سياسة

الساسي: لحظات انفتاح النظام السياسي للتنفيس والتشدد غايته التراجع عن كل ما منحته لحظات الانفتاح

اعتبر محمد الساسي، أن المغرب وبعد 65 سنة من استقلاله يعيش ثلاثة إشكاليات كبرى، إشكالية عدم استطاعة المغرب أن يحل مشاكل التنمية على كافة الأصعدة، أي إشكالية التخلف، والإشكالية الثانية أنه ومنذ حصول المغرب على استقلاله، ازداد تعميق التفاوت سواء بين الطبقات أو بين الجهات عموديا وأفقيا، الإشكال الثالث ذو طبيعة ثقافية، بحيث أن المجتمع المغربي مازال لم يحسم بعد في مشكلة العلاقة بين التقليد والحداثة، بين الهوية والآخر، بين الماضي والحاضر، مؤكدا، بهذا الخصوص،أن “هناك من بلغ به الاعتزاز بالهوية حد إنكار التقدم أو استعمال العنف” مشيرا، أن التدين في حالات كثيرة يرتبط بشكل متناقض بأشكال من الخداع واحتقار العلم والعمل، وحتى المناورة في مجال التدين نفسه.

وأضاف القيادي بفيدرالية اليسار محمد الساسي خلال نقاش “المغرب في أسبوع” الذي عرضته منصة “ريفيزيون” أول أمس الاثنين، ” المغرب هو مغربان، مغرب الذين يملكون كل شيء، ومغرب الذين لا يملكون أي شيء، وأحيانا النخب لا تدرك عمق هذه الأزمة حتى تصطدم بها في عدد من الأحداث، سواء تعلق الأمر بأحداث الفنيدق التي رأينها فيها رضعا عائمين للهجرة نحو سبتة المحتلة، وفي أحداث التدافع على الدقيق في إقليم الصويرة”.

محمد الساسي، اعتبر أن المغرب يعيش وضعية التخلف بمؤشرات الأرقام، حتى مع وجود محاولة النظام التشكيك في تلك الأرقام وبحجج من قبيل أن تلك الأرقام لا تأخذ بعين الاعتبار البعد اللامادي، لكن بالوقوف على كل مؤشر مؤشر، سنجد أن المغرب سواء في مجال الحريات ومنسوب التداول على السلطة و غيرها، يعيش تخفلفا وتراجعا.

اعتبر محمد الساسي أن من مميزات المغرب أنه عرف مسلسلا سياسيا يتراوح بين لحظات انفتاح وانفراج بين لحظات تشدد، وإذا يضيف الساسي، المغرب لم يعش يوما الديمقراطية، ذلك أن أن لحظات الانفتاح هي فقط للتنفيس الدوري حتى لا يصل الاحتقان لدرجة كبيرة.

الساسي، أكد أن لحظات التشدد في واقع الأمر غايتها تطويق والتراجع عن كل ما منحته لحظات الانفتاح من مكاسب، مؤكدا أن المغرب يعيش لحظة تشدد عمرت أكثر من المعتاد.

الساسي اعبر أن   النظام  تمكن من تحقيق عدة انتصارات، فهو من جهة   حسم المعركة إبان  لحظة التناوب الأول مع الأحزاب الوطنية الحقيقية باستقطابها وجعلها تؤمن بفكرة السيادة الملكية، وتؤمن أن جوهر القاعدة الأساسية في النظام السياسي المغربي هي للسيادة الملكية ومن تم القرار بيد الملك،  و الهيئات الأخرى تلعب أدوارا لكن ليس من شأنها عرقلة تطبيق السيادة الملكية.

الساسي،أكد، أن حل الإشكالات الثلاثة تستدعي، من جهة بالخروج من التخلف، ومن جهة ثانية حل مشكل الفوارق بخلق مجتمع متضامن، و حل مشاكل العلاقة بين الحداثة والتقليد بإخضاع الأخير لمعايير الحداثة، وتدشين مشروع للإصلاح الديني، والقبول بالتقدم، وتبني منظور متقدم ومنفتح للهوية، والتخلي عن الأفكار التي تروجها المناهج الدراسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى