في الواجهة

القمة الأوربية الإفريقية 6 وبيان ختامي وسياق لم تعد إفريقيا فقط مصدر مشاكل بل مصدر الفرص الاقتصادية

انتهت أعمال القمة الأوربية الأفريقية السادسة في بروكسل ببيان ختامي مشترك وحالة تفاؤل من جميع الأطراف حول ضرورة إطلاق شراكة متجددة بين القارتين تعتمد على القمة الأوربية الأفريقية السادسة في بروكسل والصراحة وإعطاء الاولوية لملفات التنمية والصحة والاستثمار، كأساس للوصول للأمن والسلم في القرة الأفريقية. أوروبا ترغب أن تبقى الشريك الأول لأفريقيا في مواجهة زحف دول مثل الصين، الولايات المتحدة وروسيا.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن هذه القمة الأوربية /الأفريقية كانت مختلفة عن سابقاتها حيث جرى الحديث بصراحة عن جميع الملفات في ورشات عمل تم تحديد أجندتها مسبقا بالتنسيق مع الدول الإفريقية.

وأشارت التوصيات الصادرة عن القمة أنه جرى تخصيص مبلغ 150 مليار يورو لدعم مشاريع استثمارية تنموية واضحة يستفيد منها المواطنون مباشرة، في مجالات التغير المناخي والصحة والتعليم والمواصلات، فضلا عن قرار نقل تكنلوجيا تصنيع اللقحات لست دول أفريقية اعتبر مفصليا ونهجا جديدا في العلاقات الثنائية بين القارتين.

وأوضح، رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي دعا إلى مواجهة الحقائق وإعادة تقييم السياسات وأكد أن دعم السلم في أفريقيا يتم من خلال تعزيز الحوكمة وتقوية القضاء والتعليم والاستثمار وخلق مناصب العمل التي تكون وحدها كفيلة من تجنب وقوع الشباب في فخ الجماعات المتطرفة.

يشار، أن صادرت أوروبا إلى إفريقيا تعدت 38 مليار يورو فيما تصل قيمة صادرات إفريقيا إلى أوروبا إلى 37 مليار أورو، وبالتالي فالعلاقة مبينة على الشراكة والتوافق.

أيضا، إن إفريقيا تعاني من ضعف في بنياتها التحتية وتطوير صناعتها وتجهيزها، ويشكل ملف الهجرة احد معوقات تطور العلاقات بينها و بين دول أوربا، غير أن هذا لا يعني أن إفريقيا ضعيفة وفي حاجة لشراكة مبنية فقط على المساعدات، أو القروض. بل العكس، يلاحظ عموما نشوء مقاولات صغيرة بوتيرة أكبر، كما أن شركات إفريقية لها مكانة خاص في السوق العالمية. ويظهر أنه ليس اوربا وحدها من تسعى أن تبني علاقاتها لتقارب أكثر، كالمغرب وإسبانيا، ألمانيا وغرب إفريقيا، فرنسا التي تريد أن توسع علاقاتها مع الدول الإفريقية الغير فرنكوفونية أيضا.

انتهت القمة، ولم ينته حجم التوقعات في مكانة إفريقيا في عالم يتحول، خاصة أمام تحولات كبرى تحدث في استقبال ما بعد جائحة كورونا.

تعتبر الهجرة من الملفات الشائكة التي تشغل بال الأطراف المشاركة في القمة. فأوروبا تريد منع الهجرة غير الشرعية بينما تسعى إفريقيا إلى الحصول على ضمانات لتسهيل عملية التنقل والعمل والدراسة في أوروبا.

وسبق أن حاول الأوروبيون تجاوز هذه المشكلة في قمة أبيدجان عام 2017، بطرح فكرة “النقاط الساخنة”، التي تم على إثرها إنشاء مراكز تسجيل المهاجرين مباشرة في الدول الإفريقية مع تقديم مبالغ مالية لهذه الدول. لكن العملية لم تنجح ولا يزال المئات يحاولون العبور يوميا إلى الضفة الأوروبية. فهل سيتكرر النقاش عن عمليات العودة وضبط الحدود والاتجار بالبشر أم ستقدم القمة محاور وحلول أخرى؟

وعلى صعيد آخر، تعتبر تحليلات أن إفريقيا ليست مصدرا للمشاكل والعوائق فقط، بل هي قارة الفرص الاقتصادية وسوق كبيرة. إذ يسكنها حوالي مليار و500 مليون نسمة وبحلول عام 2050، سيتضاعف هذا الرقم ليتعدى المليارين و500 مليون.

كما أن 60 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة موجودة في هذه القارة الفتية مما يعني أن لها القدرة على إطعام سكان هذا الكوكب مستقبلا.

وتسجل أفريقيا أعلى معدل من حيث زيادة استخدام الإنترنت من خلال الهاتف النقال كما أن عملية الرقمنة تتم بشكل كبير وسريع. لذا يجب تغيير طريقة التعامل مع هذا القارة لتخرج من محنها عبر طرح استراتيجيات برؤية مختلفة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى