سياسة

“باميون” يشقون عصى الطاعة على بنشماش

ذيلت خمس وجوه معروفة في حزب البام، نداء سموه “نداء المسؤولية” تجاه ما قالوا عنه: ” التفاقم المقلق للأزمة التي يتخبط فيها حزب الأصالة والمعاصرة، التي قد تعصف بأهليته للمساهمة الجدية في مواجهة التحديات الجسيمة، المطروحة على الفاعلين السياسيين، لمواكبة مسلسل الإصلاحات متعددة الأبعاد التي انخرطت فيها” البلاد، وما اعتبره النداء ب “تفاهة الممارسات التي أصبحت تحرك بعض الفاعلين داخل دواليب الحزب”، وشهدت أنها نابعة أساسا من الحسابات الانتهازية الضيقة، أو حتى بعض النزعات الفوضوية أو العدمية”.
وقالت الوجوه الخمسة المعروفة في المشهد السياسي، ويتعلق الأمر، بكل من حسن بنعدي ومحمد الشيخ بيد الله ومصطفى بكوري وعلي بلحاج ومحمد بن حمو، إنها تدعو ل “التجاوب مع كل الطاقات البناءة والطموحات الإيجابية التي يزخر بها الحزب مركزيا وجهويا”، مؤكدين عزمهم على “الحضور الفاعل والمواكبة الدائمة إلى جانب المناضلين والمناضلات الصادقين في مختلف المحطات المقبلة، حتى تستعيد مختلف الهياكل الحزبية، جهويا ومركزيا، عافيتها ويجد داخلها كل واحد مكانه ومكانته واعتباره”.
جدير بالذكر، أن البام المثير تأسيسه وظروف ميلاده ونشأته والحسابات التي كانت خلفه للجدل والمسألة، دخل الأزمة المستعصية قبل وبعد الانتخابات الأخيرة، وتفاقمت الأزمة مع انتخاب حكيم بنشماش أمينا عام لهذا الحزب، ووصلت حدا من التطاحن والاتهامات المتبادلة حول مصير الملايير من مالية هذا الحزب، الذي ولد وفي فمه ملعقة من الذهب، سواء تلك التي منحتها الدولة للحزب إبان الاتنتخابات، أو تلك التي جرى جمعها من عند أثرياء الحزب، و ظلت التطاحنات تجدد مع حلول أي موعد تنظيمي يقرره هذا الحزب، وفي كل مناسبة تصل التجادبات حد، ويكون أبطلها تقريبا نفس الوجوه.
في سياق الأزمة، كان بنشماس قد لوح باستقالته وغادر أحد الاجتماعات، التي وجهت له فيها أسئلة تتعلق بمصير أموال الحزب، وكان واضحا أنها استقالة تكتيكية، خاصة أن هذا الأخير، وضعه كرئيس مجلس مستشارين هي بسبب موقعه في الحزب وليس شيء أخر، وبالتالي من باب الاستحالة أن تكون استقالته جدية، وتفاقم الوضع إبان فترة هيكلة مجلس النواب، ووصلت الأمور حد هجوم البرلماني إبراهيم الجماني على مقر الحزب، حيث كان “دخل فيه براس”، وكان اللقاء بمناسبة استقبال هذا الأخير للبرلمانيين لحظات قبل انطلاق الجلسة العمومية للإعلان عن الهيكلة الجديدة وللفرق والمجموعات النيابية وانتخاب مكتب مجلس النواب.
وكان مصدر من المكتب السياسي للحزب وفضل عدم ذكر اسمه، قد قطع الشك باليقين وأكد نهاية قصة هذا الحزب، وأن الأمور تتجه نحو إما بلورة شيء جديد، أو الاستمرار في الباب المسدود وعنق الزجاجة دون القدرة على الفكاك منها.
التطحنات التي يعرفها هذا الحزب هي مجرد تجلي ومؤشر على أن وجهاء الحزب وأثريائه وأعيان الانتخابات لا يعرفون أين تتجه بوصلة التفكير في ترتيب المشهد السياسي القادم، ويجهلون لحد الساعة هل من معنى لبقائهم في البام، أو تغير الوجهة، ولذلك تضمن نداء الخمسة من مؤسيسه، إشارة تبقي الباب مفتوح على كل الإمكانيات، بما فيها إطلاق مشروع حزب سياسي جديد، طبعا بعد أن يتلقوا الإشارات السياسية الواضحة، لأي اتجاه أو سبيل يمكن أن يسلكوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى