حواراتسياسة

بومعليف: نعيش مرحلة ارتداد و عودة قوية لشبح المقاربات الأمنية وتقزيم ممنهج لدولة المؤسسات

في هذا الحوار السريع مع عثمان بومعليف عضو المجلس الوطني لحركة أنفاس، يؤكد بومعليف أنه لا يتفق مع الرأي الذي يقول إن المغرب دخل مرحلة سياسية جديدة، بل يعتبر أن المغرب يعيش مرحلة ارتداد سمتها عودة قوية لشبح المقاربات الأمنية، وتقزيم ممنهج لدولة المؤسسات، وفيما يلي نص الحوار.

يظهر اليوم وكأن المغرب دخل مرحلة سياسية جديدة دون أن تتحدد بعد معالمها، باعتباركم فاعلا سياسيا ومتتبعا عبر جمعيتكم السياسية حركة أنفاس كيف تقيمون الوضع السياسي اليوم في البلاد؟

لا نتفق مع الرأي القائل بدخول المغرب مرحلة سياسية جديدة، بل نعتبر أنه على العكس من ذلك نعيش مرحلة ارتداد سمتها الرئيسية عودة قوية لشبح المقاربات الأمنية وتقزيم ممنهج لدولة المؤسسات. التشخيص الحالي هو أقرب لحالة اكتئاب جمعي واضح للعيان في كل تمظهرات السياسة والاقتصاد…كأننا بجزء من النظام السياسي يأبى إلا أن يعيش في منطق ماضوي سلطاني عوض تنزيل ديمقراطي يواكب الحاضر ويبني للمستقبل.
في حركة أنفاس، نراقب عن كثب وبقلق شديد هذا الوضع و وصلنا إلى قناعة مفادها أن الاطر التقليدانية بيمينها ويسارها لم تعد قادرة على الفعل السياسي المبدع والمقنع و نأمل أن يبزغ فجر منظمات سياسية جديدة فوق اديولوجية قادرة على وضع ميثاق سياسي جديد بين الشعب والدولة، قوامه الانخراط الجماعي في بناء المستقبل بالتوازي مع عدالة اجتماعية تجعل الوطن للجميع عوض طبقة من المتنفعين لا تنظر إلا لمصالحها الذاتية.

كيف تقيمون ظهور فاعل جديد يمارس رقابة على كل السلط ممثلا في وسائط التواصل الجماهيرية، وهل تستقيم ضحامة المقاربة الأمنية مع هذا المعطى ومع هذا الفاعل الجديد؟

شخصيا تنبأت دائما بهذا الفاعل و نبهت مرارا إلى ضرورة الانتباه إلى أن بنية الرأي العام الحالية مختلفة جذريا عن كل ما عاشته السياسة المغربية سابقا…لم يعد هناك مجال لعلاقة شاقولية بين الفاعل السياسي و المواطن..في المقابل، وحدها الهيئات التي سنتبه إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تضمن علاقة أكثر أفقية و أكثر شفافية ستتمكن من البقاء و التطور…منطق السياسة النخبوية بآلياتها الاقصائية و كولستها المقيتة انتهى…..المقاربة الأمنية عاجزة عن مواكبة هاته المتغيرات، لأنها تعتقد أن الترهيب ومحاولة توجيه الرأي العام مازالا صالحين في 2018…

يقال إن المشاريع الكبرى والعملاقة التي أطلقت مع ما سمي العهد الجديد مهمة لكن مردوديتها الاجتماعية على الناس بطيئة، هل تتفقون مع هذا الرأي؟

المشاريع الكبرى و العملاقة أجابت جزئيا عن تحديات حقيقة لها علاقة بالبنية التحتية، وإعداد المجال، لكنها أغفلت أن كل ذلك، لن يستقيم من دون بناء الإنسان، كما أنها أطلقت العنان إلى ما يمكن أن نعتبره إعادة رديئة لسياسة انفتاح مصر في فترة ما بعد عبد الناصر: طبقة من المتنفعين، رداءة جلية للخدمات العمومية، إفراغ النظامين التعليمي والصحي من محتواهما، واستفادة فئة قليلة جعلت من السمسرة، والعلاقات الأسرية المتشابكة ديدانها من ثمار المشاريع الكبرى…..كل هذا جعل العمود الفقري لأي تحديث وهو الطبقة المتوسطة في وضعية هشاشة غير مسبوقة. النموذج التنموي لا يحتاج الى تغيير بل الى بوصلة لأن فقدان معرفة أي مغرب نريد، هو الذي أوصل إلى احتقانات هنا وهناك قد تزداد تفاقما كلما طال غياب البوصلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى