حوادث

خلافات زوجية تسرع في ربط علاقة افتراضية مع “داعشية” تبحث عن محرم لأداء “فريضة الجهاد”

أدانت غرفة الدرجة الأولى المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا، الخميس 8 غشت 2019، خياطا متزوجا وأبا لابن، بسنتين حبسا نافذة وغرامة 10 آلاف درهم، بتهمة التحريض على الإرهاب والإشادة به، خصوصا بعد تعرفه على فتاة من مدينة أحفير قرب وجدة، إبان تصفحه مواقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، والتي قبل دعوتها في بداية 2017، لأنه كان يعيش مشاكل وخلافات في حياته الزوجية، حيث تطورت العلاقة «الافتراضية» إلى «اقتراح واجب الجهاد بسوريا لضرورة التوفر على محرم»، ثم الدعوة إلى الزواج لتحقيق المشروع الجهادي، حسب البحث التمهيدي، الذي انطلق من مدينة بركان، حيث كانت عناصر مصلحة الشرطة القضائية بالمدينة ذاتها، قد أوقفت المتهم لعلاقاته مع تنظيمات إرهابية تنشط داخل المغرب وخارجه.

وكان المعني بالأمر، المزداد عام 1983، قد التزم دينيا سنة 2013 بعد أن التقى عناصر من جماعة الدعوة والتبليغ، الذين كان يطوف معهم بعض الأزقة والأحياء من أجل “نشر الدعوة إلى الله”، فضلا عن عقد جلسات تلقى فيها دروس دينية، من قبيل الذهاب لمسجد النور بمدينة الدار البيضاء، الذي أقاموا به لمدة ثلاثة ايام، واستضافة بعض الحضور بمنزله بمن فيهم أفراد من جماعة أندونيسية، مضيفا أنه في إطار تقوية معارفه اطلع على بعض الكتب ومواقع اليوتوب لمشاهدة الدروس الدينية، ثم مواكبة مقاطع الفيديوهات الموثقة للأحداث السورية، حيث أعجب بما ينشره تنظيم «داعش»، وأنشأ صفحة خاصة به على الفايسبوك، أصبح ينشر فيها ما يروقه، ويُحمل حاسوبه مقاطع فيديوهات تحض على الجهاد والقتال وتُحرض على العمليات الانتحارية، حسب المنسوب إليه تمهيديا.

في هذا الصدد تعرف الظنين عبر الفضاء الأزرق على فتاة تنحدر من مدينة أحفير، تبلغ من العمر 18 سنة، ومع تطور علاقتهما لمدة ثلاثة أشهر أخبرته أنها ترغب في الالتحاق بتنظيم «داعش» بسوريا «قصد أداء واجب الجهاد، وأنها في حاجة إلى محرم يرافقها إلى هناك، ولتعزيز رغبتها الجهادية، أرسلت له فيديو يوثق للمعارك التي تخوضها مختلف التنظيمات المسلحة هناك، خصوصا ما يسمى «الدولة الإسلامية»، مؤكدة له أنها تتوفر على مبلغ لتغطية السفر، وهو ما كان يؤكد عليه بعدما رحب بفكرة مشروعها الجهادي…

وأوضح المتهم، في معرض تصريحه أمام عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، أنه انخراطا منه في هذا المشروع الجهادي، أطلع تلك الفتاة بكون تنظيم «جبهة النصرة» هو الأفضل بحكم نهجه الصحيح، وطلب منها بعد أن أمدته برقم هاتفها التقدم لخطبتها من أجل عقد القران للسفر سويا إلى سوريا، إلا انها كانت تطلب منه التريث لكي يتفاهما أكثر، إلا أنه نتيجة مماطلتها له قطع الاتصال بها، خصوصا أنه كان قد تصالح مع زوجته….

ودائما طبقا للمصدر الأمني فإن من بين الأشخاص الذين تجاذب المتابع معهم الحديث حول واجب الجهاد بسوريا، خياط يعمل معه بنفس المحل ببركان، والذي أبدى له هو الآخر رغبته للسفر إلى سوريا عبر تركيا، إلا أنه يعاني من مرض نفسي يجعله يداوم على تناول الأدوية ويغيب عن محل الخياطة لأيام.

وأشار الظنين إبان الاستماع إليه من قبل قاضي التحقيق بذات المحكمة ٌ إلى أنه لم يسبق أن تعاطف مع تنظيم «داعش»، إلا أن حمل بعض مقاطع الفيديو ذات الصبغة الجهادية، وذلك بهدف الاطلاع عليها، ليس إلا، حيث لم يقم بنشرها أو التعليق عليها، ولم يكن يقصد من تحميلها الإشادة والتحريض على أي عمل إرهابي، مضيفا أنه كان قد تواصل مع فتاة بواسطة «الفايسبوك « وحينما شرعت في الحديث معه حول الجهاد في سوريا واقترحت عليه السفر رفض وقطع صلته بها.

ووجهت للمتهم تهم تحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية، والاشادة بأفعال تكون جرائم إرهابية، والاشادة بتنظيم إرهابي والدعاية والترويج لفائدته، وعدم التبليغ عن جرائم إرهابية، طبقا للمادتين 2 – 218 ، و5 – 218 ، من قانون مكافحة الإرهاب رقم 03 – 03 ، المؤرخ في 28 ماي 2003 ، كما عدل وتمم بمقتضى القانون عدد 86 . 14، المؤرخ في 20 ماي 2015، طبقا لصك الاتهام.

وكانت هيئة الحكم تتكون من: سميرة عفان: رئيسا، وصالح حكيم، وبوحصيني فاطمة: مستشارين، وعبد السلام العداز: ممثلا للنيابة العامة، والجيلالي لهدايد: كاتبا للضبط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى