الرئسيةحول العالمدابا tvفي الواجهة

الانقلاب رقم 11 لقوات دربتها أميركا..ماذا يحدث بالنيجر؟ + فيديو وصور

استيقظت عاصمة النيجر نيامي على "محاولة انقلابية"، أعلن عن نجاحها في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، بعد التمكن من عزل الرئيس المنتخب محمد بازوم، عقب ساعات من احتجازه في القصر الرئاسي.

هذا، و تتسارع التطورات في النيجر بعد إعلان قوات “الدفاع والأمن” الإطاحة بالرئيس محمد بازوم وتشكيل قيادة جديدة للبلاد، وسط تنديد دولي ودعوات للإفراج عن الرئيس وإنهاء الانقلاب.

مظاهرات مساندة للانقلاب أمام الجمعية الوطنية في العاصمة نيامي (الفرنسية)

فيما أعلنت قيادة الجيش مباركتها للخطوة التي قامت بها المجموعة التي أطاحت بالرئيس، وأكدت في بيانها -الصادر أمس الخميس بتوقيع رئيس الأركان عبده صدّيق عيسى- أنها تقف إلى جانب قوات “الدفاع والأمن” تجنبا للاقتتال وحفاظا على تماسك البلاد.

وأعلن العقيد أمادو عبد الرحمن، الذي كان بجواره تسعة ضباط آخرين، في بيان له، إن قوات الدفاع والأمن قررت: “وضع حد للنظام بسبب تدهور الوضع الأمني ​​وسوء الإدارة”، وفق وصفه.

وتابع عبد الرحمن إن حدود النيجر مغلقة، وأعلن حظر تجول على مستوى البلاد، كما تم تعليق عمل جميع مؤسسات الجمهورية، وحذر من أي تدخل أجنبي.

بازوم انتخب أول انتقال ديمقراطي للسلطة

 

في أول أبريل عام 2021، تولى الرئيس محمد بازوم مقاليد الحكم في النيجر خلفا لسلفه محمدو إيسوفو، بعد الفوز في الانتخابات، وقبل يومين من تنصيبه أحبطت الحكومة محاولة انقلابية، واليوم يواجه محاولة انقلابية جديدة من الحرس الرئاسي.

انتخب بازوم (63 عاما) في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير 2021 بحصوله على 55 بالمئة من الأصوات في مواجهة الرئيس السابق ماهامان عثمان الذي لم يعترف بهزيمته ودعا إلى “تظاهرات سلمية”.

انتخب ضمن عملية انتقال السلطة بين إيسوفو وبازوم ، و كانت الأولى بين رئيسين منتخبين بطريقة ديمقراطية في بلد اتسم تاريخه بالانقلابات منذ الاستقلال عام 1960.

منذ توليه السلطة يواجه بازوم تحدي الهجمات الإرهباية التي تنفذها جماعات تابعة لتنظيمي “القاعدة” و”داعش” غربا على الحدود بين النيجير ومالي ووبوركينا فاسو، وجماعة بوكو حرام النيجرية شرقا.

 

وفي أول تعليق له عقب إعلان عزله عن السلطة، قال بازوم عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) إن “المكاسب التي تم تحقيقها بشق الأنفس سوف يحميها المواطنون الذين يؤمنون بالحرية والديمقراطية”، حسب تعبيره.

من جهته، أعلن وزير خارجية النيجر حسومي مسعودو نفسه رئيسا مؤقتا للحكومة، وقال إن “الانقلابيين يحاولون التشكيك في الحريات والديمقراطية”.

وأضاف أن ما وصفها بـ”المغامرة ذات الأهداف الكارثية” ستفشل “لأنها ستواجه بالرفض من الديمقراطيين في البلاد”، ودعا “جميع الديمقراطيين والوطنيين إلى إفشال هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر”، حسب تعبيره.

 ويعتبر بازوم أول رئيس للنيجر من أصول عربية؛ حيث ينتسب للميايسة، وهي من قبيلة أولاد سليمان العربية القادمة من ليبيا، والتي تعود بدورها إلى قبائل بني سليم القادمة من الجزيرة العربية.

الانقلاب رقم 11 لقوات دربتها أميركا

وسط الوضع المبهم في نيامي وشح المعلومات حول منفذي المحاولة الانقلابية، يتساءل الكاتب الصحفي نيك تورس، محرر شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية بموقع “ذي إنترسبت” (the Intercept): هل نحن أمام الانقلاب الحادي عشر لقوات دربتها الولايات المتحدة في المنطقة منذ عام 2008؟

ويقول تورس إن التمرد الذي تشهده النيجر هو الأحدث في سلسلة طويلة من الانتفاضات العسكرية في غرب أفريقيا، يقود العديد منها ضباط تلقوا تدريبا عسكريا من قِبلِ الولايات المتحدة.

ويوضح أنه لم يتضح بعد إذا ما كان أي من قادة القوات النيجرية المشاركة في التمرد ضد بازوم قد تلقى التدريب أو التوجيه والإرشاد من قبل الولايات المتحدة، لكن المؤكد هو أن أميركا دربت أفرادا من الحرس الرئاسي في النيجر خلال السنوات الأخيرة، وفقا لوثائق البنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية.

ونقل تقرير إنترسبت عن المتحدث باسم القيادة الأميركية في أفريقيا جون مانلي قوله “نحن على علم بالوضع في نيامي. ونعمل مع وزارة الخارجية الأميركية لتقييم الوضع، وسنقدم المعلومات بهذا الشأن عندما تصبح متاحة”.

وأبرز التقرير أن القيادة الأميركية في أفريقيا لم ترد على أي أسئلة عما إذا كان أي من الجنود الضالعين في التمرد قد تلقى تدريبا من قبل الولايات المتحدة.

تنديد دولي ومطالب بالإفراج عن الرئيس

وفي ردود الفعل الخارجية، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الخميس الذين يحتجزون رئيس النيجر بالإفراج عنه “على الفور ودون شروط”، وقال غوتيريش للصحفيين “توقفوا عن عرقلة الحكم الديمقراطي بالبلاد واحترموا سيادة القانون”.

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان “يجب بذل كل الجهود لإعادة النظام الدستوري وحكم القانون، يجب الإفراج فورا ومن دون شروط عن الرئيس محمد بازوم وضمان أمنه”.

وبدورها استنكرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) استيلاء الجيش على السلطة في النيجر، وحثت على تحرير محمد بازوم، الذي تقول إنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد.

كما استنكر رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي ما يحدث في النيجر، وقال إنه يرقى إلى محاولة انقلاب، وإنه يهدد المؤسسات الديمقراطية هناك.

ووصف فكي ما قامت به قوات من الحرس الرئاسي بالخيانة، ودعاها إلى التوقف الفوري عما وصفه بالتصرف غير المقبول.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن عبر عن “الدعم الأميركي الراسخ” في اتصال هاتفي أمس الأربعاء مع رئيس النيجر محمد بازوم.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

وأضافت الوزارة أن بلينكن شدد “على أن الشراكة الاقتصادية والأمنية القوية بين الولايات المتحدة والنيجر تعتمد على استمرار الحكم الديمقراطي واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان”.

بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنه تحدث مع رئيس النيجر وأكد له دعم الاتحاد الأوروبي الكامل.

وأدان ميشال بشدة أي محاولة لزعزعة استقرار النيجر، معلنا عن تأييد بيانات الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بشأن الوضع في البلاد.

بدورها، قالت الناطقة باسم الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي نبيلة مصرالي اليوم الخميس إن “الاتحاد الأوروبي يطالب بالإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته”، مشددة على أن الدول الأعضاء مستعدة للمشاركة في الجهود المبذولة “لإيجاد حل سلمي لمحاولة الانقلاب هذه”.

وفي السياق نفسه، أعلنت الخارجية الألمانية أنها تراقب الأحداث في النيجر بقلق بالغ، وتدعو للإفراج عن رئيس البلاد فورا.

المصدر: مواقع الكترونية ووكالات

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى