وقع رؤساء GFAOP والمجموعة الفرنسية الإفريقية لطب الأورام لدى الأطفال ومؤسسة Soleterre على اتفاقية في 5 نونبر 2020 في باريس والتي ستشكل الخطوة الأولى نحو إنشاء تحالف استراتيجي يهدف إلى تنسيق الجهود والموارد وتقويتها، لمواجهة التحدي المتمثل في سرطانات الأطفال في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ولا سيما في أفريقيا.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أنه من بين 400000 حالة من حالات سرطان الأطفال التي يتم تشخيصها سنويًا في جميع أنحاء العالم، يأتي معظمها من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث لا تزال معدلات البقاء على قيد الحياة منخفضة للغاية: يختلف المعدل اعتمادًا على نوع السرطان والمنطقة، ولكن تقديرا يستند إلى نموذج المحاكاة الدقيقة لانسيت Lancet للأورام يضع معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد التشخيص بنسبة 8.1 ٪ لشرق إفريقيا.
هناك العديد من الأسباب تفسر انخفاض معدل البقاء على قيد الحياة في إفريقيا وفي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ولكن أحد الأسباب الرئيسية هو أن السرطانات في كثير من الأحيان لا يتم تشخيصها أو تكون متأخرة جدًا: يُقدر حاليًا أن واحدًا من سرطانات الأطفال من كل اثنين لا يتم اكتشافه في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بسبب القيود في النظام الصحي، بما في ذلك الصعوبات في الوصول إلى العلاج والتشخيص، فضلاً عن عملية الإحالة بين المرافق الطرفية والمستشفيات المركزية.
تتوقع دراسة بتكليف من لانسيت للأورام Lancet Oncology أنه بين عامي 2020 و 2050 سيكون هناك 13.7 مليون حالة جديدة من سرطان الأطفال وأنه ما لم تكن هناك تغييرات كبيرة في أنظمة الرعاية الصحية، لن يتم تشخيص 44٪ من هذه الحالات. وهذا يعني أنه بناءً على معدلات الوفيات الحالية، سيموت 11.1 مليون طفل بسبب السرطان، وأن 9.3 مليون منهم (84.1٪ من الإجمالي) سيكونون من الأطفال الذين يعيشون في بلدان بها معدلات منخفضة أو متوسطة الدخل.
لذلك من الأولويات تشكيل تحالفات استراتيجية بين مختلف المنظمات الدولية التي تعمل على هذه القضية: فقط التدخل متعدد التخصصات والمتصل بالشبكة هو الذي سيمكن من العمل بفعالية على عدم المساواة التي لا تزال تعيق الوصول إلى العلاج والتشخيص المبكر للسرطان لدى الأطفال في إفريقيا. والتحالف الاستراتيجي بين مؤسسة Soleterre وGFAOP هو خطوة في هذا الاتجاه.
مؤسسة Soleterre
تأسست Soleterre في ميلانو سنة 2002، وتعمل منذ أكثر من عشر سنوات في مختلف البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية من خلال مشروع “عظيم ضد السرطان” (المغرب وساحل العاج وبوركينا فاسو وأوغندا)، والذي يهدف إلى تحسين التشخيص في وقت مبكر والحصول على العلاج للأطفال المصابين بالسرطان، من خلال الدعم النفسي والمساعدة الاقتصادية المقدمة للمرضى الصغار وأسرهم خلال عملية العلاج الصعبة. (www.soleterre.org)
GFAOP:
GFAOP جمعية فرنسية تأسست عام 2000 بهدف تسهيل علاج سرطانات الأطفال في البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية. حتى الآن، قامت بتسهيل ودعم إنشاء وحدات أورام الأطفال في المستشفيات في 18 دولة، وهي نشطة للغاية في تعزيز تدريب وتخصص العاملين في المجال الطبي والمساعدين الطبيين من خلال الدورات التكوينية حضوريا وعن بعد. (https://www.gfaop.org)
تعمل GFAOP ومؤسسة Soleterre بالفعل معا منذ عدة سنوات، لا سيما في كوت ديفوار والمغرب، ومن هذا العام أيضا في بوركينا فاسو. على أساس هذا التعاون المتميز بالفعل، قررت المنظمتان الالتزام بشكل أكبر بتطوير تحالف استراتيجي يهدف إلى توسيع أنشطة البحث والتكوين والدعوة المشتركة إلى 18 دولة أفريقية، على المستوى التشغيلي ومستوى جمع الأموال، مع الجمع بين نقاط القوة والتخصصات التي تميز المؤسستين. تهدف هذه الشراكة الاستراتيجية إلى دعم وحدات إفريقيا الناطقة بالفرنسية لتحقيق الهدف الذي حددته المبادرة العالمية لمنظمة الصحة العالمية في عام 2030.
