تقرير: الهدوء يعود لغزة و هذا ما كشفت عنه “هآرتس” من كواليس اجتماع وقف الحرب التي وصل ضحاياها من الفلسطينيين عدد ضحاياه 232 شهيداً
الهدوء الحذر في غزة
يسود الهدوء أرجاء قطاع غزة، مع بدء سريان وقف إطلاق النار، بعد 11 يوما من العدوان الإسرائيلي، الذي أسفر عن استشهاد وجرح المئات، وتدمير واسع في البنية التحتية.
وشهدت الساعات الأولى، من صباح الجمعة، هدوءا ملحوظا، حيث لم تسجل أي غارات أو قصف مدفعي إسرائيلي.
كما لم يُسجل إطلاق أي صواريخ من قبل الفصائل الفلسطينية باتجاه إسرائيل.
وجرى إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، برعاية مصرية، بدأ من الساعة الثانية بالتوقيت المحلي من فجر الجمعة.
كما قالت القاهرة إنها ستقوم بإيفاد وفدين أمنيَّين إلى تل أبيب والمناطق الفلسطينية؛ لمتابعة إجراءات التنفيذ، والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة.
وقال مصدر أمني مصري، إن “حماس” تعهدت بالالتزام بالهدنة إذا أوقفت إسرائيل إطلاق النار، وإن مشاورات ستبدأ بعد سريان الهدنة.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “وافق مجلس الوزراء بالإجماع على توصية جميع المسؤولين الأمنيين (…) بقبول المبادرة المصرية بوقف ثنائي غير مشروط لإطلاق النار”.
وأضاف البيان إن “الواقع على الأرض هو الذي سيحدد استمرار المعركة” من عدمه.
وبحسب البيان، “استعرض رئيس هيئة الأركان وقادة الجيش ورئيس جهاز شين بت (الاستخبارات الداخلية) أمام الوزراء الإنجازات الكبيرة التي حققتها إسرائيل في المعركة والتي تعتبر بعضها غير مسبوقة”.
وتعرض نتنياهو لانتقادات من قبل معارضيه من بينهم جدعون ساعر حليفه السابق في الليكود الذي اعتبر الاتفاق بدون شروط تُفرض على “حماس” بمثابة عار، فيما اعتبره عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير بمثابة “بصقة في وجه سكان غلاف غزة”.
وأفادت قناة (كان) العبرية، بأن تعليمات صدرت للوزراء الإسرائيليين، بعدم الخروج بتصريحات تتعلق بوقف إطلاق النار.
وقال مصدر قيادي كبير في أحد فصائل المقاومة، إن جهوداً مصرية حثيثة بذلت في الساعات الأخيرة من أجل وقف إطلاق النار، وتم الطلب من الفصائل والاحتلال وقف إطلاق النار لساعة كاختبار لذلك، وأبدت الفصائل مرونة في التعامل مع الطلب المصري، وأوقفت الصواريخ لمدة ساعة حتى تمت الموافقة من جانب الاحتلال على وقف إطلاق النار.
وخلّف العدوان الإسرائيلي خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات، والمنشآت السكنية والتجارية، والمؤسسات الحكومية، والأراضي الزراعية، في غزة.
وأسفرت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على القطاع، براً وجواً وبحراً، عن استشهاد 232 فلسطينياً، بينهم 65 طفلاً، و39 سيدة، و17 مُسنّاً، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1900 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت شديدة الخطورة.
“هارتس” تكشف كواليس وقف الحرب على غزة
وكشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الجمعة 21 مايو 2021، عن كواليس اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الذي عقد أمس الخميس وبحث وقف إطلاق النار، قائلة إن حالة من التوتر سادت الجلسة؛ إذ وجّه وزراء في الحكومة الإسرائيلية انتقادات شديدة للمؤسسة الأمنية بسبب الحرب على غزة.
الصحيفة قالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء الأعضاء في الكابينيت كانوا قلقين من إنهاء الحرب على غزة وسط أجواء تعكس انتصاراً للمقاومة الفلسطينية، فيما وجه الوزراء الإسرائيليون المشاركون في الاجتماع الأمني المصغر في تل أبيب انتقادات حادة للاستخبارات الإسرائيلية، واصفين إياها بـ”عديمة الفائدة”، وذلك لـ”عجزها عن طرح أهداف من شأنها “تغيير واقع” هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وقيل خلال الجلسة إن حملة العدوان “لم تحقق أي نتيجة عملياتية ناجحة”.
كما كشفت الصحيفة أن الوزراء قالوا في جلسة الكابينيت إن سلاح الجو الإسرائيلي فشل في تدمير معظم الأنفاق الدفاعية لحماس، كما شهدت جلسة الكابينيت توجيه انتقادات شديدة اللهجة لتجنب القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل اجتياح القطاع وتنفيذ عملية برية، والاكتفاء بضربات معظمها جوية باءت بالفشل.
كما انتقد الوزراء الإسرائيليون فشل الجيش الإسرائيلي في اغتيال قيادات بارزة في حركة “حماس”، بحجم يحيى السنوار أو محمد الضيف.
“هآرتس” قالت إن أحد الأسباب الرئيسية لوقف إطلاق النار هو التقدير بأن الشرعية الدولية لهجمات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تقترب من نهايتها، مشيرة إلى أن واشنطن غيرت لهجتها في الأيام الأخيرة، وإلى جانب الدعوة العلنية لوقف إطلاق النار بعثت برسائل حادة تدعو إسرائيل إلى وقف الحرب على غزة فوراً.
خسائر الحرب على غزة…
أفادت التقديرات الرسمية الإسرائيلية بأن استمرار الحرب على غزة قد يؤدي إلى انتقادات دولية حادة، وإدانات رسمية لتل أبيب في مجلس الأمن الدولي وهيئات دولية أخرى.
والخميس 20 مايو 2021، دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ11، وبلغ عدد ضحاياه 232 شهيداً، بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، بجانب نحو 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
فيما استشهد 28 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، يستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما استشهد فلسطينيان أحدهما في مدينة أم الفحم والآخر في مدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات في البلدات العربية داخل إسرائيل.
المصدر: وكالات ووسائل إعلام فلسطينينة