الرئسيةرياضة

تأهل المغرب لنهائي كأس إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة وأولمبياد باريس، تكريس لقوة كرة القدم الوطنية

الدار البيضاء: عفاف رزوقي (ومع)
عقب مباراة هتشكوكية، تمكن المنتخب المغربي لكرة القدم، لأقل من 23 سنة، أمس الثلاثاء، في نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم ، من انتزاع الفوز أمام منتخب مالي مشاكس، محققا بذلك تأهلا مستحقا للألعاب الأولمبية، مع ضمان الحضور في المباراة النهائية للكأس القارية من أجل الدفاع عن حظوظه في التتويج أمام جمهوره.

وافتتحت العناصر الوطنية التسجيل في الدقيقة 14 عن طريق اللاعب زكرياء الوحدي، قبل أن يدرك اللاعب المالي مامادي ديامبو التعادل في الدقيقة 66. وخلال الوقت الإضافي، منح أمين الوزاني الأفضلية مرة أخرى للمنتخب المغربي في الدقيقة 111، لكن هذا التقدم لم يدم طويلا حيث تمكن ايسوفي مايغا من تعديل النتيجة في الدقيقة 116. بعده لجأ الفريقان للضربات الترجيحية، التي ابتسمت للعناصر الوطنية (4 – 3) .

وأبانت كتيبة عصام الشرعي عن شخصية قوية طيلة أطوار المباراة، وبحثت عن الفوز في مباراة معقدة عرفت العديد من المطبات والمنعطفات، قبل أن يتأتى لها ذلك عبر الضربات الترجيحية. وبعد هذا النجاح أمام المنتخب المالي، والذي يؤشر على عودة كرة القدم الوطنية إلى الألعاب الأولمبية، لا يعتزم أشبال الأطلس التوقف عند هذا الحد، بل إنهم يضعون نصب أعينهم التتويج الأفريقي في النهائي.

وبصم المنتخب الوطني على مسار جيد منذ بداية المنافسة، بحيث أنهى دور المجموعات في صدارة المجموعة (أ) برصيد 9 نقاط ، بعد تحقيقه ثلاثة انتصارات ضد كل من غينيا (2-1) وغانا (5-1) والكونغو (1-0).

وحقق المنتخب المغربي هذا الإنجاز بفضل تألق لاعبيه الموهوبين، على غرار عبد الصمد الزلزولي، إسماعيل صيباري، أمير ريتشاردسون، بلال الخنوس ويانيس بكراوي ، الذين أبلوا البلاء الحسن وقادوا الفريق إلى النهائي مع الظفر بتذكرة التأهل لدورة الألعاب الأولمبية المزمع تنظيمها في باريس صيف سنة 2024.

واستطاع أشبال الأطلس تجاوز عقبة المنتخب المالي بأداء طبعته الندية والشجاعة ، وتمكنوا من الحفاظ على رباطة جأشهم في مباراة كانت أطوارها معقدة، ليحققوا في النهاية فوزا أهدوه لجماهير عريضة ساندتهم بقوة، وآمنت بقدرتهم على تحقيق الانتصار.

لقد كافح أشبال الأطلس حتى النهاية أمام منافس قوي أبان عن مستوى عال من التنافسية، متسلحين بالإيمان والثقة في إمكانياتهم وبأن النجاح سيكون حليفهم.

ويتعين على المنتخب المغربي، من أجل وضع اسمه ضمن قائمة المتوجين بهذه المسابقة القارية، تجاوز عقبة المنتخب المصري، حامل اللقب، خلال المبارة النهائية التي ستقام السبت المقبل بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط.

ويؤكد وصول أشبال الأطلس إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم تحت 23 سنة أمام جمهورهم، وضمانهم المشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة في باريس، مرة أخرى على قوة واشعاع كرة القدم المغربية على المستوى العربي والإفريقي والدولي، وتطورها الملموس تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

فبعد الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022 ، استمرت كرة القدم الوطنية في التألق في مختلف الفئات السنية، وهو ما أكدته النتائج الاستثنائية التي حققها منتخبا أقل من 23 سنة، وأقل من 17 سنة (لعب نهائي كأس إفريقيا للأمم 2023 والتأهل لكأس العالم).

ولا ينبغي إغفال إنجازات كرة القدم النسوية. فالمنتخب الوطني للسيدات وصيف بطل أفريقيا، سيشارك في نهائيات كأس العالم المقبلة المقررة ما بين 20 يوليوز و 20غشت في أستراليا ونيوزيلندا، كأول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز.

وتعد الدينامية الإيجابية التي تعيشها كرة القدم الوطنية ثمرة المجهودات الكبيرة التي بذلتها المملكة لتطوير ممارسة هذه اللعبة ، مع استثمار طويل الأمد في البنية التحتية الرياضية وإيلاء أهمية كبيرة لتأهيل العنصر البشري، من خلال أكاديمية محمد السادس لكرة القدم على الخصوص، التي تواصل تكوين لاعبين ذوي مهارات عالية، يلعبون على أعلى مستوى داخل المغرب وخارجه.

وتعكس هذه المجهودات، الدعم الكبير والاهتمام الخاص والدائم الذي يحيط به جلالة الملك قطاع الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.

وبفضل الرؤية الإستراتيجية الملكية للنهوض بكرة القدم الوطنية ، ينتظر المغرب الذي يتوفر على خزان هام من اللاعبين الشباب الموهوبين، مستقبل مشرق لمواصلة التألق في المحافل العالمية، وتحقيق المزيد من الإنجازات التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى