رؤوسنا، السماء، خِلتُ لوهلة أنها الهرمجدون! (Armageddon).

في السياق ذاته، قال البلغيثي، نزلنا من “عين السبع” الى الطريق السيار كنقطة ماء وسط نهر جارف. عشرات الالاف من السيارات بين مدينتي البيضاء والرباط. صف لا ينتهي أمام محطة الأداء (بوزنيقة). كنت متأنيا، مرِنا، يقظا، لأن في سيارتي أغلى وكل ما أملك.

قبل أن ينتهي الطريق السيار، عند مدخل الرباط، بنحو 300 متر أو يزيد تكدست السيارات بالمئات بعدما وضعت عناصر الشرطة سدا إداريا مرتبط بقرار الإغلاق الجديد. كان كمينا في الحقيقة نصب قبل السد القضائي المعروف قبالة المركب الرياضي.

أشعلتُ أضواء النجدة البرتقالية (Les feux de détresse)، خففت السرعة ثم وقفت في آمان الله خلافا لبعض أصحاب السيارات ممن ناوروا أمامي او جنبي تجنبا للفاجعة.

بعد عَشرِ ثوان أو يزيد جاء شاب بسرعة جنونية فصدمنا صدمة قوية قلبت كرسي الرضيع ورفعت أخاه الأكبر من مكانه.
أخضعنا الصغير للسكانير في مستشفى الشيخ زايد وهو بخير لكني أحتفظ بكلام في حلقي كالعلقم واسمحوا لي أن أجهر بالمُعتدِلِ منه:
كل الأرواح التي ازهقت أمس هي في عنق الحكومة التي حولت طرق الوطن إلى ساحات إعدام لم تنصب فيها المشانق لكن رُمِيَ فيها الآبرياء بالسيارات كما يرمى الإنقلابيون بالرصاص.
– كل الجرحى هم معطوبي حرب جائرة شنها أصحاب القرار ضد شعب أعزل لا حول ولا قوة له.
– بلاغ الحكومة، أمس، مضمونه، توقيته وفجائيته.. لم يُكتب على ورق بل نُقش على سكين قطعت رقابا واسالت دماء ما كان لها أن تهرق لولا إرجاف المرجفين.

نتضرع الى الله بالرحمة للموتى والشفاء للجرحى وأمام عجزنا وقلة حيلتنا نقول لصاحب هذا البلاغ القاتل قول اسماعيل لإبراهيم:
– يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنا إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى