سياسة

محمد الساسي ما كنا نأمل أن نحوله من هامش ديمقراطي لديمقراطية نخشى اليوم أن يتحول لعدم وينقرض

تسأل القيادي اليساري، محمد الساسي، ما إذ كان المغرب يعيش في وضع سوء تقدير، أم أن النظام السياسي المغربي يصر على إهانة نفسه.

وأضاف محمد الساسي في محاولة لتفسير تساؤله، بطرح مقارنة بين وضع المغرب في 2001، ووضعه في 2021، وبين ما كن يسمح به وما لا يسمح به، كم كن عدد الجرائد في 2001، التي كانت تناقش الوضع وتنتقد وحديثها عن أجر الملك وعن مملكة الأصدقاء، وعن المخزن الاقتصادي، عدد الوقفات التي كانت تنظم بكل حرية، عدد الإضرابات، إلى غير ذلك، مشيرا أن الصحف كانت قبل 20 سنة تمنع، لكن الصحافيين لا يدخلون السجن، ولا يدخلون جماعات كما اليوم، وعندما يعتقل الصحافي في أغلب الأحيان، وحتى قبل 2001، كان لا يمضي كامل عقوبته في السجن.

جاء ذلك، في إطار الأنشطة الفكرية و الثقافية التي تنظمها مؤسسة محمد عابـد الـجـابـري للـفـكـر و الـثـقـافـة ، وضمن أشغال الندوة التي نظمتها تحت عنوان، “المغرب إلى أين” ول أمس الجمعة، والتي قرر تنظيمها على جزأين وكان الجزء الأول حول المحور السياسي، والذ أطره كل من الأستاذ بنسالم حميش، و الأستاذ حسن أوريد، والأستاذ محمد الساسي.

محمد الساسي، واصل تفسيره لسؤاله، بالقول إنه صحيح أنه بعد 2001، مباشرة بعد سنتين، سنجد أنفسنا أمام الأحداث الإرهابية الألمية التي عشناها في 16 ماي، واعتبر البعض على المستوى الرسمي، أن إحدى العوامل التي أدت لتلك الأحداث الأليمة، هو إصابتنا بنوع من التخمة في الحريات، ولهذا، وقع ما يمكن تسميته بقطع أجنحة الحريات.

في السياق ذاته، أكد محمد الساسي في إطار مقارنته بين وضع المغرب في 2001 و2021، أن 2001 المعارضون كانوا في الداخل ولم يكونوا في الخارج، بعد قرار الملك الراحل الحسن الثاني قراره بالعفو عن المنفيين، والعفو على الجميع في 1994، وكان هناك تمييز واضح على مستوى القضائي بين الصحافي، وبين الإرهابي وبين المغتصب، واليوم كاد الصحافي أن يتحول إلى إرهابي ومغتصب، وكان في التلفزيون جرعة من الحرية، وكان يسمح بهامش من النقد، مستدركا بقوله، طبعا لم نكن نعيش يوما الديمقراطية لا في ظل الحسن الثاني، ولا في ظل محمد السادس، كنا نعيش هامشا ديمقراطيا، أي جرعة من الحريات، وكان هدف المعارضين أن يحولوا الهامش إلى ديمقراطية.

وتابع الساسي، قائلا: إن هذا الهدف المتمثل في تحويل الهامش الديمقراطي إلى ديمقراطية هو ما سمي باستراتيجية النضال الديمقراطي، وأن النظام المغربي كان يحاول أن يسوق أن هذا الهامس الديمقراطي هو الديمقراطية، وأنه لا حاجة لشيء آخر، والأدهى يضيف الساسي، أن هذا الهامش نخشى اليوم أن يتحول إلى عدم، ولم نبق طامعين أن يتحول إلى ديمقراطية، لكن أن يفنى وينقرض.

واسترسل الساسي، أن الأدهى أكثر أنه كان من المفروض بعد 2011، أي بعد الدستور المتقدم عن الدساتير الأخرى، أن نعيش مزيدا من الحريات، موضحا، أنه نعم الدستور الحالي لا يقدم لنا وصفة لحل الزواج بين ملكية وراثية وملكية تسمح بقواعد الديمقراطية، لكن يشير الساسي، أنه دستور متقدم حتى وإن اعتبرنا أن اللحظة تحتاج لدستور أكثر تقدما.

المتحدث ذاته، أكد أنه لا يريد الحديث عن حراك الريف ولا عن حراك زاكورة ولا عن توفيق بوعشرين ولا عن حميد المهداوي ولا عن عمر الراضي ولا عن سليمان الريسوني، ولا عن مؤخرا المحامي محمد زيان، ما يؤلمني يضيف الساسي، أنه هناك ارتماء في أحضان إسرائيل من طرف النظام، وألمني ضلك بشكل شخصي شديد جدا، وما يؤلم فيه أكثر هو أنه دليل على عدم الثقة في المستقبل.

واضاف الساسي، أن يبدو ظاهريا أن النظام تغلب على الأحزاب وعلى خصومه، وأنه أسكت الكثير من الأفواه، تحكم في آليات الترويض، ولكن كل ما يفعله النظام اليوم ينم عن الخوف من عودة حركة 20 فبراير، أو حركة شبيهة بها، وهذه نقطة ضعفه، وإذا يشير الساسي، ما قد يبدو لنا أنه قوة هو في الأصل ضعف.

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى