ذاكرة

“وداعا السي محماد باري”… خونا و رفيقنا الحبيب الشهم الحي المتواضع..

كنت قررت ألا أرثي رفاقنا المغادرين لأني دائما أحس بأني لم أستطع أن أعض بالنواجذ، حتى لا يغادروا ويتركوا لنا الجنازة و “عزاؤنا واحد وكلمات التأبين الركيكة”…

ولكنك خونا الشاعر السري الذي أتى في 1972 من آكادير حتى درب مولاي الشريف في الدار البيضاء معلقا من يديك في أعلى سيارة النقل البوليسية، واقعة لم أكن حكاها لي أمس رفيق عزيز من مجموعة 1972.

لكنك خونا المناضل االمجبول على العطاء..

سمعت و قرأت بعض شعرك، لكني لم أسمع ولا مرة منك معاناتك حين اعتقالك أو في درب مولاي الشريف و اغبيلة، و الاضراب عن الطعام و المحاكمة و لا معاناتك في السجن المركزي، لأنك التواضع عينه…

سمعت وقرأت شعرك و كل ما كنت تقتر في ابرازه من ثقافنك الكبيرة و انسانيتك الرائعة و رفاقيتك التي كنت تصرفها دون حساب على الجميع. لأنك التواضع و الطيبوبة و الايثار عينهم…

في المخطوطة الوحيدة التي انتزعتها منك، رفيقي وحبيبي وخونا انتزاعا أحسب “أعقاب السجائر والبرد والليل” وأتحسس لوعتي منشارا يغرس أنيابه ألقارسة اللاذعة المسمومة في أحشائي،،،

صعب أن نرثي حبيبا لا يمكننا رثاؤه
أنا ربما أنا الآن أرثيني بكل بساطة
لأن الأحسن فينا الأكرم ها الشهم

“خونا مات”،

جملة قاطعة، قارسة، حادة ولاذعة كخنجر مسموم يطعن الصميم

“خونا مات”
هو الشاعر السري يعطي كل شيء ولا يطلب شيئا هو الوجل على صحتنا وحياتنا
هو الحيي الدائم الابتسام

“خونا مات” لا أستطيع أن أتقبل العزاء
تحياتي وتضامني مع ابنه المهدي وسميرة وكل العائلة والرفاق
هي لوعة أخرى صعبة شاهقة
ما الآتي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى