سياسة

ظهور تيارات وبوادر تصدع بالنقابة الوطنية للتعليم العالي وخلاف حول التحرش الجنسي وزبونية الماستر

كشف بيان لتيار يقول إنه “أحد الروافد النضالية داخل النقابية الوطنية للتعليم العالي” عن تصدع وسط أعتى نقابة وطنية بقطاع التعليم العالي، والتي ظلت إلى سنوات مرجعا في العمل النضالي النقابي التقدمي و الديمقراطي ، قبل انعقاد المؤتمر الوطني الأخير، وصعود أصوليين الإسلامويين (العدل والإحسان)، إلى جانب النهج الديمقراطي، بقيادة تيار من الأساتذة الاتحاديين.
وبدل أن تصدر النقابة الوطنية للتعليم العالي بيانا صادر عن هياكلها القانونية (المكتب الوطني، مثلا) بدأت التيارات تصدر بيانات خاصة بها، في قضايا تهم النقابة، يبدو أن حولها خلافات جذرية، من ضمنها بيان تيار يسمي نفسه (تيار قادمون قادرون)، بمناسبة الدخول الجامعي، تطرق إلى ما اعتبره “حملات الإساءة والتشهير الإعلامي، تحت عنوان الفساد، ضد أساتذة التعليم العالي”، مضيفا أن هذه الحملات “لصالح التعليم العالي الخصوصي”.
وهاجم ذا التيار الصحافة التي تعالج الاختلالات في بعض الجامعات العمومية، وممارسات بعض أستاذة التعليم العالي، واعتبر معالجة الاختلالات “سياسة إعلامية مأجورة”، ووصف الصحافيين بـ”الأقلام المسعورة”، التي “تسعى إلى تشويه صورة ومكانة الجامعة العمومية، والدور الاعتباري للأستاذ الجامعي”، بل لم تسلم حتى النقابة الوطني للتعليم العالي من هجومه، حيث سجل “غياب أي موقف وطني من الأجهزة النقابية، بدعوى وجود قضايا تحرش هنا وتقارير غش هناك. كأن الجامعة العمومية أضحت فضاء لممارسة كل أشكال الفساد وسوء الأخلاق”.
وجدير بالإشارة إلى أن النقابة الوطنية شهدت عقب المؤتمر الوطني صعود خليط من الحساسيات السياسية المتناقضة، إلى هياكلها، بدوافع “رقمية عددية” لتغليب كفة على أخرى، والاستحواذ على القيادة، منها الاشتراكي الديمقراطي (الاتحاد الاشتراكي)، والشيوعي (التقدم والاشتراكية)، والشيوعي الراديكالي (النهج الديمقراطي)، والإسلاموي الغارق في السلفية (العدل والإحسان)، إضافة إلى خليط يضم جميع الأشكال والأنواع من الاشتراكيين والشيوعيين والاسلاميين و الامنتمين تجمعوا في تيار داخل النقابة الوطنية للتعليم العالىي أطلق على نفسه(تيار قادمون قادرون)، وفي سابقة دون تمثيلية أي امرأة في القيادة.
وما زاد الطين بلة إصدار بلاغات باسم تيارات، رغم التمثيلية في قيادة النقابة، وبشعار النقابة الوطنية للتعليم العالي، في سابقة في تاريخ النقابة، ما يسائل قيادتها هل شرعنت التيارات، بل وأعطتهم صلاحية الحديث باسمها، ما دام أن البيانات تكون مرؤوسة بشعار النقابة.
وكان (تيار الأساتذة الباحثين التقدميين داخل النقابة الوطنية للتعليم العالي) أول تيار أعلن عن نفسه، في وقت سابق، قبل أن يخرج إلى الوجود (تيار قادمون قادرون).
كما أن وجود العدل والإحسان بقيادة النقابة يطرح السؤال حول أحد المبادئ الأساسية لها، وهو التقدمية، وهل تحول “الأخ” العدلي إلى “رفيق” تقدمي يناضل من أجل مجتمع تقدمي حداثي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى