سياسة

حذار من اللعب بالنار..ومن الشهوة الطائشة للسلطة المطلقة..

إن الجهة التي تسعى لتوتير المجتمع وتعميق الشرخ المجتعي…أكبر نفوذا و أعمق سلطة من أمزازي نفسه، وأكبر من التحالف الحكومي، بل العثماني نفسه تتجاوزه الأمور… سلطة خفية لها إعلامها وصحافيوها ومحللوها ووعاظها ومثقفوها…ولها القدرة أن تخترق كل مجال بما تملكه من أدوات التسلط والإغراء والترهيب،فالسياق العام يدل على أن العرقلة لحلحلة ملفات التعليم وعدد من القضايا الاجتماعية، تتم خارج دهاليز الحكومة، وبعيدا عن القرار التنفيذي.

بقلم الصحافي والروائي خالد أخازي

الهدف على ما يبدو هو إحراج العدالة والتنمية و قتل هذا الحزب وهو ينظر… وضمان السقوط المدوي له.. فالجهة التي تستفيد من الوضع ليس الأحزاب المعارضة ولا المشاركة في التحالف الحكومي، بل الجهة الخفية المتسلطة باسم الملك، والتي تمرست على صنع الخريطة السياسية، وأدمنت السلطة لدرجة مرضية،هي الجهة نفسها التي سماها بنكيران يوما العفاريت والأشباح.. لأنها لا تستمد شرعيتها لا انتخابيا ولا مؤسساتيا، بل توظف تواجدها في موقع حساس يمنحها سلطة موازية تغطي على كل السلط…
هي الدولة العميقة بمخزنها الاقتصادي والسياسي والريعي
إنها تلعب بالنار… وتراهن على استراتيجية قديمة لصناعة الهزيمة السياسية… تغامر بالمصلحة العليا للبلاد وباستقرارها…هي لم تقدر حسن التقدير الدفع بعرقلة الملفات الاجتماعية وتوسيع دائرة الاحتجاج و الدفع بآلة السلطة العمياء لتمارس العنف والسحل..هي تريد صناعة سيكولوجية الغضب الجماعي ضد البيجيدي ودفعه ليخسر الانتخابات برصاصات متوالية… القاسم الانتخابي… التطبيع…. تقنين الكيف… ثم توتير المجتمع… المصاحب له العنف والتعنيف..

ما يقع الآن مثلا في قطاع التعليم أكبر بكثير مما يبدو… وأمزازي لا حول له ولا قوة…و أكبر بكثير من عون السلطة الذي تنكر له حتى الجهاز.. وصار منتحلا صفة ينظمها القانون… سيؤدي هذا البليد ثمن كل الدم الذي سال… بينما هو أضعف حلقة في مسلسل التسلط والاستبداد..

أكبر حتى من ذاك الشرطي ورؤسائه الذين وضعوا قسرا في مواجهة أبنائهم و إخوتهم… وقد يزج بهم في صراع… يؤدون ضريبته ويتنكر لهم القاصي والقريب..

أكبر من القائد والباشا… وكل رجال السلطة الذين يتم إقحامهم نزاع مجتمعي… قد يؤدون الثمن غاليا… ويفلت الجلادون الحقيقيون

الذين أتو ببن شعبون… والفردوس صاحب فضيحة الدعم المخطط لها… وغيرهما من رجال الدولة العميقة… جيء بهم لأداء وظيفة معينة.. للأسف قطاع التعليم يوظف في هذه الحرب القذرة… وإطلاق يد الداخلية مدبر… لرسم صورة قاتمة عن المرحلة ما قبل الانتخابات بثلاثة أشهر….

هاجس التسلط والتحكم في الخريطة السياسية مازالا قائمين… والضحية هو الوطن… وذبح الديمقراطية ذبحا على عتبة معبد الشهوة الطائشة للسلطة المطلقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى