الرئسيةحول العالمرأي/ كرونيك

الصحافة الإسرائيلية: الاقتراح الذي لم تطرحه إسرائيل بعد

بقلم: آفي شيلون (يديعوت احرونوت 7/3/2024)
يوجد اقتراح واحد لم تطرحه إسرائيل، رغم أنه هو بالذات يمكنه أن ينهي المفاوضات المضنية لتحرير المخطوفين، بالشكل الأفضل، هذا الاقتراح ينطوي على “النصر المطلق”، وعلى إغراء لقادة حماس للموافقة عليه على حد سواء. كما أنه سيحقق لنا نقاط استحقاق في الرأي العام الدولي، الذي يميل بوضوح ضدنا.

الاقتراح بسيط: بدلا من التباحث في مدة وقف إطلاف النار، وفي كمية ونوعية السجناء التي تحررهم إسرائيل في كل دفعة، يمكن أن نقترح على حماس الاستسلام، بمعنى التخلي عن الخيار للحكم في غزة، وإعادة كل المخطوفين دفعة واحدة، وبالمقابل توقف إسرائيل الحرب بسيط جدا وصحيح جدا.

صحيح انه ستبقى لحماس بضع كتائب فى رفح، ولن تتفكك كل بناها التحتية، لكن إذا أخذنا بالحسبان بأنه حتى قبل خمسة أشهر كانت المنظمة تحكم في غزة وتفعل فيها كما تشاء على مدى 17 سنة، فان الاقتراح سينهي الحرب بنجاح، قلة من الدول، فقط، نجحت في تحقيقه: إزالة العدو.

إذا كانت حماس لن تحكم بعد اليوم في غزة، فلا يوجد نصرا مطلقا أكثر من هذا. وحتى لو تباهت حماس في أن ليس كل قواتها ورجالها ابيدوا، ففي تاريخ الشرق الأوسط سيسجل انه بعد أن فاجأت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، شطبت كمنظمة تحكم في غزة.

من الناحية العملية، أيضا، لا معنى لملاحقة كل فوهة نفق وكل حماسي يحمل بندقية، اذا كانت لم تعد على أي حال فى الحكم العكس هو الصحيح: في اللحظة التي لا تكون فيها حماس حاكمة سينشأ حافز هائل للغزيين للدول العربية وللاسرة الدولية لملء الفراغ بحكم آخر.

كما سيكون لهذا الاقتراح، أيضا، فضل هائل من ناحية العلاقات العامة لإسرائيل فى العالم نحن بأنفسنا نقترح وقف الحرب ولا نطلب الا هدفين لا يمكن لاي انسان نزيه أن يعارضهما – تحرير المخطوفين ووقف حكم حماس. من يعارض الاقتراح سيضطر لان يشرح لماذا برأيه يجب على منظمة الإرهاب الاجرامية ان تبقى فى الحكم وحتى اكثر المنتقدين لإسرائيل سيصعب عليه تعليل ذلك. فضلا عن ذلك: نشر هذا الاقتراح كفيل أيضا بتوريط إسرائيل مع السكان الغزيين، المتطلعين جدا للتوقف. وهكذا نحن نصادر من حماس الحجة في أنها تحمي غزة.

هذا الاقتراح صحيح، أيضا، من ناحية التوقيت لانه لا يمكن تمديد إضافي للايام التي يتواجد فيها المخطوفون في الاسر اذا كنا نريدهم معافین باجسادهم وبارواحهم، ولأنه أيضا واضح على أي حال بان حماس هزمت منذ الان، وفي كل تسوية مستقبلية ستحفظ إسرائيل لنفسها بالحق للدخول والخروج من غزة حين تشخص تنظيما مشبوها بالضبط مثلما في المناطق. صحيح أن السنوار وبعض من رجاله سيبقون على قيد الحياة، لكن بدون أي قوة حقيقية وفي كل الأحوال لزمن محدود. بعد سنة – سنتين سيكون أسهل قتل السنوار في تصفية مركزة، حين يكون على أي حال شخصية عديمة التأثير.

كما ان هذا الاقتراح ينطوي على درس من حرب لبنان الأولى في 1982: في حينه في غضون اشهر قليلة نجح الجيش الإسرائيلي في دفع نحو 15 الف من رجال م.ت.ف للخروج من بيروت. لو كنا انسحبنا فورا بينما كانت يدنا هي العليا ولم نصر على استكمال تصفية 2000 – 3000 مخرب آخر بقوا في الميدان حسب تقدير إسرائيل، لما كنا تورطنا في قضية صبرا وشاتيلا وغرقنا في الوحل اللبناني الذي سحق الإنجاز العسكري.

اليوم أيضا ، أربع كتائب أخرى تصفى في رفح لن تغير الحال من هنا الى هناك. فقدان حكم حماس هو انجاز ممتاز سيشكل شارة تحذير لاعداء آخرين أيضا. ان إعادة المخطوفين بقرار إسرائيلي لوقف النار ستكون أيضا صورة نصر أخلاقية. وماذا اذا رفضت حماس الاقتراح للتخلي عن الحكم؟ سنكون في الوضع إياه، مع شرعية دولية اكثر فقط ، وليس اقل :أهمية فى داخلنا أيضا سيكون واضحا للجميع اننا جربنا كل شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى