ثقافة وفنونحوارات

شعيب حليفي: البحث العلمي في كافة تجلياته رهان استراتيجي حقيقي للمغرب

أكد رئيس مختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – ابن مسيك شعيب حليفي، أن البحث العلمي، في كافة تجلياته التي تستهدف المجتمع والإنسان، يمثل الرهان الاستراتيجي الحقيقي للمغرب.

وقال حليفي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الرؤية يمكن تجسيدها من خلال مزيد من الاهتمام بالعلوم الإنسانية، والاشتغال على خيارات بحثية محددة بالاحتياجات ذات الأولوية بالنسبة للبلاد، والتي من شأنها أن تتيح إخضاع كل المجالات ذات الصلة بتنمية المجتمع وبناء الإنسان لمبضع الدرس الأكاديمي الرصين.

وأضاف أنه ضمن هذا الأفق وضع مختبر السرديات والخطابات الثقافية خطط اشتغاله لتجسيد هذه الرؤية، والتي قام بتطويرها عبر العمل الذي قام به فريق المختبر، من أساتذة وطلبة الدكتوراه بهذه الجامعة وباقي الجامعات المغربية، والعربية أيضا.

وفي هذا الإطار، لفت حليفي إلى أن المختبر الذي يشرف عليه ينطلق في عمله من رصيده العلمي والثقافي الذي راكمه طيلة سنوات، والمتمثل في مجموع منشوراته والندوات التي نظمها والتأطير التأهيلي الذي يقوم به، مضيفا أنه يمتلك برنامجا لمدة خمس سنوات يشتغل فيه على عدد من القضايا الأساسية التي يسعى من خلالها إلى ترسيخ مبادئ البحث العلمي.

وأبرز أن وسيلته في ذلك الاشتغال في إطار بحوث متخصصة في مجال السرديات والثقافة، وكذا التجديد في مطارحة المواضيع، وربط الباحثين داخل الكلية بباحثين وأكاديميين ونقاد ومبدعين، من المغرب والعالم العربي وأوروبا وأمريكا.

ومن داخل إخضاع هذه القضايا للدرس الأكاديمي، حسب رئيس المختبر، هناك سعي إلى إدماج الطلبة، من سلك الدكتوراه أساسا، وآخرين من سلك الماستر والإجازة الذين يشتغلون في ورشات المختبر، ضمن جميع الأنشطة العلمية، تنظيما ومشاركة ونشرا.

وتابع أنه بالإضافة إلى البرنامج العلمي للمختبر داخل الكلية، وبشراكة مع عدد من الكليات والمختبرات والجمعيات، فإن مختبر السرديات يوسع حضوره بنقل المعارف وخبرات الباحثين وإشراك الطلبة بالانفتاح على ثلاثة أشكال من المحيط الخارجي، بوعي تشاركي وأفق دعم البحث في العلوم الإنسانية حول الانسان والمجتمع والذاكرة، وبمشاركة باحثين من حقول معرفية مختلفة (الأدب والتاريخ والسوسيولوجيا والانتروبولوجيا والمجال والفلسفة).

وذكر حليفي أن التركيز يشمل في الشكل الأول المدن الكبرى والصغرى على السواء، حيث يعمل مختبر السرديات على عقد ملتقيات السرديات الجهوية المخصصة لدراسة الإبداع الروائي في عدد من جهات المغرب، والوقوف عند خصوصياته الجمالية والتيماتية (آسفي – الجديدة – بني ملال – خنيفرة – وادي زم – وجدة).

أما بالنسبة للشكل الثاني، يضيف حليفي، فيستهدف البوادي عبر الاهتمام بالذاكرة والثقافات الشعبية والتراث اللامادي، في ملتقيات تشرك ساكنة تلك المناطق في مواضيع تنفض الغبار عن هويتهم الثقافية والحضارية، مع تركيز الاهتمام على محيط الدار البيضاء /الشاوية.

فيما الشكل الثالث، يوضح رئيس المختبر، يهم التأسيس لملتقيات السرديات المغاربية والعربية، والتي أسهمت في خلق شبكة من مختبرات السرديات في الجزائر وتونس وليبيا ومصر والأردن وفلسطين والسعودية، هدفها تداول المعارف وتبادل النصوص والقراءات وإشراك الباحثين وإنتاج بحوث أصيلة في هذا المجال.

وأشار إلى أن القيمين على المختبر لا يغفلون المجال المتعلق بالنشر العلمي بالنسبة للطلبة الباحثين ضمن ملفات تخضع للتحكيم، ثم النشر في مجلة “دفاتر الدكتوراه”. كما دأب مختبر السرديات على إصدار كتابين على الأقل في السنة.

وأضاف أن الكتاب السنوي يضم منتخبات محكمة من الندوات التي عقدها المختبر في بحر السنة، بالإضافة إلى استكتاب بعض الباحثين من داخل المغرب وخارجه وتخصيص ملحق توثيقي، مشيرا إلى كتاب موجه إلى الباحثين في الدكتوراه يهتم بالمنهج والمنهجية، وإصدار أطاريح الدكتوراه التي نوقشت بمختبر السرديات تحت إشراف فريق علمي.

وقد راكم مختبر السرديات خلال سنة 2021، ما مجموعه 33 ندوة ما بين الحضوري وعن بعد، ساهم فيها 109 مشارك من باحثين ومحاضرين من داخل المغرب وخارجه. كما أصدر المختبر ثلاثة كتب، وواصل إصدار مجلة سرود، مثلما أصدر عدد من الباحثين بالمختبر مؤلفات في مجال التخصص.

ومن أجل مواصلة المختبر أداء رسالته العلمية التي كرس جل جهوده للقيام بها، فهو يتجه إلى مزيد من الانفتاح على إفريقيا في ندوات تبحث في ثقافتنا والمشترك الذي يشكل خصوصية وإضافة، وعقد ندوات وطنية وأخرى دولية تواكب البحث الأدبي في مجال الرواية، ومواصلة الارتباط بالذاكرة وثقافاتها، في المحيط والبادية، وذلك بمواصلة تنظيم ملتقيات السرديات الجهوية التي تبحث في الثقافة والتراث المادي واللامادي والمسكوت عنه، مع الانتباه إلى الكتابات والأصوات الطالعة من تلك الهوامش.

وفي الأفق أيضا، مزيد من الانفتاح على الأصوات العربية من باحثين أكاديميين مرموقين ينتمون إلى جامعات مصر، والأردن ، والعراق، وتونس، والجزائر.

وسبق لهذه الهيئة العلمية أن أصدرت في إطار “الكتاب السنوي للمختبر”، ثلاثة كتب ويتعلق الأمر بكتاب الدليل الإجرائي للباحث الجامعي، ثم كتاب ضم أشغال الندوة الوطنية حول زناتة، علاوة على الإشراف على مجلة دفاتر الدكتوراه (CED) من خلال إصدار عدد منها تضمن ثلاث ندوات للباحثين في الدكتوراه.

وفي قائمة منشورات المختبر، أربعة كتب لطلبة المختبر الباحثين الذي ناقشوا أطاريحهم هذه السنة، فضلا عن مقالات ومؤلفات أخرى في مجال تخصص المختبر، إلى جانب مجلة سرود التي تصدر ورقيا واليكترونيا بأربع لغات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى