فيلم “حالة عشق”.. رصد حرب الإبادة عبر مشاهدات غسان أبو ستة وذاكرته+فيديو
09/03/2025
0
الصحافي والكاتب الفلسطيني: يوسف الشايب
استعرض فيلم “حالة عشق: غسان أبو ستة” لكارول منصور ومنى خالدي سيرة الطبيب الفلسطيني المناضل غسان أبو ستة، الذي ترك العاصمة البريطانية لندن، حيث يقيم، وإنجازاته والتزاماته الكبيرة كواحد من أهم العاملين في طب التجميل حول العالم، ليرمّم جراح غزة وأهلها، في حرب الإبادة الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.
والفيلم، الذي يرصد حكاية أبو ستة كما غزة، في تسعين دقيقة، عرض لأول مرة في فلسطين، مساء أول من أمس، في قاعة المسرح البلدي بدار بلدية رام الله، بتنظيم من مؤسسة “فيلم لاب فلسطين”، وكان حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي وجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وجائزة الجمهور في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في الأردن.
وتقترب أحداث الفيلم الوثائقي أكثر من الرجل صاحب أشهر الخطابات من أمام مستشفى المعمداني بعد المجزرة التي وقعت هناك في 17 نوفمبر 2023، متوزعاً على المستوى التسجيلي ما بين حياة أبو ستة خلال الفترة التي قضاها في غزة، إبّان حرب الإبادة المتواصلة، وحياته كأب، وعلاقته مع أبنائه.
دخل أبو ستة بيوت كل من تابع مأساة غزة، ناقلاً معاناة أهلها وسكانها، وانتهاكات حقوق الإنسان فيها، في حين أن الفيلم يدخل بيته ليعرفنا على الوجه الآخر له، فـ”حالة عشق” ليس عن أبو ستة كشخص، بل عن تراجيديا غزة وذاكرتها تحت الاستهداف الإسرائيلي الوحشي عبر مشاهداته وذاكرته.
وأشارت منصور إلى أن “الفيلم عن غزة، عبر الطبيب غسان أبو ستة، الذي لا يحب أن يكون هو البطل في الوثائقي الطويل.. تم اختياره لكونه بمقاومته كطبيب خلال حرب الإبادة، وتعرضه للموت أكثر من مرة، يقدم نموذجاً ملهماً للعالم”، كاشفة: بسبب العلاقة التي تربطني به وبعائلته كان إنجاز الفيلم بهذه الطريقة الإنسانية، عن غزة من خلال طبيب يحمل فكراً عميقاً، ومن بين أفضل من يعبّر بقصته وكلماته عن القضية الفلسطينية، ويسرد شيئاً مما حصل في حرب الإبادة.. كان مهماً أننا تواصلنا معه فور خروجه من قطاع غزة، لتكون الحكايات التي سردها طازجة بما تحمله من ألم وأمل في آن”.
وكشفت منصور أن الفيلم صنع تدريجياً، بحيث كانت وخالدي تتابعان الأنباء أولاً بأول، وخرج في عرض أول نهاية العام الماضي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بينما كانت حرب الإبادة تتواصل، ولم يكن تم التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار، وبعدها عرض في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في الأردن، وحاز على جوائز في المهرجانين، ليبدأ جولات مقررة في عديد المهرجان، قبل البدء بعرضه بعدها عروضاً مستقلة في المؤسسات الثقافية والجامعات وغيرها حول العالم”.
وعبّرت منصور عقب عرض الفيلم، مساء أول من أمس، وعبر تقنيات الأقمار الصناعية، عن سعادتها بعرض الفيلم في فلسطين، الذي يحمل رسائل عدة على المستوى السياسي والنضالي والنفسي، معبرة عن أملها في عرضه بغزة، مشددة على أن حكاية كل غزية أو غزي تصلح لتحويلها إلى فيلم سينمائي روائي أو وثائقي يجوب العالم، ليبرز جرائم الاحتلال وعدالة القضية الفلسطينية وحق أصحاب الأرض في الدفاع عنها.
من جانبه شدد أبو ستة، في مداخلته عقب العرض في رام الله، عبر الأقمار الصناعية، على أن الاحتلال الاستعماري، الذي يحمل فكراً إلغائياً عدائياً، سعى إلى توسيع حرب الإبادة على غزة في أكثر من اتجاه، من أبرزها الجانب الصحي، إضافة إلى الجانب الغذائي، غير القصف، والقتل، والاعتقال، والتهجير، وهذا رأيناه بأم أعيننا.. الوضع الصحي في غزة، حتى الآن، لا يزال كارثياً، وهناك من يستشهد يومياً بسبب منع الاحتلال دخول الأدوية والمعدات الطبية اللازمة، وإعادة تأهيل القطاع الصحي في فلسطين.