مغاربية

تقرير إخباري:تصريح جديد لماكرون يوصل الأزمة الجزائرية الفرنسية لذروتها ويدفع تبون لاستدعاء السفير بباريس

أشعل الرئيس الفرنسي جدلا قويا، وفتح العلاقات الجزائرية على فصل جديد من التوثر، وهو التصريح الذي يأتي قبل أن تهدأ الأزمة التي أثارها القرار الفرنسي بتخفيض التأشيرات الممنوحة لمواطني الجزائر والمغرب وتونس للنصف، وما أثاره قرار باريس من ردود فعل غاضبة من جانب الدول الثلاث.

ويتعلق الأمر بتصريح، نقلته صحيفة لوموند عن ماكرون بقوله إن “التاريخ الرسمي للجزائر أعيدت كتابته بشكل كامل”، مؤكدا أن “هذا التاريخ لا يعتمد على الحقائق، بل على الضغينة التي تُكنها السلطات الجزائرية نحو فرنسا”. وتمادى الرئيس الفرنسي متسائلاً، بحسب تقرير لوموند: “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي؟”

وقال ماكرون إنه “كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي” للجزائر، وهو يشير بذلك للاحتلال التركي الذي امتد من 1514 و1830م. وأضاف: “أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماماً الدور الذي لعبته في الجزائر، والهيمنة التي مارستها، وشرح أن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدقه الجزائريون”.

لم تتأخر كثيرا السلطات الجزائرية لتستنكر تصريحات ماكرون ضدها، معتبرة إياها “مساساً غير مقبول” بذاكرة أكثر من 5 ملايين مقاوم قتلهم الاستعمار الفرنسي. وعلى الفور أصدرت الرئاسة الجزائرية بياناً، نقله التلفزيون الرسمي، أعلنت فيه استدعاء السفير محمد عنتر داود من باريس للتشاور، مشيرة، أن الرئيس عبد المجيد تبون هو من قرر الاستدعاء الفورى للسفير الجزائرى بباريس للتشاور، مؤكدة أن “الجزائر ترفض رفضا قاطعا التدخل فى شئونها الداخلية”.

بيان الرئاسة الجزائرية اعتبر تصريحات ماكرون “تمثل مساساً غير مقبول بذاكرة 5 ملايين و630 ألف شهيد ضحوا بأنفسهم عبر مقاومة شجاعة ضد الاستعمار الفرنسي”، بين عامي 1830 و1962م.

وتابع المصدر ذاته، أن “جرائم فرنسا الاستعمارية، التي لا تعد ولا تحصى، هي إبادة ضد الشعب الجزائري، وهي غير معترف بها (من قبل فرنسا)، ولا يمكن أن تكون محل مناورات مسيئة”.

وأوضح بيان الرئاسة الجزائرية أن التصريحات المنسوبة للرئيس الفرنسي “لم يتم تكذيبها رسمياً”، مؤكدا أن الجزائر “ترفض رفضاً قاطعاً التدخل في شؤونها الداخلية كما ورد في هذه التصريحات، وأن الرئيس عبد المجيد تبون قرر الاستدعاء الفوري لسفير الجزائر بفرنسا محمد عنتر داود للتشاور”.

لم يكن هذا هو التصريح الواحد الذي أثار غضب السلطات الجزائرية، إذ كان إلى جانبه تصريح آخر تعرض للنظام السياسي الجزائري مباشرة، حيث نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تصريحات للرئيس ماكرون قال فيها إن نظيره الجزائرى عبد المجيد تبون “عالق داخل نظام صعب للغاية”.

كما أشار ماكرون في تصريحاته إلى الماضى التاريخى لفرنسا فى الجزائر، لافتا إلى أنه يرغب في إعادة كتابة التاريخ الجزائري باللغتين العربية والأمازيغية: “لكشف تزييف الحقائق الذى قام به الأتراك الذين يعيدون كتابة التاريخ”.

جدير بالذكر، أن تصريحات ماكرون تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وباريس توتراً وفتوراً، رافقهما نزيف اقتصادي لدى شركات فرنسية غادرت البلاد، ولم تجدد السلطات الجزائرية عقودها. وقبل أيام استدعت الجزائر سفير باريس لديها للاحتجاج على قرار فرنسا تقليص التأشيرات الممنوحة لمواطنيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى