الرئسيةحول العالم

نعته إسرائيل بحرقة..رحيل هنري كيسنجر وجه الدبلوماسية الأمريكية الأكثر إثارة للجدل

نعى الإسرائيليون، اليوم الخميس، الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر، الذي تُوفي، أمس الأربعاء، في ولاية كونيتيكت عن مائة عام شهدت حصوله على «جائزة نوبل للسلام» في واقعة أثارت جدلاً كبيراً.

أشاد عالم السياسة الأميركية بوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر الذي توفي عن عمر يناهز 100 عام.

وأعلنت عائلة الدكتور كيسنجر وفاته في منزله في ولاية كونيتيكت أمس (الأربعاء)، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

ووصفت ابنتا الرئيس ريتشارد نيكسون، الذي عمل والدهن معه عندما كان وزيراً للخارجية ومستشاراً للأمن القومي خلال حرب فيتنام، بأنه «أحد أمهر الدبلوماسيين الأميركيين».

وقالت تريشيا نيكسون كوكس وجولي نيكسون أيزنهاور: «بالنيابة عن عائلتنا، وعن جميع الذين عملوا مع والدنا والدكتور هنري كيسنجر في شراكة أنتجت جيلاً من السلام لأمتنا، نعرب عن خالص تعازينا في رحيل أحد أمهر الدبلوماسيين الأميركيين».

وتابعتا: «لقد لعب الدكتور كيسنجر دوراً مهماً في الانفتاح التاريخي على جمهورية الصين الشعبية وفي تعزيز الانفراج مع الاتحاد السوفياتي، وهي مبادرات جريئة كانت بمثابة بداية نهاية الحرب الباردة».

قالتا: «ساعدت (دبلوماسيته المكوكية) إلى الشرق الأوسط على تعزيز تخفيف التوترات في تلك المنطقة».

وأضافتا: «قال لنا هنري في أكثر من مناسبة: (أنا مدين بكل شيء لريتشارد نيكسون)… لقد ساهم ريتشارد نيكسون وهنري كيسنجر معاً في تعزيز القضية العظيمة للسلام والحرية، واليوم ينضم إلى والدينا في الراحة الأبدية».

وأعلنت مؤسسته في بيان صحافي أنه توفي الأربعاء عن عمر ناهز 100 عام “في منزله في ولاية كونيتيكت”.

 

وفي مؤشر إلى الهالة والنفوذ التي يتمتع بها الرجل الذي أدار السياسة الخارجية الأمريكية في عهدي الرئيسين نيكسون وفورد، كان هذا الرجل القصير القامة ذو الصوت الخشن واللكنة الأمانية الألمانية القوية، على الرغم من تقدمه في السن، حتى وقت قريب يُستشار من قبل الطبقة السياسية بأكملها ويتم استقباله من رؤساء دول ويلقي محاضرات في المؤتمرات في جميع أنحاء العالم.

وآخر مثال على ذلك، في يوليوز الماضي حين التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين، والذي وصفه بأنه “دبلوماسي أسطوري”. وقد سمح كيسنجر بالتقارب في سبعينات القرن الماضي بين الصين والولايات المتحدة.

ولم يترك أحد تأثيرا كبيرا أو بصمته على السياسة الخارجية الأمريكية في النصف الثاني من القرن العشرين مثل هذا المفاوض البارع الذي كان حساسا بقدر ما كان سلطويا.

صقر وبراغماتي

يعد هنري كيسنجر صاحب نظرية “الواقعية السياسية” الأمريكية و”الصقر” الحقيقي، واحدًا من تلك الشخصيات المعقدة التي تجذب الإعجاب أو الكراهية.

كان للنازية تأثير عميق على الشاب اليهودي الألماني هاينز ألفرد كيسنجر، المولود في 27 مايو 1923 في فورث في مقاطعة بافاريا، فقد اضطر إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة مع أبيه المعلم وبقية عائلته.

وحصل على الجنسية الأمريكية في سن العشرين، وانضم إلى وحدة مكافحة التجسس العسكرية في الجيش الأمريكي الذي سافر معه إلى أوروبا كمترجم باللغة الألمانية.

وبعد الحرب العالمية الثانية، عاد لاستئناف دراسته، فالتحق بجامعة هارفرد حيث حصل على شهادة في العلاقات الدولية قبل أن يقوم بالتدريس هناك ويصبح أحد مديري الجامعة العريقة. عندما، بدأ الرئيسان الديمقراطيان جون كينيدي وليندون جونسون في استشارة هذا الأستاذ اللامع والطموح.

هنري كيسنجر

لكن الرجل الذي اشتهر بنظارتيه السميكتين فرض نفسه الوجه الرئيسي للدبلوماسية العالمية عندما عينه الجمهوري ريتشادر نيسكون في البيت الأبيض مستشارا للأمن القومي في العام 1969 ومن ثم وزيرا للخارجية وقد احتفظ بالمنصبين معا من 1973 إلى 1975. وبقي في وزارة الخارجية في عهد جيرالد فورد حتى عام 1977.

في ذلك الوقت، أطلق نظرية “الواقعية السياسة” الأمريكية، فباشر مرحلة انفراج مع الاتحاد السوفياتي وإذابة الجليد في العلاقات مع الصين في عهد ماو، خلال رحلات سرية لتنظيم زيارة نيكسون التاريخية إلى بكين في العام 1972. كذلك، قاد في سرية تامة أيضا وبالتوازي مع قصف الجيش الأمريكي لهانوي، المفاوضات مع لي دوك ثو لإنهاء حرب فيتنام.

جائزة نوبل مثيرة للجدل

حاز في 1973 جائزة نوبل للسلام مناصفة مع لي دوك ثو بعد التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن الفيتنامي رفض الجائزة التي اعتبرت الأكثر إثارة للجدل في تاريخ نوبل.

وعلى العكس من ذلك، طالب منتقدو كيسنجر لفترة طويلة بمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ونددوا بالجانب القاتم والأكثر إثارة للجدل والأقل انفتاحاً في سياسته الخارجية، وعلى وجه الخصوص ضلوعه في القصف المكثف على كمبوديا أو دعمه للرئيس الإندونيسي سوهارتو الذي أدى غزوه لتيمور الشرقية إلى مقتل 200 ألف شخص في عام 1975.

ولكن أيضا الدور الذي لعبته وكالة الاستخبارات المركزية في أمريكا اللاتينية، وغالبا ما كان ذلك تحت قيادته المباشرة، ما شوّه صورته، بدءاً بالانقلاب الذي وقع في تشيلي العام 1973 وأوصل أوغستو بينوشي إلى السلطة بعد وفاة سلفادور أليندي. فعلى مر السنين، كشفت الوثائق الأرشيفية معالم ومدى اتساع “خطة كوندور” للقضاء على معارضي الديكتاتوريات في أمريكا الجنوبية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

رغم هذه الحلقات القاتمة، حافظ مؤلف كتاب “النظام العالمي” عام 2014، على قدرته على التأثير.

وفي يناير 2023، دعا إلى مواصلة الدعم لأوكرانيا، وانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى