حول العالمفي الواجهة

تقرير إخباري:روسيا تشنّ هجوماً واسعاً بأوكرانيا وتفاقم الأزمة الإنسانية مع بلوغ عدد اللاجئين ل1,37 مليون شخصا

أ ف ب: استأنف الجيش الروسي مهاجمة مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية، امس، وواصل التقدم في مناطق أخرى في أوكرانيا مع استمرار القتال العنيف حول العاصمة كييف، في حين زار مسؤولان أميركيان كبيران حدود الاتحاد الأوروبي الشرقية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، “نظرا إلى غياب الرغبة من الجانب الأوكراني في التأثير على القوميين أو تمديد وقف إطلاق النار، استؤنفت العمليات (العسكرية) عند الساعة 18:00 بتوقيت موسكو (15:00 ت غ)”.

وكان الأوكرانيون قد أرجؤوا قبل ذلك بساعات إجلاء المدنيين من ماريوبول المطلة على البحر الأسود ومدينة أخرى محاصرة، وبرروا ذلك بانتهاك القوات الروسية وقف إطلاق النار.

نتيجة لاستمرار القتال في أوكرانيا، تفاقمت الأزمة الإنسانية مع بلوغ عدد اللاجئين إلى خارج البلاد 1,37 مليون شخص منذ بدء الغزو في 24 شباط، وفق أحدث إحصائيات الأمم المتحدة.

وأدى النزوح الجماعي إلى تعبئة سياسية قوية، لا سيما في الدول الحدودية مثل بولندا حيث التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، امس، نظيره الأوكراني دميتري كوليبا.
وانتهز كوليبا فرصة اللقاء للمطالبة بطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي، واعتبر أن رفض حلف شمال الأطلسي إقامة منطقة حظر للطيران “مؤشر ضعف”.

من جهته، برر رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي خلال زيارة إلى لاتفيا المجاورة لروسيا، امس، قرار الحلف قائلا، إنه “إذا تمّ الإعلان عن منطقة حظر جوي، سيتعيّن على شخص ما فرضها… سيتوجب علينا، إذاً، أن نذهب ونحارب القوات الجوية الروسية بفاعلية”.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، امس، أن أي بلد سيسعى إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ستعتبر موسكو أنه أصبح طرفا في النزاع.

وبهذا الصدد، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وساطة، امس، في النزاع بين روسيا وأوكرانيا إذ زار موسكو قبل أن يتوجه إلى برلين ويجري اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأجرى بينيت، امس، محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين استمرت ثلاث ساعات، توجه بعدها إلى برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتس، وفق المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي.

كما أكد المتحدث أن بينيت “تحدث قبل قليل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماعه بالرئيس الروسي”.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالات الأنباء الروسية أن بوتين وبينيت كانا “يناقشان الوضع في أوكرانيا”.

ولم ينضم بينيت إلى دول غربية وخصوصا الولايات المتحدة حليفة إسرائيل، في إدانة الغزو مشددا في المقابل على العلاقات القوية مع كل من روسيا وأوكرانيا.

قبل زيارته إلى موسكو، أجرى بينيت عدة اتصالات هاتفية ببوتين وزيلينسكي في الأيام الماضية.

وكان مكتبه قد أعلن عن مغادرته موسكو في ساعة مبكرة، امس، علما بأنها خطوة استثنائية ليهودي متدين لا يقوم بأي مهام رسمية، السبت.

وزيارة بينيت هي الأولى التي يقوم بها زعيم أجنبي إلى روسيا بعد غزوها أوكرانيا في 24 شباط.

وشارك في لقاء بينيت – بوتين، وزير الإسكان الإسرائيلي، زئيف إلكين، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، أيال حولتا.

وكان قد أجرى بينيت محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي، يوم الأحد، وفيها اقترح وساطة بين طرفي النزاع الروسي والأوكراني.

يُشار إلى أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أبلغ الإدارة الأميركية مسبقا باللقاء بين بينيت وبوتين، ولكنّ المراسل السياسي لموقع “واللا” العبري، باراك رافيد، قال، إن الأميركيين لم يوافقوا على اللقاء إنما فقط علموا بانعقاده مسبقا.

وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في روسيا غداة الغزو لكن زيارته كانت مقررة منذ فترة طويلة.

في غضون ذلك، وعد أعضاء في الكونغرس الأميركي خلال محادثة افتراضية مع زيلينسكي بصرف مساعدات لأوكرانيا بقيمة 10 مليارات دولار.

من جانبه، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في محادثة هاتفية مع أنتوني بلينكن، “نشجع على مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا”.

كما حضّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الصين عبر الصحافة الإسبانية بأن تلعب دور الوسيط في سياق تسوية محتملة للنزاع.

أما صندوق النقد الدولي، فحذّر من أن الحرب والعقوبات المفروضة على روسيا سيكون لها “تأثير جوهري على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية، مع تأثيرات جانبية على دول أخرى”، وأعرب عن خشيته من تداعيات “مدمرة”.

في جنوب شرقي أوكرانيا، ستكون السيطرة على مدينة ماريوبول التي قصفها الروس وحلفاؤهم لعدة أيام، نقطة تحول مهمة في اليوم العاشر من الغزو، بينما تستعد موسكو وكييف لجلسة تفاوض ثالثة، الإثنين.

وستؤدي السيطرة على المدينة إلى التحام القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي استولت مؤخرا على بيرديانسك وخيرسون، والقوات الانفصالية والروسية في دونباس وتوحيد هذه القوات للتحرك شمالا.

سيسمح ذلك للجيش الروسي الذي حقق تقدما كبيرا في الأراضي الأوكرانية، بتشديد الضغط العسكري على وسط البلاد وشمالها حيث يحتدم القتال، لا سيما في كييف وخاركيف.

بعد عشرة أيام من الحرب، بات من المستحيل التحقق من حصيلة الضحايا بشكل مستقل، وقد أبلغت كييف عن مقتل ما لا يقل عن 350 مدنيا وأكثر من 9 آلاف عسكري روسي دون أن تذكر خسائرها العسكرية، وأعلنت موسكو سقوط 2870 قتيلا على الجانب الأوكراني و498 في صفوف قواتها.

من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن “المشاهد، اليوم (امس)، في ماريوبول وفي مدن أخرى مفجعة”.

ويأتي حصار ماريوبول مع اقتراب القوات الروسية من كييف في مواجهة مقاومة شديدة في بعض الأحيان وقصف طال مباني سكنية لا سيما في تشيرنيغوف على بعد 150 كيلومترا شمال العاصمة حيث قتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة.

وشاهد فريق من وكالة فرانس برس زار تشيرنيغوف، امس، مشاهد دمار في أحياء المدينة التي تقول موسكو، إنها لا تستهدفها، ويقطنها 300 ألف نسمة والتي تفرغ من سكانها وحيث يرتسم مشهد يخشى أن يتكرر في وسط كييف المطوقة بقوات روسية.

وواصل الرئيس الأوكراني تحدي موسكو وأعلن، امس، أن القوات الأوكرانية شنّت هجوما مضادا حول خاركيف ثاني مدن البلاد التي شهدت بعض أعنف عمليات القصف منذ بداية الحرب.

وواصل الجيش الروسي قصف المنطقة المحيطة بكييف في الشمال الغربي والشرق على وجه الخصوص.

في أحد المستشفيات في شمال العاصمة، تحدّث جنود أوكرانيون مصابون لوكالة فرانس برس، امس، عن قتالهم غير المتكافئ تحت وابل من النيران الروسية، فيما تعهدوا أنهم سيعودون إلى الجبهة بمجرد أن يصبحوا قادرين على القتال مجددا.

وبحسب السلطات الأوكرانية، ستعقد جولة ثالثة من المفاوضات مع الروس، الإثنين.

لكن فرص تحقيق تقدم تبدو ضئيلة جدا، فقد حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الحوار مع كييف لن يكون ممكنا إلا إذا تم قبول “كل المطالب الروسية” بما في ذلك ضمان وضع أوكرانيا كدولة “محايدة وغير نووية” و”إلزامها بنزع سلاحها”.

كما توسعت، امس، قائمة الشركات التي قررت تعليق نشاطها في روسيا، وأضيفت إليها مجموعة “انديتكس” الإسبانية المالكة لعلامة “زارا” الرائدة في مجال بيع الملابس، وعملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي “سامسونغ”.

في الوقت نفسه، تزايدت التظاهرات المناهضة للحرب في أوروبا مع خروج عشرات الآلاف، امس، في مدينة زيورخ الأكثر سكانا في سويسرا، والآلاف في باريس وروما، وبضع مئات في وسط لندن. في المقابل، تظاهر العشرات تأييدا لروسيا في بانغي، عاصمة إفريقيا الوسطى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى