الرئسيةرياضةمغاربية

35 عاماً لأقول ذلك علناً..نجمة التنس التونسية سليمة صفر: مدربي اغتصبني عندما كنت في الـ12 من عمري

عاشت صفر صراعًا مع ذاكرتها والتزمت الصمت دون أن تخبر أحداً عمّا حصل معها، وتوجّهت إلى إنكلترا لمتابعة لعب التنس وتخلّت عن مدربيها.

 يورونيوز/فاجأت نجمة التنس التونسية المُعتزلة سليمة صفر جمهورها، بعد أن اعترفت خلال مقابلة مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية بأنها تعرّضت للاغتصاب منذ كانت في الثانية عشرة من عمرها من قبل مدربها الفرنسي ريجيس دو كاماريه.

يُذكر أن المدرب دو كاماريه ينفّذ حكماً بالسجن 10 سنوات بتهمة اغتصاب قاصرات.

وحُكم على دو كاماريه بتهمة الاغتصاب المشدّد لطالبتين قاصرتين، حيث شهدت 26 لاعبة سابقة، بينهن المصنفة ثانية فرنسياً سابقاً إيزابيل دومونغو، ضدّه بتهم الاعتداء الجنسي والاغتصاب.

“لم أفهم شيئاً على الإطلاق”

وفي التفاصيل، أوضحت صفر خلال حديثها مع الصحيفة، أنه “عندما كانت بعمر الثانية عشرة والنصف، تعرّضت للإيذاء من قبل ريجيس دو كاماريه، لمدّة ما يقرب من 3 سنوات”.

وروت صفر ما حصل معها قائلة: “على طريق العودة من مطار بوردو بعد قدومي من تونس، كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، توقف بجانب الطريق وبدأ يلمسني. في تلك اللحظة، لم أكن أعرف ماذا يحدث، لم أفهم شيئاً على الإطلاق”.

 


تابعت صفر البالغة حالياً 46 عاماً: “كنت مشلولة، ولم أستطع الحراك. أعتقد أنها كانت طريقة لمعرفة ما إذا كنت سأتفاعل أم لا. كنت تحت الصدمة، وكأنك تصل جهاز كومبيوتر 220 فولتاً على قوّة 550. تصبح مشلولاً”.

وأردفت النجمة التونسية قائلة: “تابعنا مسارنا ووصلنا إلى منزله في وقت متأخر. كانت ابنته في الغرفة، نمت على سرير الأريكة في الطابق السفلي. بعد ساعة أو ساعتين استيقظت وهو يلمسني. ثم تحوّل الأمر من اللمس إلى الاغتصاب، بسرعة”.

صراع مع الذاكرة

عاشت صفر صراعًا مع ذاكرتها والتزمت الصمت دون أن تخبر أحداً عمّا حصل معها، وتوجّهت إلى إنكلترا لمتابعة لعب التنس وتخلّت عن مدربيها.

وقالت صفر: “تابعت صفر: استغرقني الأمر 25 سنة لأتصالح مع نفسي حول ما حصل، ثمّ 35 عاماً لأقول ذلك علناً. أرفع القبعة لإيزابيل دومونغو وكل السيدات اللواتي تحدثن”.

وفي وقت محاكمات دو كاماريه، أكّدت صفر أنها وقعت في حالة اكتئاب حقيقي، خصوصاً لأنها لم تستطع الاعتراف حينها.

وأشارت اللاعبة التونسية إلى أنها عاشت صراعاً في تلك الفترة، خصوصاً بعد أن قالت عائلتها لها في حينها: “أنت قوية لأن لم تسمحِ له بفعل ذلك”. وأضافت: “لا تتخيلوا الأذى في كل مرّة كنت أسمع ذلك، العار الذي كنت أشعر به. أكّد لي هذا الأمر بشكل غير مباشر مدى جبني وضعفي. عشت هذا طوال المحاكمة. كانت لدي أفكار مظلمة”.

وتحدثت صفر التي امتدت مسيرتها بين عامي 1993 و2008، للمرة الأولى عن الصدمة التي تعرّضت لها لطبيبتها النفسية، وروت كيف “استلقيت على الأريكة وبقيت أبكي 48 ساعة”.

وختمت قائلة: “بلغت نادي أفضل 100 لاعبة عام 2001، لكن في كل مرّة كنت أقترب من فوز كبير، كنت أصبح مشلولة”.

تضامن مع صفر

شكّلت تصريحات صفر الصحافية صدمة لدى الرأي العام، خصوصاً لناحية الألم الذي تعرضت له نتيجة صمتها طيلة تلك الفترة.

وأصدرت رئيسة الجامعة التونسية للتنس سلمى المولهي بياناً أعلنت فيه كامل مساندتها ودعمها للاعبة الدولية والبطلة السابقة سليمة صفر في هذه الفترة التي قررت فيها الكشف عما تعرضت له في بداية رحلتها في فرنسا من صعوبات.

وأكدت رئيسة الجامعة التي كانت قريبة من سليمة صفر بأن الأخيرة فتحت أبواب الاحتراف في عالم التنس أمام اللاعبين التونسيين والعرب، وكانت أول لاعبة عربية تدخل نادي الـ100 وتدرك المركز 75عالمياً.

وختم البيان: “سليمة صفر أسطورة من أساطير الرياضة التونسية، وكجامعة لنا كل الفخر والشرف أنه كانت لنا لاعبة كبيرة في قيمة سليمة صفر، والأكيد أنها ستبقى في ذاكرة كل التونسيين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى