الرئسيةثقافة وفنونشواهد على التاريخ

“الشخصية المغربية، تأصيل وتأويل”.. إصدار جديد للباحث الطيب بياض

صدر حديثا ضمن منشورات “باب الحكمة” بتطوان، كتاب جديد للمؤرخ والأستاذ الجامعي الطيب بياض تحت عنوان “الشخصية المغربية، تأصيل وتأويل”.

وجاء في ورقة تقديمية للكتاب توصل، دابا بريس بنسخة منها، أن هذا المؤلف الذي يقع في 91 صفحة من الحجم الصغير، يمثل مجهودا بحثيا لرصد ما أسماها بـ”العصارة الذهنية لتجربة إنسانية عاشها من عمر هذا الحيز المجالي الواقع في شمال غرب إفريقيا طيلة قرون مديدة، وفعل وتفاعل عبر الدهور والعصور ثم ألفى نفسه يلقب بالمغربي”.

ويتوزع هذا العمل الأكاديمي الذي قدم له مدير المكتبة الجامعية محمد السقاط بالدار البيضاء، خالد الحياني، “اختمار فكرة وتتويج مشروع”، على فصول تعالج تقديم الإشكالية وعدة معالجتها، و”ولادة مبكرة وتشكل في الزمن الطويل”، و”بصمة الإسلام وصدمة الحداثة”، و”عصر الازدواجية أو مغرب الثنائيات”، و”استشراف أفق أو في معنى أن تكون مغربيا”.

وحسب المصدر ذاته، فإن أصل هذا المنجز الفكري درس افتتاحي قدمه الطيب بياض بالمكتبة الجامعية محمد السقاط يوم الثلاثاء 9 يناير 2024، وجاءت عدته المنهجية خماسية الأركان أو المفاهيم. ويتعلق الأمر بمفهوم المدة الطويلة للمؤرخ الفرنسي فرناند بروديل، ومفهوم الحدود في التاريخ للمؤرخ الأمريكي فريدريك جاكسون تورنير، ومفهوم الشخصية للأنثروبولوجي الأمريكي رالف لينتون، ومفهوم الهابيتوس لعالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو، ومفهوم الوطنية للمؤرخ الأمريكي بويد شيفر.

وهكذا، يستعرض الكتاب تاريخ وخصوصيات الإنسان المغربي، “ذلك الإنسان الذي صانت بقاياه تربة جبل إيغود، كان البذرة الأولى، لهذا الكائن القاطن بشمال غرب إفريقيا، ثم حصلت تحولات بطيئة في زمن شبه راكد حولته إلى فاعل أكثر في المجال، وتحول خلال العصر القديم إلى ذات ليست فقط فاعلة، بل ومتفاعلة أيضا مع حضارات طارئة “كستها ثيابا متنوعة” منحتها أولى خصائص التميز عن الجوار.

وحسب المؤلف، فإنه إذا كان صحيحا أن هذا الإنسان لم يكن يعرف نفسه أنه مغربي أو يعرف نفسه بالمغربي، وأن بناءه الذهني كان خاليا من أي بحث عن انتماء أو هوية بمعانيها المعاصرة، بل حتى مورفولوجية جسده كانت مختلفة إلى حد ما عن المغربي الحالي، فإنه بالقدر الذي كانت تركيبة دماغه تتحول تدريجيا عبر آلاف السنين لتستقر على ما هي عليه اليوم، كان بناؤه الذهني والنفسي يتشكل في تفاعل مثمر مع المحلي والطارئ معا لنحت معالم شخصية إنسان مغرب اليوم.

يشار إلى أن الطيب بياض أستاذ التاريخ المعاصر والراهن بكلية الآداب والعلوم الانسانية عين الشق بالدار البيضاء. وصدر للطيب بياض عدة أعمال منها “الصحافة والتاريخ، إضاءات تفاعلية مع قضايا الزمن الراهن” (2019)، و”اكشتاف الصين، رحلة أكاديمي مغربي إلى أرض التنين” (2022)، و”رحالة مغاربة في أوروبا بين القرنين السابع عشر والعشرين، تمثلات ومواقف” (2022)، و”من حلم الثورة إلى فضاء حقوق الإنسان، بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة”(2023).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى