رياضة

تراجع عدد خريجي التكوين الفرنسي في قائمة منتخب المغرب

شهدت لائحة المنتخب المغربي لخوض وديتي غانا وبوركينا فاسو تراجعا في عدد اللاعبين خريجي مدرسة التكوين الفرنسي والتي لطالما شكّلت خزانا وحجر أساس لتشكيلات المنتخبات المتعاقبة، ما اعتبره محللون مرتبطا بالجاهزية ويتعلّق بمرحلة فراغ عابرة.

على غير العادة، لم تضم القائمة المؤلّفة من 22 لاعبا و4 حراس للمرمى، المستدعاة لوديتي غانا الثلاثاء (1-صفر) وبوركينا فاسو (السبت)، سوى لاعبين اثنين من خريجي مدارس التكوين الفرنسية، وهما قائد المنتخب رومان غانم سايس (ولفرهامبتون الانكليزي)، ولاعب الوسط عادل تاعرابت (بنفيكا البرتغالي).

وكانت تشكيلة مونديال روسيا 2018 بقيادة الفرنسي هيرفي رينار ضمّت 10 لاعبين فرنسيي التكوين، هم مهدي بنعطية، يونس بلهندة، خالد بوطيب، رومان سايس، حمزة منديل، نبيل درار، فيصل فجر، يوسف آيت بناصر، أمين حارث ومانويل داكوستا.

ورأى مدرب المنتخب المغربي الأسبق حسن مومن في حديث لوكالة فرانس برس أن معايير اختيار المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش للاعبيه مثل أي مدرب وطني “تتوزع بين الجاهزية، الاستمرارية في اللعب ونوعية اللاعبين ومدى انسجامهم مع المجموعة ومنظومة اللعب”.

– “مرحلة فراغ عابرة” –

واعتبر مومن أن موجة المواهب الكروية المغربية التي تلعب الأدوار الأولى في فرنسا تراجعت في الآونة الأخيرة، خلافا ما كان عليه الأمر قبل سنوات، مع جيل برز في آونة واحدة مثل يوسف حجي ومروان الشماخ وحسين خرجة وعبدالسلام وادو ووليد الركراكي وجواد الزايري، فالأمر “يتعلّق بمرحلة فراغ عابرة ولا علاقة له بالتكوين الفرنسي المشهود له دوليا بالجودة” حسب تعبيره.

في القائمة الحالية، أبصر رومان غانم سايس النور في بور دو بياج جنوب شرق فرنسا عام 1990. بدأ مسيرته وتكوينه بنادي فالنس عام 2010، قبل أن يوقع مع كيلرمون أول عقد احترافي في 2012.

عقدٌ فتح الباب أمام مسيرة كروية مع لوهافر في الدرجة الثانية وانجيه الصاعد إلى الدرجة الأولى في 2015، قبل أن ينتقل في العام التالي، ليصبح من بين أفضل المدافعين في البريمرليغ.

أما تاعرابت المولود في مدينة تازة المغربية عام 1989، فرحل صغيرا إلى فرنسا ملتحقا بعمر الثانية عشرة بمركز تكوين نادي لنس.

احترف معه في 2006، خطف الأنظار وكان من بين أفضل الواعدين في أوروبا، ما جعله يلعب لمنتخبي فرنسا تحت 17 و19 سنة.

– ريادة إسبانية –

واعتبر الناقد الرياضي منصف اليازغي أن تراجع عدد اللاعبين خريجي التكوين الفرنسي “لا تعدو كونها صدفة على اعتبار أن وحيد خليلودزيتش يعتمد على الجاهزية في اختياراته أكثر من اي شيء آخر”.

بدوره، شرح مومن إن الريادة حاليا هي للمدرسة الإسبانية التي كوّنت أشرف حكيمي نجم إنتر الإيطالي، ويلعب في دوريها الآن كل من ياسين بونو ويوسف النصيري ومنير الحدادي وسفيان شاكلة ومنير الكجوي، مشددا على أن المنتخب المغربي “يحاول المزج بين جميع المدارس الكروية لخلق منتخب تنافسي أساسه الجاهزية” مع بداية تصفيات مونديال قطر 2022 في سبتمبر المقبل.

وتأثرت كرة القدم المغربية بشكل كبير بنظيرتها الفرنسية، فكان أول مدرب للمنتخب سنة 1957 الجوهرة العربي بن مبارك الذي حمل ألوان فرنسا (1938-1954)، ليأتي فيما بعد غي كلوزو الذي بنى منتخبا قويا نهاية ستينيات القرن الماضي، متمكنا من حجز بطاقة المونديال الوحيدة عن القارة الافريقية في مكسيكو 1970، وكانت هي المشاركة الأولى للمغرب في كأس العالم.

تعاقب من بعده العديد من المدربين الفرنسيين على غرار جوست فونتين وهنري ميشال وروجيه لومير وهنري كاسبرجاك وفيليب تروسييه وهيرفي رينار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى