رأي/ كرونيك

سليمان الريسوني…هذا الملف مسيس

لنكن واضحين..أصعب القضايا، من حيث إثبات التهم، هي الاغتصاب في غياب التلبس والأدلة المادية والشهود..
في ملف الصحافي سليمان الريسوني، هناك شكاية( تفاصيل تفعيلها غريبة) حول واقعة اتهام بمحاولة الاعتداء الجنسي تعود لسنتين، وهناك نفي لتلك الوقائع. ليس هناك لا شهود ولا تلبس ولا دليل مادي( مختبري). هناك أقوال للمشتكي في مواجهة أقوال المشتكى به..

بقلم الصحافي عمر لبشيريت المقيم بكندا

ماهو دور القضاء؟ صعب جدا إثبات الواقعة اعتمادا على أقوال، وصعب، أيضا، نفيها، بناء على أقوال، أمام هذا يصعب وضع المشتكى به رهن الاعتقال لأزيد من سنة بدون محاكمة…

في قضية مشهورة عرضت مؤخرا على القضاء الكندي، تم اتهام أحد أغنى الفنانين في الكيبيك “باتريك لوزون” ملك مهرجان الضحك. وجهت ضده 11 شكاية تتعلق بالاعتداء الجنسي ، تعود وقائعها لسنوات عدة..بعد أزيد من سنتين من التحقيق والمحاكمة في حالة سراح تمت تبرأته من كافة التهم، ليس لأنه بريء ، بل لأن المحققين والقضاء لم يستطيعوا التوصل حتى إلى بداية قرينة يمكن أن تجعله مذنبا ..هل لأن القضاء الكندي متساهل؟ أبدا، حوالي 70% من قضايا الاعتداءات الجنسية تمت إدانة المتهمين فيها.

ملف الصحافي سليمان الريسوني، كان يمكن أن يحسم فيه منذ شهور وهو في حالة سراح. لكن، منذ البداية أريد إعطاء الملف طابعا استثنائيا.

هل سليمان بريء أم مذنب؟ ليس بمستطاعي الحكم. أنا أناقش شكليات الملف.

لكن، مالذي يمنع من البث في القضية؟ هل هو نقص في الأدلة؟ هل هناك إحراج ما من فراغ الملف؟ هل هناك بحث جاري حول ادلة جديدة؟ هل هناك هناك انتظار لنتائج مخبرية؟….

في كل الأحوال،كل هذا يسمح بمتابعة سليمان في حالة سراح..

من الذي قام بتسييس الملف؟

كيف تقوم بسجن مشتكى به أزيد من سنة وأنت تتوفر فقط على أقوال؟ كيف تفرض العزلة على مشتكى به وكأنه من عتاة المجرمين وتجرجر محاكمته لأزيد من سنة وأنت تتوفر فقط على شكاية؟.

كيف تتفرج على مشتكى به وهو يخوض إضرابا عن الطعام طيلة 47 يوما وهو يطالب فقط بمحاكمته في حالة سراح؟ كيف تسمح للمندوب السامي للسجون بالسخرية والتهكم من مشتكى به يواجه الموت بالاضراب عن الطعام؟ كيف يقوم هذا المندوب بالتشكيك وتحدي سليمان الريسوني، ودفعه إلى الانتحار ، في حين أن المطلوب منه هو الحرص على سلامة السجناء. أكثر من ذلك، في الوقت الذي كان فيه المندوب السامي محمد صالح التامك يسخر ويتهكم على سليمان، كان مدير السجن وطبيب السجن يحاولان ويجتهدان من أجل ثني سيلمان عن مواصلة الإضراب لأنهما يعرفان خطورة وضعية سليمان.
الذين سيسوا الملف هم الذين سكتوا منذ البداية على وضعية سليمان، وليس الذين طالبوا بتحكيم العقل والرزانة وتمتيعه بالسراح..

الذين سهلوا العبث في هذا الملف هم الذين سكتوا عن وضعية الاعتقال التحكمي الذي يوجد عليها سليمان.
الذين يستغلون ملف سليمان ويسيؤون للوطن هم الذين سكتوا عن الرغبة الواضحة في الانتقام منه..
الذين يسيؤون للوطن هم الذين يتكهمون عليه في صحفهم وهو يواجه الموت. نعم يتهكون على إنسان يواجه الموت…
هناك، للأسف، إصرار غريب من القضاء على تسييس الملف وغض الطرف عن القانون…

هل تعد محاكمة سليمان في حالة سراح أمرا صعبا، رغم أن القانون في صالحه؟ طالبوا بها إذن، عوض رمي اللوم على من يريد تجنيب البلاد فضائح جديدة..

هو ملف عادي، وكان يمكن أن يكون عاديا لو احترمت فيه المساطر العادية وتم إنصاف الضحية المفترض أو رد الاعتبار للمتهم المفترض..

لكن، طريقة تدبيره، جعلت منه ملفا غير عادي، وربما صعوبة إخراجه والصامتون والمتفرجون والذين ينتظرون الإشارة بالكتابة هوما جعل منه ملفا غير عادي…

كونوا عقلاء ورحماء مع أبناء وطنكم. وكونوا وطنيين مع أبناء وطنكم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى