الرئسيةسياسة

الطالبي العلمي: الإطار البرلماني لا يقف عند وظائفه السياسية والدبلوماسية بل يكتسي أبعادًا حضارية وإنسانية عميقة

أكد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، أمس الأربعاء، أن الإطار البرلماني لا يقف فحسب عند وظائفه السياسية والدبلوماسية، بل يكتسي أبعادًا حضارية وإنسانية عميقة.

ووجه العلمي خطابه إلى الطالباتِ والطلابَ، خلال القمة الأولى للشباب الإفريقي والأورومتوسطي للجامعة الأورومتوسطية بفاس، الذين ينتمون إلى أكثر من عشرين بلدا إفريقيا ومتوسطيا، ويتابعون دراساتكم العليا في الجامعة الأورومتوسطية بفاس، ممتنا لمساهمتهم في بعض اهتمامات وموضوعات المؤتمر، وعرضهم ل”إعلان الشباب” باعتباره إعلانا للصداقة والأخوة والسلام والمحبة والمستقبل.

ونوه الطالبي العلمي بجهود الجامعة، ورئيسها مصطفى بوسمينة، بمعية فريقه العلمي والبيداغوجي، في بلورة رؤيةً بناءةً جعلت منها منارة حضارية وفكرية وتربوية وعلمية، لمد الجسور بين هويتها الأروومتوسطية وعمقها الأفريقي، حيث أصبحت مقصدا لعدد من الأساتذة المختصين والباحثين من مختلف الآفاق، وذلك في إطار شراكاتٍ دولية متميزة.

وثمن الطالبي العلمي هويةُ الجامعةِ وهندسةُ هياكِلِها وأقطابِها، وكذا تخصصاتُها المتعددةُ التي تستقطب الانتباه والاهتمام، وتشكل مركزَ جذبٍ علمي ومعرفي، و”هنا أود أن أتوجه بالتحية إلى جميع أعضاء المجلس الإداري للجامعة، والمدراء والعمداء والأساتذة والأطر التربوية والإدارية، كما نوه بكرسي تحالف الحضارات، ورئيسه عبد الحق عزوزي، هذا الكرسي المساهم في اللقاء الفكري لهذه القمة، والذي تم إنشاؤه بتعاون مع إطار تحالف الحضارات التابع لمنظمة الأمم المتحدة”.

ونوه بالدور الحضاري والعلمي لمختلف التكوينات الخاصة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية التي تحمل على عاتقها أهمية بناء خطاب متوسطي –أوروبي- أفريقي لتقوية نسيج الشخصية المتوسطية بضفتيها الجنوبية والشمالية وبامتداداتها الأفريقية والعربية.

وأكد على البعد الاستراتيجي لحضور طلبة الجامعة، وإسهامهم فيما انخرطت المملكةُ المغربية، بوعي وحكمة وعزم وإرادة قوية بقيادة الملك محمد السادس، الذي يمتلك رؤية جيوسياسية واستراتيجية لمكانة المغرب في الخريطة المتوسطية، وذلك بما يمثله بالنسبة إلى المغاربة تاريخُ المتوسط، و الحضارةُ المتوسطية، “خصوصًا وأن المغرب يتوفر على رأسمال رمزي وازن جعل منه مركز ثقلٍ وبلدًا نموذجيا في نظامه واستقراره وتعدده وانفتاحه وتميزه في فضاء المتوسط، وفي عمق القارة الأفريقية، ومن حيث دورُهُ في التاريخ كهمزة وَصْلٍ بين القارتين الأروبية والأفريقية، ومن حيث عبورُ التعبيراتِ الحضارية والرمزية”، حسب تعبيره.

وزاد، مخاطبا طلبة الجامعة: “إنكم كجيل جديد تواصلون إغناء تراكم الأجيال السابقة وبناء المستقبل المشترك بين اتجاهات الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والمجتمعات والثقافات، خصوصا ما نتحدث عنه اليوم بقوة من مبادرات مغربية ريادية قوية بينها ربطُ دولِ الساحل بالأطلسي، والمشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، والاستثمار المشترك في البنيات المُهَيْكِلَة للنمو التي تهم الطاقاتِ وشبكاتِ التواصُلِ والنقلِ والجُسُورَ والمسالِكَ التجارية، وغَيْرَهَا”.

كما استحضر رئيس مجلس النواب المكانة التاريخية والحضارية لمدينة فاس، التي تفخر بأنها تملك أقدم جامعة في التاريخ الإنساني، وهي جامعة القرويين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى