سياسة

بركة يهاجم البام في عقر دار إلياس العماري ويدعو إلى إعادة الاعتبار للحقل السياسي

شن نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، هجوما قويا على حزب الأصالة والمعاصرة “البام”، متسائلا، في الوقت نفسه، عن القوة الفعلية لهذا الحزب، من خلال الجماعات الترابية التي يسيرها بمنطقة الريف من أجل حل، والوساطة، وتهدئة الأوضاع من خلال المشاكل التي عرفها اقليم الحسيمة سنة 2017.

وأضاف بركة، خلال استضافته في بيت الصحافة، بطنجة، مساء السبت، في إطار “سمر رمضاني”، أن الضرورة تفرض، اليوم، تجاوز المنطق السابق المتعلق بـ”الحزب الإداري”، المدعوم من أجهزة الدولة، والقطع مع هذه المنطق، والتركيز على النضال، والتأطير والفكر وبناء الأداة الحزبية، عوض دعم الأعيان.

وأشار الأمين العام لحزب الاستقلال إلى أن كل حزب مغربي لديه مكانة في المشهد السياسي، متمنيا، في الآن نفسه، أن تسير هذه الأحزاب بشكل إيجابي لمصلحة الوطن، مشددا على أن الإشكال الحقيقي في المغرب هو دور الأحزاب الحقيقي، موضحا أن إعادة الثقة من بين العناوين الرئيسية لعودة حزب الاستقلال، وذلك من خلال تجديد الفكر التعادلي، والتواصل مع المناضلين والمتعاطفين مع فكر حزب الاستقلال، والمواطنين في ظل التواصل الاجتماعي الرقمي.

واعتبر نزار بركة أن الحاجة صارت ملحة أكثر من أي وقت مضى للعمل جميعا من أجل إعادة الاعتبار للحقل السياسي بالمغرب، ومنحه المكانة التي يستحقها بشكل يساهم في إغناء طريقة العمل في المجال.

وأوضح بركة أن حزب الاستقلال حدد ثلاثة مداخل لتحقيق هذا الهدف، تتمثل أولا في ضرورة الدفاع باسم المواطن ولصالحه لإسماع صوته، سواء أمام الحكومة أو أمام البرلمان وباقي المؤسسات.

في المقام الثاني، يضيف بركة، يتعين وضع رؤية إستراتيجية استشرافية لتحديد الإجراءات والتوجهات الممكنة مع الأخذ بعين الاعتبار مؤهلات المغرب، بينما يتمثل المدخل الثالث في تقوية المصداقية، وذلك من خلال بلورة الحلول القابلة للتنفيذ للمشاكل التي يواجهها المجتمع.

وأشار الأمين العام لحزب الاستقلال إلى أن الأحزاب السياسية مدعوة إلى الاضطلاع بدورها في تأطير المواطنين، وأيضا القيام بمهامها كاملة في مجال الوساطة “التي تعتبر مهمة هامة بالنسبة للوطن”، داعيا التشكيلات السياسية إلى إعادة التركيز على “العمل الحزبي والسياسي والنضالي والتأطيري”.

في معرض حديثه عن اختيار لغة تدريس المواد العلمية، اعتبر بركة أنه “لا يمكن اختزال إشكالية التعليم في المكون اللغوي فقط”، مشيرا إلى أن “مشكل التعليم لا يرتبط باللغة العربية، بل بجودة المنظومة التربوية”.

وتابع أنه “إذا كانت قد تمت معاينة بعض التراجع على مستوى جودة التعليم إلى غاية عام 2011، فقد سجل تحسن بالمقابل بين عامي 2011 و 2015 في المواد العلمية، والذي انعكس على تصنيف المغرب في المؤشر الدولي تي.إي.إم.إس.إس (دراسة التوجهات الدولية للرياضيات والعلوم)”.

كما انتقد الأمين العام لحزب الاستقلال ضعف الموارد البشرية والمادية اللازمة والبنيات التحتية وتراجع تكوين الأساتذة والخصاص في الأطر الإدارية.

من جهة أخرى، توقف عند اهمية توجيه التعليم نحو التكوين في المهن الجديدة، لافتا إلى انه حسب عدد من الدراسات الدولية، فحوالي 70 في المائة من المهن الحالية ستتغير كليا في أفق عام 2030، او ستختفي بكل بساطة.

بخصوص الأوضاع الداخلية لحزب الاستقلال، نوه بركة بأنه بمناسبة مؤتمره السابع عشر، تم وضع تقييم رصين للحزب، كما تم وضع أجندة واضحة للعمل الحزب مستقبلا.

وخلص إلى أن حزب علال الفاسي تمكن على الخصوص من تجاوز الخلافات ورص صفوفه، مشيدا بأنه بعد حوالي سنة ونصف عن هذا الموعد، تمكنا من تحقيق المصالحة بين مكونات الحزب في كافة التراب الوطني عموما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى