الرئسيةحول العالم

تقرير إخباري مفصل: أوكرانيا تستعدّ لسقوط ماريوبول ولهجوم روسي وشيك على شرق البلاد

قال مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسيي أريستوفيتش في مقطع فيديو نُشر على منصة يوتيوب: "بات الآن مستحيلًا كسر حصار ماريوبول بالوسائل العسكرية"

أ ف ب: أعلنت القوات الأوكرانية أمس أنها تستعدّ لسقوط ماريوبول، الميناء الإستراتيجي المدمّر الواقع في جنوب شرقي البلاد والذي يحاصره الجيش الروسي منذ أكثر من 40 يوماً، في حين تعزّز مواقعها في الشرق بانتظار هجوم روسي وشيك فيما أكد الانفصاليون الموالون لروسيا أنهم سيطروا على منطقة المرفأ في المدينة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع أولكسندر موتوزيانيك: “بحسب معلوماتنا، بات العدو على وشك إتمام الاستعدادات لهجوم على الشرق. سيقع الهجوم قريباً جداً”.

وأكد موتوزيانيك “نتوقع حصول معارك كثيفة في هذه الأراضي (الشرق) في مستقبل قريب”، مضيفاً: “لا يمكننا توقع متى سيحصل ذلك (بالتحديد)، هذه معلومات من مصادر غربية”. وتابع أن “الجيش الأوكراني مستعدّ”.

منذ أسابيع، يحاصر الروس مدينة ماريوبول التي ستتيح السيطرة عليها تعزيز مكاسبهم الميدانية على طول ساحل بحر آزوف، عبر ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو إليها العام 2014.
وتابع الفوج متوجهاً إلى الأوكرانيين “سيكون مصير بعضنا الموت وبعضنا الآخر الأسر. لا نعلم ما الذي سيحصل لكننا نطلب منكم حقاً أن تتذكرونا بكلمة طيبة”.

ومساء الأحد، قال مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسيي أريستوفيتش في مقطع فيديو نُشر على منصة يوتيوب: “بات الآن مستحيلًا كسر حصار ماريوبول بالوسائل العسكرية”.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الجمعية الوطنية في كوريا الجنوبية عبر الفيديو، أنها “كانت مدينة تعد نصف مليون نسمة … الروس دمروا ماريوبول بالكامل”، وقال إنه يخشى أن يكون قد قُتل فيها “عشرات آلاف الأشخاص”.

وواصلت القوات الأوكرانية في نهاية الأسبوع الماضي تعزيز مواقعها في الشرق، حول دونباس وفي هذه المنطقة، التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا منذ 2014.

وبعدما عدلت خططها وسحبت قواتها من منطقة كييف وشمال أوكرانيا، جعلت روسيا أولويتها السيطرة الكاملة على منطقة دونباس.

وأكد زعيم الانفصاليين الموالين لموسكو في منطقة دونيتسك دينيس بوشيلين الاثنين أن قواته سيطرت بشكل كامل على منطقة المرفأ في ماريوبول. وقال بوشيلين عبر قناة “بيرفي كانال” الروسية: “في ما يخصّ مرفأ ماريوبول، فقد أصبح تحت سيطرتنا”.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء أمس، أن القوات الروسية تعزز صفوفها حول دونباس، خصوصاً قرب مدينة إزيوم الإستراتيجية، لكنها لم تبدأ بعد هجومها لبسط سيطرتها الكاملة على هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين: “إنهم يعيدون تنظيم مواقعهم، ويركزون على دونباس”، مؤكداً أن ماريوبول “لا تزال مدينة متنازعاً عليها” رغم أن سقوط هذه المدينة الإستراتيجية يبدو وشيكاً.

وأكد المسؤول الكبير في وزارة الدفاع أن الجنرال ألكسندر دفورنيكوف الملقّب بـ”جزّار سورية”، اختير لقيادة هذا الهجوم.

من جهتها اتهمت وزارة الدفاع الروسية الأحد الأوكرانيين والغربيين بارتكاب استفزازات “مريعة ولا رحمة فيها” وعمليات قتل مدنيين في لوغانسك.

وأسفرت ضربة صاروخية أمام محطة كراماتورسك في شرق أوكرانيا الجمعة عن سقوط 57 قتيلاً بينهم خمسة أطفال على الأقل.

وفي حين يسعى السكان إلى الفرار من مناطق شرق أوكرانيا هرباً من المعركة المتوقعة، تواصلت الضربات الجوية وعمليات القصف وأوقعت الأحد ما لا يقل عن 11 قتيلًا بينهم سبعة أطفال، و14 جريحاً في خاركيف (شرق)، ثاني مدن البلاد، وفي ضاحيتها، وفق ما أفادت السلطات المحلية.

وفي المناطق المحيطة بكييف حيث انتشر الجيش الروسي على مدى أسابيع عدة، تتواصل عمليات البحث عن جثث.

دبلوماسياً، أكدت المستشارية النمساوية أمس، انتهاء الاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار النمساوي كارل نيهامر خارج موسكو لمناقشة الحرب في أوكرانيا.

وأوضحت المستشارية أن الاجتماع الذي عقد في مقر إقامة بوتين في نوفو أوجاريوفو بمنطقة موسكو استغرق نحو الساعة، مضيفة إن الرسالة الأهم التي وجهها المستشار إلى الرئيس الروسي هي أنه ينبغي أن تنتهي الحرب لأنه في الحرب لا يوجد سوى خاسرين من الجانبين.

وقال المستشار في بيان له إن “المحادثات التي تمت مع الرئيس بوتين كانت مباشرة وصريحة وصعبة للغاية”. وقال نيهامر إنه تحدث عن جرائم الحرب الروسية في بوتشا من بين أماكن أخرى وشدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى