ميديا و أونلاين

“الإيكونوميست”:أطهرت تجارب الحكم للإخوان المسلمين أنّ لديهم أفكاراً قليلة عما يجب عليهم فعله

ذكرت مجلة “الإيكونوميست” أمس، في ملف خاص أعد خصيصا على العالم العربي، أنه بعد عقد من الزمن سعى فيه الإسلاميون إلى النفوذ والسلطة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فإنّ الأماكن الوحيدة التي يسيطرون عليها ليست دولًا على الإطلاق: حماس في غزة، وهيئة تحرير الشام، وهي جماعة جهادية تسيطر على جزء من شمال غرب سوريا.

حكم مرسي

وأشارت المجلة في الملف ذاته، أنه و قبل عام 2011 الربيع العربي، تبن العديد من العرب أنّ الإسلاميين، إذا أتيحت لهم فرصة عادلة، سيكونون قوة لا يمكن إيقافها في العملية الديمقراطية. ولم يقف الأمر تضيف المجلة، عند حدود هؤلاء، بل شاطره المؤيدون والمعارضون على حد سواء، ولعقود من الزمان، لم يتمكن سوى القليل من اختبار هذه الفرضية.

وأظهرت التجربة أن الإسلاميين قد لا يعاودون الظهور كقوة مهيمنة، حيث تشير التجارب القصيرة التي أجراها الإسلاميون في الحكم إلى أنّ لديهم أفكاراً قليلة عما يجب عليهم فعله، مؤكدة أنّ فترة حكم الرئيس المنتمي إلى “الإخوان المسلمين” في مصر، محمد مرسي، كانت “كارثة واتسمت بعدم الكفاءة وإثارة الانقسامات”، على حد وصفها.

حكم المرسي

المجلة، أوضحت، أن الإسلاموية هي التحدي الأيديولوجي الرئيسي الذي وقف بقوة أمام القومية العربية، لكنها تعرضت للقمع في جميع أنحاء المنطقة، وساهمت هذه التجربة كثيراً في تشكيل الإسلاميين الذين أخذوا يتنافسون على السلطة بعد “الربيع العربي”.

ليكونوميست ضمن نفس الملف، أكدت أن حركات مثل جماعة الإخوان المسلمين، ذات تسلسل هرمي صارم وسري غير مناسب للحكم الديمقراطي. وأنه عندما خاضت مصر انتخابات برلمانية في عامي 2011 و 2012، فاز الإخوان المسلمون بـ 44٪ من المقاعد، ثلكنهم سارعوا للتخلي عن وعدهم بعدم التقدم بمرشح رئاسي.

في السياق ذاته، اكدت المجلة وفق ترجمة “حفريات” أنّ “فترة حكم محمد مرسي كانت كارثة؛ فقد نفّر الليبراليين بإعلان قراراته خارج نطاق المراجعة القضائية؛ وأثار غضب الجيش بحضوره تجمعاً حاشداً حث فيه علماء الدين المصريين على الجهاد في سوريا، وفقد الجمهور من خلال أسلوبه المتلعثم، وقام ذات مرة بإلغاء مجموعة من الزيادات الضريبية المثيرة للجدل، بعد منتصف الليل بكثير، من خلال منشور على Facebook”.

رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي
رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي

المجلة اعتبرت راشيد الغنوشي مستبد داخل حزبه، الغنوشي مستبد داخل حزبه” و قالت المجلة إنّ حزب النهضة الذي تنازل عن السلطة في عام 2014 بعد سلسلة من الاغتيالات لنشطاء مدنيين مناهضين للنهضة (وبعد فشل تجربة محمد مرسي في مصر بالطبع)، إلى ذلك، أفادت المجل أن : الناخبون عاقبوا الغنوشي، وأن حصة حزب النهضة تراجعت في التصويت من 28٪ في 2014 إلى 20٪ في 2019. وأنه: داخل الحزب يبدو الغنوشي استبدادياً بشكل متزايد، إنه في ولايته الثالثة كزعيم (متحدياً القواعد التي تحدده باثنين) ويخطط لولاية رابعة”.

اعتبرت المجلة، بعد أن سردت تجربة تركيا وعلاقتها بالإخوان، أن المحدد في سياسة تركيا ليست الإيديولوجية بل المصلحة، وقالت المجلة، إن تركيا اليوم تسعى إلى إعادة النظر في سياساتها. في الأشهر الأخيرة، أمرت القنوات التلفزيونية المرتبطة بالإخوان المسلمين في تركيا بالتخفيف من حدة خطابها، وفي (أبريل) 2021 قال مستشار لأردوغان إنّ تركيا حريصة على إصلاح العلاقات مع المملكة العربية السعودية؛ حتى إنه أشاد بالنظام القانوني السعودي لطريقة تعامله مع مقتل جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول في عام 2018. “كان هذا التحول في الموقف لافتاً للنظر بالنسبة للمعارضين العرب المقيمين في تركيا، وهو تذكير بالإسلاميين، وبأنهم مثل العديد من السياسيين، لا تحركهم الأيديولوجيا بل المصلحة الذاتية- وهو اتجاه واضح أيضاً في العالم العربي”، وفق المجلة.

المصدر: “الإيكونوميست” والترجمة والإعداد “حفريات”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى