سياسة

عائلة بن بركة تشيد بالخطوة التاريخية تجاه اليساري موريس أودان وتطالب الرئيس الفرنسي برفع السرية عن ملف المهدي

أولى التفاعلات، التي أعقبت الخطوة التي جرى الإشادة بها على نطاق واسع باعتبارها خطوة تاريخية، والمتمثلة باعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن المناضل اليساري موريس أودان قتل في الجزائر عام 1957 جراء “نظام تعذيب” ولقي تشجيعا من فرنسا إبان الاستعمار، إقدام عائلة المعارض اليساري المعروف عالميا المهدي بن بركة، الذي اختطف في باريس عام 1965، للمطالبة برفع “سرية الدفاع” عن الوثائق المتعلقة بقضيته.

وفي هذا السياق طالب ابن المختطف البشير بن بركة، في مقابلة كانت أجرتها معه إذاعة فرنسا الدولية، الرئيس الفرنسي بأن يأمر برفع السرية عن الوثائق المتعلقة بملابسات اختفاء والده المهدي بن بركة في فرنسا في ذلك اليوم من 29 أكتوبر 1965، وهو الاختطاف الذي توجد فيه عدة شبهات تتبث تورط الدولة الفرنسية في هذا الاختفاء الذي تعرض له المهدي على الأراضي الفرنسية. والتي يشتبه بقوة في أن الدولة الفرنسية لعبت فيها دوراً أساسياً
وبهذا الخصوص أشار البشير بن بركة أن : “القرار الأخير الذي اتخذه ماكرون باسم الدولة الفرنسية، يشكل خطوة كبيرة إلى الأمام في هذا العمل المتعلق بالذاكرة والحقيقة، وأن الوقت قد حان لأن تتمكن قضايا أخرى من الاستفادة من هذا الانفتاح، داعياً العدالة الفرنسية إلى تسليط الضوء على مصير والده”.

وأضاف ابن المختطف أن: “المسؤوليات في قضية اختقاء والده، مشتركة بين فرنسا والمغرب. فهي (المسؤوليات) في الأساس مغربية، لكن هناك أيضا تواطؤات فرنسية، لأنّ الدولة الفرنسية تسيء استعمال مفهوم (سرية الدفاع)، حتى تمنع العدالة الفرنسية من الوصول إلى أرشيفات المخابرات الفرنسية.”

في نفس السياق، أنه وباعتبار السلطات التي تتوفر لماكرون باعتباره، سلطة عليا في فرنسا، فإنه بإمكانه رفع السرية عن جميع الوثائق التي ستظهر ظروف اختفاء والده، واغتياله، وذلك “تماشياً مع تصريحاته بشأن عملية اغتيال رئيس بوركينا فاسو السابق توماس سانكارا في 1987، والتي تعهد ماكرون خلال زيارته الأخيرة إلى واغادوغو، بالعمل على رفع السرية عن كل الوثائق الفرنسية المتعلقة بها. أو أيضا تصريحاته يوم الخميس المنصرم بشأن عملية اختفاء لمناضل اليساري موريس أودان في الجزائر عام 1957.

الجدير بالذكر في هذا الصدد أن المهدي بن بركة، أستاذ الرياضيات المرموق ورمز اليسار المغربي، قد جرى اختطافه عام 1965 في باريس أمام مقهى “Lipp” بجادة “Saint-Germain” من قبل اثنين من رجال الشرطة الفرنسيين، ثم تم اقتياده بعد ذلك إلى فيلا في الضاحية الباريسية، وهو آخر مكان ظهر فيه وهو على قيد الحياة، وبعد مرور أكثر من 50 عاماً على هذه الوقائع، لايزال الغموض يشوب الظروف التي قتل فيها ومكان وجود جثته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى