الرئسيةمجتمع

روح الأمومة في وجه الكوارث: قصة الأم بطلة زلزال المغرب

بثينة المكودي

في يوم لن ينساه أحد وبدوار إيجوكاك، شهدت هذه القرية الصغيرة قصة، أصبحت واحدة من أكثر القصص إلهامًا في مجال الأمومة والتضحية بالدوار.

“أنجبت في يوم الزلزال وكان كل همي إنقاد ابنتي” هكذا صرحت ربيعة بنت دوار إيجوكاك”

كانت ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري مظلمة، ليلة دعر جميع المغاربة، بسبب قساوة الهزة الأرضية، التي خلفت الفوضى والتخريب الطبيعي بدواوير الاطلس الكبير والمتوسط، ومنهم دوار ايجوكاك أحد دواوير الأطلس الكبير ، حيث شهد وفيات وإصابات متعددة، لكن كانت للقدر كلمته، لإقبال رضيعة على الحياة وهي سالمة ومتعافية بقوة وشجاعة أمها الامازيغية حتى تعطي للمأساة معنى آخر.

قدّمت ربيعة الأم جسدها فداءا لحماية رضيعتها،إنحنت في وضعية الركوع واضعة الرضيعة تحت البطن والحوض، معترضة  تساقط الحطام على جسد رضيعتها الصغير، فضلت أن ينال من ظهرها مسببا جروحا عميقة،على أن ينال من فلذة كبدها.

ظلت تغني وتدندن لساعات بأنين أم خائفة ومصابة،سعيا منها لطمأنة رضيعتها الى أن تقدم يد المساعدة، ويتم إنقاذهما سالمتين،الشيء الذي تحقق، ربيعة  الآن بخير وتتلقى تهاني ومباركة كل أهل الدوار.

لم يكن الزلزال يشهد فقط تدمير المباني، بل كان أيضًا يختبر إرادة الإنسان وروح التضحية،هذه الأم أثبتت للجميع أن الأمومة ليست مجرد كلمة، بل هي قوة لا تُقهر، وقصتها تذكرنا بأن الحب والعناية يمكن أن ينقذا العالم، حتى في أصعب اللحظات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى