سياسة

“حاتم”منع الكشف عن اختلالات الصحة ليس فقط تضييق على حرية الصحافة بل تواطؤ مع الفساد

أكدت منظمة حريات الإعلام والتعبير”حاتم”، خطورة تدخل وزير الصحة العمومية في الموضوع و توجهه للهاكا طالبا منع بث الحلقة القادمة، التي أعلن البرنامج أنها ستخصص للخيانة الطبية في مجال التجميل، مما يوضح خلط الوزير بين مسؤولياته السياسية، و الرغبة في قمع حرية التعبير، كما يؤكد – مرة أخرى- سوء إدراك مسؤولين مغاربة على أعلى مستوى لأدوار الإعلام ، و حنينهم لممارسة القمع والمنع والتكتم وحجب المعلومات .

وقال المكتب التنفيذي للمنظمة، في بيان توصلت “دابا بريس” بنسخة منه، أنه وفي “الوقت الذي يعتبر أغلب المغاربة وضمنهم جل الأطباء أن لقطاعي الصحة والتعليم أولوية في معركتي الديمقراطية والتنمية، تؤكد هذه الواقعة أن الخطاب الرسمي حول تطوير المنظومة الصحية لا علاقة له بالإصلاح الفعلي المرتبط بعدة مستويات ومنها الحد من انحرافات بعض العاملين في القطاع الذين حولوا المهن الصحية النبيلة ليس فقط لتجارة مربحة، وإنما أيضا لمجال للتحايل والنصب على المواطنات والمواطنين وحتى على مؤسسات شريكة.

وأكد بيان منظمة “حاتم: أن “استشراء الانحراف والرشوة والنهب في مختلف القطاعات يقتضي دون تأخر تضافر جهود كل الشرفاء مع المواطنين في كل القطاعات لمواجهة الاستبداد والفساد والظلم والحكرة أينما كان وأيا كان الممارس ؛ ودعم الإعلام والتواصل ليقوم بأدواره في هذا الاتجاه بالفضح والكشف عن الحقائق وترسيخ ثقافة المواطنة و العمل الجماعي لإنقاذ البلاد وتطويرها .

في نفس السياق، أشار بيان المنظمة، أن هذا التوجه يتناقض مع تعامل بعض الإطارات في مجموعة من القطاعات مع الإعلام وغيره بنوع من “التضامن السلبي” أو حتى “التضامن الظالم “أحيانا وهو ما يمس مهن تلك القطاعات قبل غيرها ، وأن الحاجة يضيف بيان المنظمة يقتضي، “ضرورة عمل الجسم الإعلامي بشكل جماعي مع مكونات المجتمع من أجل تطوير مكانة الإعلام و وضعه الاعتباري وتطوير وظائفه التنويرية و التوعوية و في القلب منه استقلالية الصحافيين عن الدوائر الرسمية وحتى عن إدارات المؤسسات الإعلامية التي تساهم في الخلط بين الإعلام والدعاية وجعل الإعلام بوقا رخيصا و أداة للتجميل و التطبيل .

وأفاد المصدر نفسه، أنه،”لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار النقد الموجه للمنحرفين داخل قطاع الصحة تغطية عن التضحيات الجسيمة التي يبذلها نساء ورجال القطاع وفي مقدمتهم الأطباء من اجل خدمة صحية عمومية ناجعة، وضمنهم العشرات من المتطوعين عبر وسائل الإعلام والذين يشتغلون بتعاون مع الصحافيين في سبيل الوقاية و مقاومة الشعوذة والانحرافات التي تشكل خطرا متزايدا على صحة المواطنين”.

دات البيان، حي التآزر القائم بين الإعلام ومهنيي الصحة لإصلاح المنظومة وتطويرها لما يليق بمغرب 2020،  واعتبر معركة الطلبة الأطباء دفاعا عن حقوقهم المشروعة نموذجا في هذا الإطار، إذ، يشبر المصدر نفسه، إلى حرص العديد من الصحافيين على مواكبة قضيتهم بشكل يدعم مطلبهم الرئيسي المتمثل في تكوين لصالح الصحة العمومية رغم كل الصعوبات والإكراهات بما فيها بعض التوجيهات السلطوية والتسلطية ، مما ساهم في دعم صمود تلك الفئة في معركتها

منظمة “حاتم” أكدت في بيانها أنها و لا تعتبر السعي لمنع الكشف عن اختلالات المنظومة الصحية ونقل حقائق القطاع عبر وسائل الإعلام و التواصل ضربا فقط لحرية الإعلام والتواصل الرقمي، وإنما هو تواطؤ مفضوح مع لوبيات الفساد و إصرار على تكريس الأوضاع المهترئة للصحة العمومية و تكذيبا لكل الخطابات الجميلة من أجل إنقاذها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى