سياسة

الغلوسي: الأحزاب السياسية فقدت قرارها.. وأصبحت تحت رحمة الكائنات الانتخابية

في ظل ما تعرفه الساحة السياسة، من لجوء بعض الأحزاب الداخلة لغمار الإنتخابات، ل«كائنات انتخابية» ذات حضور داخل دائرة ما بدل مناضلي ذات الأحزاب، وتحكم هذه الكائنات في مصير الأحزاب ومآلات سياساتها، علّق محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، على هذه الظاهرة، قائلا: “الظاهر أن بعض الأحزاب السياسية فقدت قرارها وتنصلت من كل مرجعية أخلاقية وسياسية وأصبحت تحت رحمة بعض الكائنات الإنتخابية التي تتحكم في مصيرها، يتعلق الأمر بسماسرة وتجار الذمم  همهم الوحيد هو جعل بوابة الإنتخابات طريقا ومعبرا سهلا للإغتناء وحماية مصالحهم الذاتية”.

ويتابع الغلوسي، في التدوينة المنشورة على حائطه الشخصي ب”الفايسبوك” بوصف هذه الكائنات بكونها ” توزع وعودا زائفة شبيهة بعملية نصب ضخمة على الناخبين مستعملة كل الوسائل التدليسية والإحتيالية هي من تفرض شروطها على بعض هذه الأحزاب وليس العكس”، مؤكداً (الغلوسي) أن” الحال الطبيعي هو أن تنضبط هذه الكائنات لبرامج وتصورات وقرارات الحزب”

ويشير رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إلى أن “هذا الواقع هو الذي جعل البعض يطلق لفظ “الدكاكين” على هذه الأحزاب الفاقدة لأية مصداقية وجعل أغلبية الجمهور يعتبرون السياسة تجارة مربحة فاقدين الثقة والأمل في معظم السياسيين ووعودهم”

مضيفاً أن “تزكية هذه الكائنات الإنتخابية الفاسدة من طرف قيادات بعض الأحزاب بحثا عن المقاعد والمكاسب بأي ثمن يخلق أيضا رجة تنظيمية وسياسية داخل هذه الأحزاب نفسها مما يجعل الحزب يواجه نزيفا داخليا يتحول مع الوقت إلى مجرد يافطة للاستهلاك وجسد منهك  تفر  منه حتى تلك الكائنات التي فجرته لتنتقل في إستحقاقات قادمة إلى حزب آخر”

وفي معرض، تدوينته، يعتبر الغلوسي أن هذه التزكيات المعطاة من لدن الأحزاب السياسية لهذه «الكائنات الإنتخابية» هي “تزكيات برائحة وطعم الفساد والرشوة تمنح من طرف بعض أمناء الأحزاب دون أية شروط أومعايير وضدا على إرادة كل مناضليه وقواعده ولا أحد يمكنه أن يعارض هذا القرار وإذا عارضه فإن مصيره سيكون هو التهميش والعزلة أو في أحسن الأحوال سيكون مكرها على الإنسحاب في صمت”

وفي الختام أكد محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، على أن “بناء مجتمع المواطنة والديمقراطية ومواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية ومكافحة الفساد والريع وتخليق الحياة العامة وإعادة الإعتبار للسياسة كخدمة عمومية يتطلب وجود أحزاب سياسية ديمقراطية قوية بنخبها وأطرها ومستقلة في قرارها السياسي، أحزاب تلعب دورها الكامل عبر برامج وخطط تتسم بالديمومة  في تأطير الشباب والنساء وخوض كل المعارك المجتمعية الضرورية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى