رأي/ كرونيك

عدنان الجزولي يكتب نساء في مسار حياتي..

ليست المسألة في علاقة مع احتفاليات 8 مارس التي احتفلت بها شخصيا بشكل مبكر جدا وهذا موضوع آخر..
ما أقصده هو ان ذاكرتي تحمل أقوى التأثيرات من نساء كان لي شرف التعرف إليهن.. ومن بينهن الصديقة والرفيقة لطيفة اجبابدي التي تعرفت عليها منذ أربعين سنة اي منذ خروجها من السجن وطبعا عودتها للعمل السياسي كمناضلة في صفوف منظمة 23 مارس التي كانت تعيش مخاض تحولات كبيرة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي.
كانت الرفيقة لطيفة الى جانب ذلك طالبة متفوقة ونقابية صلبة .
ومن أروع ذكرياتي آنذاك هو المؤتمر السادس عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي كانت تجري أشغاله في قاعة بلماحي في كلية العلوم بالرباط.. وكانت إقامة المؤتمرين بداخلية ثانوية عمر الخيام.
كانت ظروفي الصحية صعبة جدا لأنني كنت أضع على الجانب العلوي من جسدي حزاما من الالومنيوم الخاص والبلاستيك Corset اثر العملية التي كنت قد اجريتها قبل ذلك بسنوات على عمودي الفقري. وبسبب هذا الحزام كنت لا أستطيع الجلوس الا لساعات قليلة وفي ظروف مريحة كما لم يكن بامكاني الوقوف كثيرا أيضا.. اي ان المبالغة في الجلوس او الوقوف كانت تعني بداية الام حارقة جدا.
كان ذلك فعلا ما يحصل لي حين أنسى نفسي مع الرفاق كمناضل باسم الطلبة الديمقراطيين بكلية الآداب.. فكانت الرفيقة لطيفة تحملني على الدراجة النارية وتوصلني الى باب منزلنا بالمدينة القديمة والذي بالمناسبة كان لسنوات عديدة محج كثير من الرفاق والرفيقات.
كنا نتفق على موعد بعد أن أتمكن من أخذ قسط وافر من الراحة وسرقة ساعات من النوم.. فكانت تعود لاخذي بنفس الدراجة الى كلية العلوم او داخلية عمر الخيام حسب تواجد الرفاق والرفيقات.
منذ ذلك الحين وإلى اليوم ظلت لطيفة اجبابدي رمزا اصيلا للمرأة المناضلة على مختلف الجبهات وساهمت رفقتها في عدة مبادرات كان لها تأثير كبير في تأسيس طلائع الحركة النسائية المغربية الحديثة. وعلى رأسها او من بينها تجربة 8 مارس المجيدة التي كانت مدرستي وفيها ومنها تعرفت على رفيقات كثيرات صنعن التاريخ الحافل للحركة النسائية بالمغرب وعلى رأسها تأسيس وهيكلة اتحاد العمل النسائي الذي تشرفت قبل سنوات بشغل منصب في قيادته الوطنية كأول رجل في قيادة منظمة نسائية وطنية مستقلة وتلك حكاية جميلة أخرى .
تحية عالية لك رفيقتي لطيفة وكل التقدير والمودة لكل الرفيقات والصديقات اللواتي لا زلن الى اليوم وفيات للخط التقدمي التحرري للحركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى