رأي/ كرونيكمغاربية

أثمن التصريح التالي: “لانية للمغرب للانجرار نحو الاستفزازات الجزائرية و إذا كانت الجزائر تريد حربا فتلك ليست رغبة المغرب”

بلاغ الرئاسة الجزائرية لم يشر إلى مكان الحادث بدقة، و الذي لم يتم تأكيده لحد الآن من أي جهة محايدة، سوى القول إن الشاحنات كانت قادمة من نواكشوط إلى ورقلة.

خالد بكاري
بقلم: الناشط الحقوقي خالد البكاري

إذا استبعدنا فرضية التراب الموريتاني تبعا لبيان الجيش الموريتاني.

فالاحتمال المتبقي هو المنطقة العازلة (يروج أن الحادث وقع قريبا من بير لحلو)، وهذه المنطقة فضلا عن أن من يختارها للعبور البري لأغراض تجارية هو يغامر ، باعتبار أنها منطقة لحد الآن غير منزوعة الألغام كليا، كما أن رواية الجزائر والبوليساريو منذ شهور تتحدث عن وجود اشتباكات مسلحة وما تسميانه “اقصافا” بهذه المنطقة، فكيف يستقيم أن تسمح الدولة الجزائرية لمواطنيها المدنيين بالعبور منها، مع وجود طريق بري آخر مباشر بين الدولتين وأكثر أمنا !!، فضلا عما سبق فالمنطقة مشمولة بمراقبة المينورسو لوقف إطلاق النار، بمعنى أن أي عملية ذات طابع عسكري توثقها المينورسو، ولحد الآن لم يصدر أي بيان، أو تصريح عن المينورسو يفيد وجود عمل عسكري أدى لتفجير شاحنات.. خصوصا وأن المنطقة التي يتم الترويج لوقوع الحادث بها يوجد قريبا منها موقع ثابت للمينورسو (بين بير لحلو وعين بنتيلي الموريتانية، مع العلم أن هذه الأخيرة تعتبرها موريتانيا منطقة عسكرية يمنع مرور المدنيين منها).

وأعتقد أن استمرار الجزائر في تصعيد الاستفزاز واتهام المغرب دون دلائل أو حتى قرائن مقبولة، يجعل مسؤوليتها عن جر المنطقة نحو التوتر والاضطراب والحرب لا قدر الله ثابتة.

وباعتباري مغربيا عاش في طفولته على أخبار حرب الصحراء ، ووعيت منذ مدة ليست قصيرة أننا دفعنا كشعب ثمن تلك الحرب، وما زلنا،،

دفعناها على حساب الديموقراطية المؤجلة والتنمية المتعثرة.

أثمن التصريح الذي أوردته وكالة الأنباء الفرنسية AFP على لسان مصدر مسؤول مغربي مأذون من كون أن لا نية للمغرب في الانجرار نحو الاستفزازات الجزائرية، وأنه إذا كانت الجزائر تريد حربا، فتلك ليست رغبة المغرب.

أكرر مقولة الجنرال دوغول: حتى الحرب، لا تجعلوا العسكريين هم من يقررونها…

عادة، من يسارع للحرب، ليس صاحب الحق، أو صاحب شجاعة ، ومن يحاول تجنبها ليس جبانا أو على باطل.

الذي يسارع إلى الحرب، ويبحث عن أي مبرر لدخولها هو من ليس له قدرة على ابتداع الحلول السلمية، أو من يهرب من الحلول التفاوضية لأن الحجة تعوزه، أو من يستثمر في الحرب..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى