الرئسيةثقافة وفنون

عيناها الباب الرئيسي للولوج لعمق شخصيتها..راوية في” كاينة ظروف” نموذج مثالي للمرأة التي صقلتها قساوة الحياة دون أن تنال منها

قال الناقد الفني فؤاد زويرق، لا شك أن الممثلة المبدعة راوية /فاطمة هراندي عرفت بملامحها القاسية والحادة، في مسلسل ''كاينة ظروف'' التي تُشخص فيه شخصية ''فوزية'' فرض عليها الدور أن تظهر بشكل آخر معاكس لهذه الملامح تماما، فهي المرأة الحنون المحبة للآخر رغم المعاناة والآلام التي عاشتها وتعيشها.

وأضاف زويرق، أن راوية في “مسلسل كاينة ظروف”،  نموذج مثالي للمرأة التي صقلتها قساوة الحياة دون أن تنل من معدنها الأصلي كإنسانة مرهفة ورقيقة المشاعر والأحاسيس، والدائمة الإبتسامة والرضا.

وتابع الناقد الفني في معرض حديثه عن الفنانة راوية، قائلا: هنا نقف على حجم التناقض الكبير الذي خدم الشخصية وجعلها أكثر تعبيرا عن الواقعية والمصداقية، تناقض بين الشكل الخارجي والداخلي، فخارجيا نحته الزمن بتضاريس حادة قاسية، وداخليا نحتته طبيعة الشخصية نفسها التي تتسم بالإنسانية ولم تُأثر فيها -كما قلت- كل المصائب التي صادفتها، ملامح راوية طبيعية لم تحتج الى تعديل، وإخراج كل المشاعر التي تحدثنا عنها من الداخل، وإظهارها للمُشاهد، والتلاعب بها كانطباعات وانفعالات داخلية تغطي مآسيها وتمحي حدة ملامحها، ليس بالأمر الهيّن بالنسبة للممثل، لكن وبما أن راوية مشخصة محترفة وقوية نجحت في هذه المعادلة وعكست لنا طبيعة الدور التي تلعبه دون أن تُأثر ملامحها على مشاعرها، أي أن وجهها لم تتخشب تعابيره بل كان أكثر ليونة واستجابة لرد فعل انفعلاتها الداخلية مع الاحتفاظ بمسحتي الشجن والحزن اللتان تظهران في عينيها، فعيناها هما الباب الرئيسي للولوج الى عمق شخصيتها وتحليل حالتها النفسية الحقيقية، وهنا يظهر لنا الفرق بين الممثل العادي والمشخص المبدع المتمكن من كل أدوات التشخيص.

وتابع المتحدث ذاته، في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، إنها هي راوية راقصة التانغو التي تتقن كل الخطوات والالتواءات، تتلاعب بالنظرات والحركات، تراقص جمهورها بكل سلاسة وأريحية، راوية فنانة تسبح في سماء دون منافس، ولم تُصنع لتكون نجمة، تلك النجومية المصطنعة المزيفة التي تَتَحَدّد بعمر افتراضي قبل خفوتها، راوية صُقلت لتكون ممثلة حقيقية، فالممثل أو المشخص في العرف الفني أفضل وأمهر من النجم الذي يصنعه ويرفعه في غالب الاحيان الإعلام، وإذا غاب هذا الأخير غاب معه النجم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى