في الواجهةمجتمع

لحسن صابر يكتب في فاجعة مقتل الطفل عدنان..”عطبنا الجماعي..مجتمعا ودولة”

صباح مر بطعم “الحدج” على وقع الاستفاقة على فاجعة مقتل الطفل عدنان الشويف، صباح أليم.. جارح ومهين..صباح بطعم الإحساس بالخزي لأننا لم نستطع حماية براءة طفل..

بقلم: الفاعل المدني لحسن صابر

لوالديه أحر التعازي، وللسيدة لطيفة ازماني قريبة الطفل عدنان والتي اكتشفت أنها زميلة لابنتي في العمل…

أنا الذي أناهض عقوبة الإعدام، أجدني أمام مشاعر ملتبسة بين قناعة مبدئية وبين هول ووحشية الفاجعة،  ألم يحن الوقت لأن نجعل من الاعتداء على النساء والأطفال مجالا لأحكام مؤبدة نهائية وغير قابلة لأي عفو ..

القتل قتل والاغتصاب قتل ولا مجال للتعايش مع ثقافة القتل أيا كان شكل تصريفها

ألم يحن الوقت لمراجعة منظومات حماياتنا الاجتماعية قياسا بالتحولات الاجتماعية العمرانية منها والقيمية ؟ ,,

فيما مضى كان الحي أمان الكل يراقب والكل يربي الكل ,,وأمن الحي من أهله قبل ألامن المحترف ,,

اليوم صارت الحياة اليومية بالمفرد وشعار “ماشغليش” ثقافة حتى وهو يتفرج على “كريساج” في الطريق العام.. ,وتزيد البيروقراطيات الأمنية والقضائية تنفير الناس من أي شكل من أشكال المساهمة في أمنهم الجماعي، فيغدو كل صاحب نخوة وطنية أو إنسانية حتى، عرضة للسين والجيم والتجرجير والطلوع والهبوط كما لو يقال له ضمنا : “ادخل سوق راسك” “آش داك”…

بينما في كثير بلدان تحترم نفسها تعبئ وتنظم وتؤطر الحملات المدنية تحت إشراف رسمي للبحث عن طفل أو طفلة مختفيين بشتى الوسائل بما فيها الكلاب المدربة على كذا حالات ,,بل وكل شك في محتمل جريمة يوعز بالتدخل ولو على سبيل إشعار الأمن دون ان يؤاخد المواطن على شكه إلا إذا تبثث كيديته .

أمر آخر فرطنا فيه ولم نوائمه تبعا للتحولات المجتمعية : الإرشاد الأسري، ففيما قبل كانت المراكز الصحية تركز على التحسيس بسبل تغذية والوقاية الصحية للأطفال وفق برامج ممولة أمميا لتقليص وفيات الرضع والاطفال، لكن اليوم ما الفائدة إن كنا نقيهم الموت المبكر ولا نمنحهم سبل الوقاية من القتل المتأخر، معنويا اغتصابا أو ماديا إزهاقا للروح على يد معتوه أو وحش آدمي..

ما الذي مكننا منه الأسر ثقافة تربية في سبل تحمل المسؤولية بعدم تعريض أطفالهم لأخطار المغامرات غير المحسوبة العواقب، أو في كيفيات تشريب أبناؤهم قواعد ذاتية للحرمة الجسمية وللتعاطي مع آية أشكال علائقية لاقتراب الغرباء حديثا أو طلبا أو هدية أو أي شكل من وسائط الاغراء والاستمالة والافخاخ

وما دور الإعلام ومراكز القرب الصحية والإرشادية الأسرية في ذلك ,, هل نملك أصلا كذا برامج أم أننا أسرى  برامج ممولة من الخارج لكي ننهب نصف تمويلاتها ؟

لسنا وحدنا، كمجتمع أفراد معطوبين، ثمة دولة وكيانات سياسية ومدنية بمكان ما معطوبين وعلى أكثر من صعيد …

شئنا ام أبينا :المقتل الهمجي للطفل عدنان الشويف ,,وغيره كثير يسائل عطبنا الجماعي ،مجتمعا ودولة .ولا خير فينا يرجى مستقبلا،  إن لم تكن الفاجعة هزة وزلزالا لمحفزات الإصلاح: تصوراته وآليات إعماله الفورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى