حول العالم

السياسة في المونديال أو هكذا وظف بوتين كأس العالم ليبدو حاكما عصريا ومواطنيه يتمتعون برغد العيش!!

كتب الباحث غير المقيم في برنامج كارينغي للشرق الأوسط، عمر الحمزاوي ، مقالا نشره مركز الدراسات كارينغي، أنه كما جرت دوما العادة، الدورة الحالية لكأس العالم 2018، لكرة القدم، السياسة تحيط بها وتتفاوت “المضامين بين استغلال الحكام للعبة الشعبية للاقتراب من مواطنيهم وبين وعي متميز لبعض لاعبي كرة القدم بالحقائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعاصرة.”

ويضيف أن البلد الذي نظم الكأس، روسيا، ” حاكم تتبدل مواقعه بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ولا تتبدل سيطرته على مؤسسات وأجهزة الدولة والسياسات العامة”

يقول الباحث عمر حمزاوي “يوظف بوتين كأس العالم لكرة القدم 2018 بكفاءة للترويج لنفسه كحاكم عصري ولحكومته كحكومة قادرة على تحقيق إنجازات كبرى ولبلده كبلد واثق في ذاته ومنفتح على الدنيا دون خوف ولمواطنيه كأفراد يستمتعون بالحياة ويتمتعون برغد العيش”

تلك هي مضامين المشاهدة التي نقلتها الكاميرات للعالم، تظهر الكاميرات بوتين وهو يتابع المباريات يؤكد الحمزاوي وهو جالس في هدوء يتابع مباريات بلده، تنتقل “الكاميرات بين أرجاء الملاعب العصرية لتظهر وجوه سعيدة ونضرة لنساء ورجال من الشباب ومتوسطي العمر يحتفلون بانتصارات منتخبهم ويحيونه بملابسهم التقليدية” .

بوتين إدا وظف كأس العالم 2018 أيضا يقول الحمزاوي  “لمداعبة الشعور الوطني للروس الذين يتابعون كيف تخرج بلادهم من سياقات التغطية الإخبارية السلبية لانهيارات وإخفاقات وأعمال عسكرية عدوانية وهجمات إرهابية وفساد وتراجعات اقتصادية واجتماعية حادة (تلك السياقات التي تحيط بهم منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية تسعينيات القرن العشرين وإلى اليوم) وتدمج بعد طول غياب في الخانات الإيجابية للأخبار العالمية بشهادات متكررة عن التنظيم الرائع لكأس العالم 2018 وعن عصرية ملاعب المباريات وجمال المدن الروسية وسحر الشعب الروسي”.

 

لكن الكاميرات يؤكد الحمزاوي تغيب بالقطع، عن ” تفاصيل انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان وغيرها من الأقاليم الروسية والتي تسأل عنها حكومة بوتين الأوتوقراطية وتختفي من الشاشات حقائق المعاناة الاقتصادية والاجتماعية لقطاعات واسعة من المواطنين الروس الذين لم يطلهم قطار التحديث واللحاق بركب العصر ولا تبدو على وجوههم علامات السعادة والنضارة على عكس الوجوه الحاضرة في ملاعب المباريات”.

ليختم مقاله بالقول “أبدا لا تغيب السياسة عن كرة القدم، ودوما تظل دورات كأس العالم ساحات للتوظيف السياسي الرديء والأقل رداءة وساحات أيضا لإظهار بعض اللاعبين وعيهم بحقائق الدنيا بعيدا عن المشاهد المبهرة التي تتناقلها الكاميرات”.

المصدر: مركز كارينغي للشرق الأوسط

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى