الرئسيةحول العالمدابا tvفي الواجهة

إيران: بعد حل شرطة الأخلاق وقرار بمراجعة قانون..مناهضة الحجاب تتحول لأيقونة الاحتجاجات الحالية بعد أن كان هوية ثورة الخميني+فيديوهات

أعلنت الحكومة الإيرانية عن حل "شرطة الأخلاق" في إيران، بعد تعليق نشاطها على خلفية الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، فيما قرر البرلمان والسلطة القضائية إجراء مراجعة لقانون الحجاب.

وبعد شهرين ونصف الشهر من احتجاجات عارمة أثارت غضبا دوليا وهزّت النظام في إيران، أعلن المدعي العام حل “شرطة الأخلاق”.

وأعلن المدعي العام الإيراني حجة الإسلام محمد جعفر منتظري إلغاء شرطة الأخلاق من قبل السلطات المختصة، كما أفادت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا) الأحد.

وقال منتظري مساء أمس السبت في مدينة قم إن “شرطة الأخلاق ليس لها علاقة بالقضاء وألغاها من أنشأها”.

وأثارت وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، بعد أن احتجزتها “شرطة الأخلاق”، احتجاجات غاضبة، ووضعت هذه المؤسسة تحت المراقبة العالمية.

وهكذا و بعد أكثر من أربعة عقود من الحكم، تشهد طهران للمرة الأولى حراكا يستهدف أفكار الثورة ذاتها من جيل لم يحضر أحداثها، ويبدو أقل التزاما وتقبُّلا للمبدأ الديني الذي تأسس عليه الحكم في البلاد.

كان تصاعد وتوسُّع الاحتجاجات على مدى أسابيع  في إيران مفاجئا للسلطة والشارع الغاضب نفسه على السواء، حيث انتشرت مقاطع قص الشعر وحرق الحجاب كالنار في الهشيم على منصات التواصل، بينما اتسع نطاق الاحتجاجات إلى المدن الإيرانية البعيدة عن العاصمة. وبسبب الرمزية الدينية التي يحملها الحجاب، ورمزيته السياسية في بلد محافظ مثل إيران على وجه الخصوص.

لنتذكر أنه في العام 1936 ظهر رضا شاه بهلوي (توفي 1944) مع زوجته وابنتيه من دون حجاب، بمشهد فاجأ الجميع، فكان ذلك مناسبة لإعلان 8 يناير يوماً لتحرير المرأة (فرح بهلوي: «مذكرات»)، وظل كذلك حتى انتصار الثورة وإعلان الجمهورية الإسلامية (11-2-1979)، جاءت الثورة الإيرانية، فصدر قانون ارتداء الحجاب، ودعم بتشكيل «الشرطة الدينية». وكان «حزب الله» الإيراني الذي تشكل قبيل نجاح الثورة، تولى المهمة بفرض الحجاب على الإيرانيات وزائرات إيران كافة. جاء ذلك بعد أن قطعت إيران منذ 1936 شوطاً كبيراً في المدنيّة، وبما يخص النساء.

يعاقب القانون الإيراني النساء اللاتي يرتدين أزياء توصف بأنها “غير محتشمة”، بموجب قانون الحجاب الذي أقرَّته الجمهورية الإسلامية منذ أربعة عقود. وتنص العقوبات القانونية على حضور الفتيات المُعاقَبات دروسا إلزامية حول الحجاب والقيم الإسلامية، كما يتعين عليهن الاتصال بأحد أقاربهن قبل إطلاق سراحهن.

هددت مهسا أميني عرش الولي الفقيه، هددته بالسقوط، لأن انتزاع أي إشراقة انفتاح سيكون بداية لانهياره. فلم يعد فرض الحجاب لذاته من أولويات نظام ولاية الفقيه، ولا وجود الشرطة الدينية، بقدر ما أن فرض الحجاب ووجود الميليشيا الدينية الحافظة للفضيلة، حسب ما يظهره النظام، من أدوات وجود النظام نفسه. تصوروا أن الولي الفقيه نفسه («حارس الفضيلة» حسب معنى «الفضيلة» عنده) يصدر قانوناً يلغي به فرض الحجاب، ويحل الشرطة الدينية.

انتشار مقاطع فيديو لنساء يقصصن شعورهن ويحرقن الحجاب

دفعت وفاة مهسا أميني في 16  سبتمبر، بعد اعتقالها بثلاثة أيام من قبل شرطة الأخلاق في طهران، إلى انتشار احتجاجات غير مسبوقة في إيران من حيث اتساع رقعتها الجغرافية التي امتدت إلى مدن خارج طهران، منها المدن الكردية، حيث تنتمي أميني. ومن حيث حجم المشاركة الشعبية التي شملت نساء ورجالا من مستويات اجتماعية وتعليمية متنوعة.

مع انتشار هذه الاحتجاجات، انتشرت مقاطع فيديو لنساء يقصصن شعورهن ويحرقن الحجاب تعبيرا عن احتجاجهن لما حدث لمهسا أميني، واعتراضا على ممارسات شرطة الأخلاق التي تفرض ارتداء الحجاب في الأماكن العامة. لكن حرق الحجاب وقص الشعر لم يتوقف عند كونه رفضا لإجبار النساء على ارتداء ما تراه السلطات مناسبا أو غير مناسب، بل تحول إلى رمز يطالب النظام الإيراني بالإصلاحات السياسية والاقتصادية.

تقول سارة بازوباندي باحثة في  المعهد الألماني للدراسات العالمية ودراسات المناطق في مدينة هامبورغ،تندرج الاحتجاجات الأخيرة في إيران في إطار نضالٍ من أجل الحرية تخوضه الإيرانيات على امتداد عقود. في الأسابيع الأخيرة، أثار مقتل مهسا أميني خلال احتجازها بتهمة “ارتداء حجاب غير لائق”  كما يُزعَم، سخط الإيرانيين وأشعل شرارة جولة جديدة من الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد. ولكن نضال النساء الإيرانيات بوجه قواعد اللباس التي تفرضها الدولة بدأ في عام 1979. في الواقع، سارع آية الله الخميني، بعيد تنصيبه القائد الرسمي للجمهورية الإسلامية، إلى التطرق إلى مسألة لباس المرأة، معلنا أنه لن يُسمَح للنساء بالدخول إلى أماكن العمل إلا إذا التزمن بارتداء الحجاب.

وتضيف الباحثة، قائلة: “كما نرى اليوم، لا يزال عدد كبير من هذه المعارك الأولى بين الدولة ومواطنيها من دون حلول في مرحلة ما بعد الثورة، وقد أثّر ذلك في الأجيال الجديدة من الإيرانيين، متسبِّبًا في نهاية المطاف بتقييد خياراتهم الشخصية. وهكذا كشفت وفاة مهسا أميني النقاب عن المظالم الجماعية التي يعاني منها الإيرانيون. وقد عمدت النساء إلى حرق حجابهن في الاحتجاجات، في خطوةٍ لاقت انتشارًا سريعًا في مختلف أنحاء البلاد، بوصفه رمزٍا لرفضهن لتحكّم الدولة في خياراتهن الشخصية”.

في السياق ذاته، تؤكد سارة بازوباندي،في الآونة الأخيرة، يتداول إيرانيون مقاطع فيديو لحملات اعتقال عنيفة تستهدف فيها شرطة الأخلاق النساء في إيران، ويعتبر هؤلاء، الذين ينشرون المقاطع من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، أن قواعد اللباس الحالية هي مؤشّرٌ على التخلّف الاجتماعي والسياسي. وقد أُرفِقت هذه اللقطات بصورٍ عن الحياة قبل الثورة تَظهر فيها إيرانيات – محجّبات وغير محجّبات – يتفاعلن بحرّية في أماكن عامة. يتحسّر الإيرانيون، من خلال هذه الصور، على فقدانهم السيطرة على حياتهم الخاصة.

مباشرة بعد  انتصار  الثورة 1979، وتغير النظام في إيران إلى الصبغة الإسلامية، وبعد أن جرى إقصاء  القيادات الوطنية غير الإسلامية التي شاركت في الثورة، بات الحجاب يتحول لى رمز صريح للثورة، ولم يقتصر الأمر على إيران فقط،  حيث يؤكد مراقبون أن  موجة انتشار واسعة للحجاب وقعت في أعقاب الثورة الإسلامية,

المصدر: وكالات ومواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى