ثقافة وفنون

شعراء يختفون…

شعراء يختفون…
****
يختفي الشعراء…
أو يتهافتون ويهتفون…
يا امرؤ القيس تمهل علينا…
فلا الطلل بقي ولا أوحى
ولا الخنجر عانق ظله وانتشى
كل الشعراء ركبوا البحر
أحرقوا غابة الطفولة وتاهوا
وحدنا … وحدنا…
نحن رهط تأبط شرا
والشنفرى و العابرين سرا
نمشي بلا قصائد ولا وسائد
نترك حبر الدم وحلم غيمة

على جبهة فلسطين والقدس…
فالأرض لا تنسى رائحة العروق..
والقدس سيدة العروق والشروق
يموت الشعراء أحياء ينظرون
وهل من يسمي السور غير السور
ويحتفل بالعبور بلا عبور
تلزمه ملايين الكلمات…
ليطيعه المجاز المنهك..
القصيدة ليست أرجوحة
ولا راقصة عارية الصدر
في باحة قصر الغفر
القصيدة ليست لوحة زهية
على جدار بارد الأطراف


يا امرؤ القيس تمهل علينا
فأنت من أضاع الملك
وتلهى عن الخيام
بالماء والنبيذ والعناق…
أنت من أجزت نوم الشعراء
قبل اكتمال القصيدة والقضية
القصيدة ليست حديقة خلفية
لوزير سابق منتهي الصلاحية
له شرفة تطل على البحر
تختار له الخادمات
الخيوط والألوان
وسلم النبيذ والخوان

القصيدة ليست معاشا
لشيخ يطوف ضيعة الخيول
عله يصنع من الصهيل
صورة الإسم القديم
ليست غرفة انتظار
لتاجر في الكلام والمجاز
القصيدة ليست مكيدة للنساء
ولا مطلبا يطلبه حاجب الأمراء
القصيدة ليست حفنة كلام
وكثيرا من النقاد والأنخاب
القصيدة ليست غير هذا الموت
المتجدد بين الناس
تلتقط أنفاسها من القمامة
وتغتسل بماء الطريق
فالقصيدة دوما عارية
لا تدخل بيتا بأسوار
ومسابح ومشرب وحراس

 


القصيدة تنمو كاللبلاب
في حدقات عيون القهر
ولا تركب غير الطريق
للطريق والرفيق
لا يشعل فتيلها غير الوجع
تفهمون الآن لما القدس في محنة
وكل الشعراء يتعقبون
موائد السلطان
ويختفون..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى